سوليوود «متابعات»
قبل أن تضطلع مونيكا فيتي ببطولة أفلامها الأربعة تحت إدارة المخرج الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني بدءاً من «المغامرة» سنة 1960 وانتهاءَ بـ«صحراء حمراء» (1964) كانت خبرت بعض الحزن العميق في داخلها يناسب ملامح حزنها في أفلامه. ولدت باسم ماريا لويزا وعاشت طفولة غير سعيدة، كما كشفت ذات مرّة وإن لم تأتِ على التفاصيل. عندما بلغت الثامنة عشرة من العمر قرر والداها الهجرة إلى الولايات المتحدة وخططا لتصاحبهما إلى هناك، لكن مونيكا قررت البقاء في روما وتوجهت لدراسة التمثيل متخذة اسم والدتها قبل زواجها اسماً لعائلتها، وفقًا لما ذكره موقع الشرق الأوسط.
قبل التحاقها بمركبة أنطونيوني ظهرت في ثلاثة أفلام أولها كوميدي عنوانه «ضحك، ضحك، ضحك» لإدواردو أنطون ودورها كان من الصغر بحيث استغنى الإنتاج عن ذكره في مطلع الفيلم. في عام 1960 ظهرت في مسرحية أخرجها أنطونيوني وإعجابه بموهبتها قادها لبطولة أول فيلم بينهما وهو «المغامرة». حينها كانا على علاقة عاطفية في بيت واحد، رغم ذلك أخفى عنها تفاصيل فيلمه. لم يخبرها شيئاً يذكر عن دورها في فيلم يتولى تقديم حالة غامضة لامرأة وصلت، وأصحابها (ذكوراً وإناثاً) إلى جزيرة صقلية واختفت فيها. يبحث الجميع عنها ولا يجدونها، لكن البحث الأقسى بالنسبة إليها هو معرفة ماذا تفعل في هذا الدور وكيف.
عاملها أنطونيوني برقّة أكثر وبرعاية أفضل في فيلمه الثاني معها «الليل» (1963) لكنه جلب لمشاركتها البطولة النسائية الممثلة الفرنسية جين مورو والإيطالي مارشيللو ماستروياني بينما حفل فيلمه السابق بوجوه ليست ذات شهرة. فازت فيتي بجائزة ثمينة من قِبل جمعية النقاد الإيطاليين كأفضل ممثلة مساندة. وما إن انتهت منه حتى منحها المخرج دور البطولة في الفيلم الثالث بينهما «الخسوف» 1962 الذي مثّل إيطاليا في مهرجان «كان».
المخرج الفرنسي فرنسوا تروفو كان عضو لجنة التحكيم وانتقد الفيلم بشدّة، لكن الآخرين (بينهم الروسي يولي رايزمان والإيطالي ماريو سولداتي والياباني تتسورو فوركاكي، رئيس لجنة التحكيم) عارضوه فخرج الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة.
قامت هذه الثلاثية على تصوير وضع الشخصيات الرئيسية في عالم اليوم (آنذاك) برغبة تجسيد حالها ومشاعرها بعدم الانتماء. «المغامرة» حول اختفاء امرأة شابة خلال رحلة إلى جزيرة صقلية. «الليل» (الأكثر جودة) عن يوم في حياة زوجين (مورو وماستروياني) يشهدان نهاية الحب بينهما. «الخسوف» عن امرأة لا تستطيع مواصلة حبّها مع الرجل الذي تعرّفت عليه (ألان ديلون) كونه غارق في الماديات وهي ذات توجه فني وثقافي.
فيلمها الرابع تحت إدارة أنطونيوني، «صحراء حمراء»، فيه امتداد لموضوع الغربة ولعبت فيتي فيه دور امرأة تشعر بالوحدة وتحاول الهروب إلى الأمام عبر علاقة مع أحد عمال مصنع زوجها.
لعبت مونيكا فيتي في نحو ستين فيلماً آخرين وبعضها تحت إدارة مخرجين معروفين أو مشهود لهم بتاريخ حافل من الأعمال ذات التميّز. هي في «مودستي بلايز» لجوزيف لوزاي (1966) و«الفتاة بمسدس» لماريو مونيشيللي (1968) وفي فيلم المجري ميكلوش يانشكو «المسالم» (1970) و«شبح الحرية» للوي بونييل (1974) وتحت إدارة الأميركي مايكل ريتشي في «تقريباً علاقة مُثالية».
في 1983 كتبت وأخرجت عملاً تلفزيونياً بعنوان La Fuggi Diva وفي سنة 1990 أخرجت فيلمها السينمائي الوحيد «فضيحة سريّة»، الذي لعبت بطولته. هذا كان آخر إطلالة لها إذ قررت الاعتزال بعده.