سوليوود «متابعات»
تواجه منصة نتفليكس، مأزقاً كبيراً، إثر وجود صعوبات في المُشاركة بالمسابقات الرسمية في الدورة الجديدة من مهرجان كان، المقررة في مايو المقبل، وذلك رغم دخولها مؤخراً السوق السينمائية الفرنسية، من باب الاستثمار بصناعتها عبر ضخّ 4% من صافي مبيعاتها السنوية.
وذكرت مجلة «فاراييتي» الأميركية، أن نتفليكس لا تنوي تقديم أفلامها في عرضها الأول العالمي في مهرجان كان 2022.
صفقة تاريخية
وأبرمت منصة نتفليكس اتفاقية جديدة، قبل أيام، مع السينما الفرنسية، تُلزمها ولمدة 3 أعوام، باستثمار 4% من صافي مبيعاتها السنوية في فرنسا، في صناعة الأفلام الفرنسية والأوروبية، ما يُسهم في ضخ رصيد سنوي بقيمة 40 مليون يورو تقريباً، وفقاً لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، التي وصفت الصفقة بالتاريخية.
ووفقًا لشروط العقد الجديد، سيتعين على نتفليكس تخصيص 17% من رصيدها لتمويل الأفلام الصغيرة، أي تلك التي لا تتجاوز ميزانيتها 4 ملايين يورو، وستكون خدمة المشاهدة عند الطلب مطلوبة للتمويل المسبق لما لا يقل عن 10 أفلام سنوياً.
ومقابل هذه الاستثمارات، ستتمكن نتفليكس من بث الأفلام الروائية التي تعرض في صالات السينما بعد 15 شهراً بدلاً من 36، كما هو الحال الآن.
توقف المفاوضات
وقد يسفر قرار عدم مشاركة نتفليكس عروضها الأولى العالمية قي مهرجان كان، عن استبعاد أفلام مثل «Blonde» للمخرج الأسترالي أندرو دومينيك، وهي سيرة ذاتية لمارلين مونرو، بطولة آنا دي أرماس، عن مدينة كان الساحلية.
وأوقفت نتفليكس المفاوضات مع مهرجان كان، كونه يفرض شرطاً على كل فيلم منافس ضمن مسابقاته، أن يعرض لاحقاً في صالات السينما في فرنسا.
وأفادت صحيفة إندبندنت البريطانية، أنّ مهرجان كان قد حظر مشاركة إنتاجات نتفليكس في الدورات السابقة، لافتة إلى أنه عندما تحدث تيد ساراندوس، كبير مسؤولي المحتوى في تلك المنصة الرقمية، أمام مهرجان كان في عام 2015، قوطع واُتهم بتدمير النظام الطبيعي لإنتاج الأفلام في أوروبا.
وحاول رئيس مهرجان كان تييري فريمو، الذي تربطه علاقة ودية مع الرئيس التنفيذي لنتفليكس تيد ساراندوس، آنذاك، إقناع المنصة بالعودة إلى المهرجان بعيداً عن المنافسة في المسابقات، ونجح بذلك تقريبًا عام 2020 عندما عرض فيلم «Da 5 Bloods» للمخرج سبايك لي، ولكن فشلت خطة العودة بعدما أُلغى المهرجان نسخته الواقعية بسبب الوباء.
سباق نحو التميّز والعالمية
يذكر أن آخر ظهور لإنتاجات نتفليكس في مدينة كان، عام 2017 مع فيلم «Okja» للمخرج بونج جون هو، وفيلم «The Meyerowitz Stories» للمخرج نوح بومباخ، ثم غيّر المهرجان قواعده وشروطه بشكل صارخ، بعد احتجاج قوي من قبل العارضين الفرنسيين الذين طالبوا بضرورة عرض الأفلام المنافسة في مسابقات كان في صالات العرض الفرنسية قبل البث على المنصة.
وعلى الرغم من أن نتفليكس وكان لا يزالان يأملان في إيجاد حل وسط في المستقبل القريب يسمح بلمّ الشمل، فإن كل من اللاعبَين سرّع استراتيجياته الخاصة، بحسب فراييتي.
وحققت نتفليكس نجاحاً مرضياً في مهرجان فينيسيا في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك عام 2021 مع فيلم «The Hand of God» وفيلم The Power of the Dog لجين كامبيون، وكلاهما رُشّحا لجوائز الأوسكار.
وفي الوقت ذاته، استطاع مهرجان كان أن يقدم عام 2021 دورة ملفتة مع الأفلام التي نالت استحسان النقاد مثل Drive My Car للمخرج ريوسوكي هاماجوتشي، والذي رُشح لـ4 جوائز أوسكار، وفيلم “أسوأ شخص في العالم لخواكيم تريير، الذي ينافس على جائزتي أوسكار، وفيلم الرسوم المتحركة الوثائقي FLEE لجوناس بوهير راسموسن، الذي ينافس على 3 جوائز أوسكار.