سوليوود «متابعات»
ليس مفاجئًا أن تستخدم السينما كعلاج نفسي.. بل هذا علم ينطوي تحت مصطلح «السيكودراما» حيث كشفت اختصاصية العلاج النفسي فاطمة العلي، حزمة تداخل بين السينما وعلم النفس إلى درجة الالتحام فيما بينهما، واللذين ظهرا في الحقبة التاريخية نفسِها «نهاية القرن الـ19»، موضحة أن هناك أفلاما مخصصة للفضاء النفسي، كما للدراما والرعب والفكاهة، بحسب ما أشارت صحيفة الوطن السعودية.
العلاج
وأشارت العلي إلى أن السيكودراما Psychodrama، هو أحد أنواع العلاج النفسي، الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وبين علم النفس، وتكمن أن فعالية العلاج، في مساعدة الشخص على التنفيس الوجداني، من خلال أداء أدوار تمثيلية تتدفق فيها العلاقات، ما بين الذوات في الماضي والحاضر والمستقبل، مبينة أن أحد أهداف العلاج السيكودرامي، أن يخلق الفرد حلولًا لمعضلاته، عن طريق فهمه لمشاعره وخلجاته ودوافعه، عندما يقوم بتجسيد واقعه الخاص بشكل تمثيلي.
سيطرة الشخصية
وشددت على سيطرة الشخصية على ممثلها، وأن الفهم العاطفي للشخصية الفيلمية، يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من أداء أي ممثل، ونجد ذلك في تعاليم المسرحي الروسي كونستانتين ستانيسلافسكي، أن التمثيل بالنسبة له «أن يُصبح الممثل بدلًا من أن يُقلد»، لافتة إلى أن الذاكرة العاطفية، التي تنتعش بومضات فردية يستجذبها الشخص من تجاربه، ويجب أن تشبه الحالة الشعورية للشخصية المراد لعب دورها، وفي حالات يقوم بعض الممثلين بكتابة يوميات خاصة، كما لو كانت مكتوبة من خلال الشخصية الفيلمية المراد لعب دورها، كما احتفظت جينيفر جيسون لي بدفتر يوميات، كان مصدرًا لذكريات وتجارب الشخصية الفيلمية، والتي تخيلتها «لي».
فقدوا ذاتهم الأساسية
واستعرضت دراسة متخصصة، كشف فيها المشاركون عن شعورهم، بأنه كانت هناك لحظات أصبحوا فيها متورطين تمامًا مع الشخصية، حيث فقدوا ذاتهم الأساسية في الدور أثناء التدريبات والتصوير، وتحدث «ممثلون» في الدراسة، عن بعض الأدوار التي ذهبت إلى حد تجاوز شخصيات كل منهم بشكل كامل، مما منحهم شعورًا بأنهم لم يكونوا على دراية بهوياتهم الأصلية، واعترفوا بأنه أحيانا لم يكونوا على علم بالكلمات التي تخرج منهم، أثناء لعب دور معين، كما أنهم شعروا بأنهم في بعض الأحيان كانوا يعيشون حياة الشخصية، وأن الدور كان «من الصعب التخلي عنه».
كلما كانت أناكَ أقل
وأضافت: «كلما أصبحت شخصًا آخر، كلما كانت أناكَ أقل»، ومن الأمثلة المتطرفة على هذه التجربة الحالة المأساوية للممثل هيث ليجر، عندما تقمص دور جوكر في فيلم The Dark Knight، ليؤدي هذا الدور قام ليجر، بعزل نفسه في غرفة فندقية لمدة أربعة أسابيع، قام فيها بقراءة كل ما وقعت عليه يديه من كتب الكوميك، ساعدته في اختراع وبناء شخصية الجوكر بطريقة متكاملة متماسكة، لها انفعالاتها وحالاتها ودوافعها، وتشكلاتها الوجودية هائلة التفاصيل، وحتى صوتها وضحكتها الخاصة الفريدة التي جاءت من العدم إلى الخلود، فقد حصل، عقب وفاته، على جائزة الأوسكار لأفضل ممثِّل مساعد. وفي مصادر كثيرة تم إيضاح سبب انتحار الممثل، وهو أنه لم يستطع الانسلاخ عن شخصية الجوكر، فقام بوضع نفسه مرة أخرى في فندق، وأخذ أثناء ذلك جرعة زائدة أودت بحياته.
الخروج من الشخصية
أشارت إلى عدم قدرة الممثل على الخروج من الشخصية، وأسهمت دراسة علمية متخصصة في أبحاث الأداء من خلال دراسة الحالة حول أزمة هوية الممثل، واعتبرت فيها القاعدة أن التمثيل «عمل محفوف بالمخاطر»، لأن الممثل يقوم أحيانًا بتقسيم شخصيته الأصلية لتحقيق التماثل مع إحدى الشخصيات الفيلمية، نصت القاعدة على أن «الاستثمار الإبداعي عميق, العقل اللاواعي وما قبل الواعي والواعي متورطون في العمل، ونادرًا ما يترك الممثل الدور عندما يغادر المسرح». وأوضح مشاركون في الدراسة «ممثلون»، أنه بينما كانوا يستمتعون بلعب شخصية معقدة، كان هناك «تغير غير متوقع فيهم من خلال تأثرهم بالدور الذي لعبوه، ولم يكن لديهم القدرة على الصبر، مبينة أنه يمكن أن تؤدي التغييرات في التقمص إلى تغييرات عصبية في الشبكات المرتبطة بأخذ المنظور وتغيير الدور، بشكل أساسي، ويتغير دماغ الممثل بشكل أساسي مع الأدوار المختلفة.
السيكودراما: مصطلح يُطلق على نوع من أنواع العلاج النفسي، الذي يجمع بين الدراما كنوع من أنواع الفنون وعلم النفس.
- جلسات العلاج 90 دقيقة إلى ساعتين
- تستخدم لعلاج الصدمات العاطفية
- السيكودراما يقوم على ثلاثة عناصر
المخرج: وهو نفسه المعالج النفسي، يقوم دوره على تكوين فريق عمل من الممثلين، ووضع السيناريو واختيار المكان المناسب للعلاج النفسي.
المجموعة: وهم – عادة ممن يكون لديهم مرض نفسي – من يقوم ببقية الأدوار الأخرى ومن يساعد المريض في أداء دوره.
البطل: وهو المريض نفسه، الذي تدور حوله أحداث المشاهد، ويقوم بتمثيل واقع حدث له من أجل إيجاد حالة من التجلي، تتمخض عن حلول لمعضلاته.