سوليوود «متابعات»
اعتباراً من 12 يناير الجاري، استقبلت صالات السينما المصرية والعربية فيلم «قمر 14»، للمخرج هادي الباجوري، وذلك بعد عرضه العالمي الأول في الدورة الخامسة من «مهرجان الجونة السينمائي» في أكتوبر الماضي.
ويقوم بدور البطولة في «قمر 14» الفنانون: خالد النبوي، وشيرين رضا، وغادة عادل، وياسمين رئيس، وأحمد الفيشاوي، وأحمد مالك، وأحمد حاتم، وهو من تأليف محمود زهران.
وتدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي، إذ يعتلي قمر ليلة 14 سماء مصر، فنشهد علاقات عاطفية عدة تحاول الصمود والنجاح، فيصطدم أصحابها بمحظورات مختلفة يفرضها عليهم المجتمع، لتعوق علاقاتهم وتهددها بالفشل، فيحاول الأبطال مواجهة هذه المحظورات وتحدي طاقة قمر 14.
أسهل فيلم
وكشف الباجوري خلال حواره مع صحيفة «الشرق» كواليس تجربته في «قمر 14»، قائلاً: هذا أسهل وأبسط فيلم صنعته وأكثر عمل لم يأخذ مني جهداً كبيراً، لأن السيناريو كُتب بطريقة جذابة وجيّدة، وصورته في 18 يوماً فقط، لافتاً إلى اعتماده على البساطة بعيداً عن التكلّف في الإخراج، وتكثيف العواطف وقوة إحساس الممثلين أمام الكاميرا.
وأشاد بالرؤية الإبداعية للمؤلف محمود زهران الذي تحمس بشكلٍ كبير فور اطلاعه على سيناريو «قمر 14»، والذي يُعد التعاون الثاني لهما سوياً، موضحاً أن زهران كتب سيناريو فيلم جارة القمر، وأرسله لي، فقرأته وأعجبني وعملنا عليه وبدأنا تصويره ولم نكمله بعد، ثم أرسل لي قمر 14، لقراءته فأعجبني جداً وصورناه مباشرة.
ثقة المُمثل
وأكد المخرج المصري أنه لم يواجه أي صعوبات في جمع عدد كبير من المُمثلين في فيلمٍ واحد، وذلك رغم نجومية بعضهم، وقال: أنا لا أختارهم لنجوميتهم ولا يهمني أن يحقق الفيلم أرباحاً أو تصدر شباك التذاكر، الأهم أنّ يكون الممثل في مكانه المناسب ويؤدي دوره بحرفية وصدق.
واعتبر الباجوري أنه اكتسب ثقة المُمثلين في موهبته ورؤيته الإخراجية. وأضاف: بعد تجاربي السينمائية السابقة، انتشرت أخبار أنني من المخرجين المرنين الذين يأخذون وقتاً طويلاً لاختيار الممثل، ويجيدون التعامل معه وتقديره والأخذ بوجهة نظره وبالتالي حصلت على الثقة التامة خلال التصوير.
وأعرب عن أمنيته بأنّ ينال العمل إعجاب الجمهور، فور طرحه في دور العرض وأن يُحقق نجاحاً كبيراً لا سيما أنني أعمل بطريقة صحيحة وأختار ممثلين جديرين ومناسبين لأدوارهم ولديهم أسلوب خاص.
الحب المستحيل
وأوضح الباجوري أنّ الفيلم يُعالج عبر 5 حكايات متصلة منفصلة، قضايا الحب الذي قد يواجهها المجتمع، من خلال تدخلات العائلة والجيران بين الحبيبين، ويقدمون فتاوى ويتناقلون الشائعات حول هذه العلاقة.
وقال إنّ الفيلم يحمل فائضاً من المشاعر والخوف والتشويق، لانتقاد ضغوطات المجتمع بلغة سينمائية بسيطة، كما أن العمل يحمل رسالة بضرورة ترك الناس بحالها وعدم التدخل في حياتهم الخاصة.
وكشف عن أسباب اختياره هذه الليلة القمرية تحديداً عن أي يوم آخر، موضحاً أنّ هذه الليلة لها واقع نفسي على العادات والتقاليد، فنحن مقتنعون بأن القمر يؤثر على طبيعتنا وعلى الأرض والبحر وكل شيء، إذ إنّ القمر يؤثر علينا كبشر، فعندما يكون القمر مكتملاً يمكنه فعلياً دفعك إلى أخذ قرارات لا تأخذها في يومٍ آخر.
التفاعل مع الشخصيات
وأشار المخرج السينمائي إلى سعيه الدائم لاختيار الأفلام القريبة منه، والتي تلامس مشاعره، قائلاً: من الممكن أن تكون الشخصيات لها علاقة بي شخصياً أو جزء من حياتي، كما أنه ليس شرطاً أن تكون مربحة لأنني قدمت أعمالاً لم تحقق أرباحاً كبيرة.
وشدد على ضرورة تحقيق حالة التوازن بين المادة الفنية والترفيه، لافتاً إلى أن السينما وجدت للتسلية وإسعاد الناس، لكنها في النهاية تُعد صناعة وليست فناً فقط، لذلك أهتم بأن يترك فيلمي أثراً في المُشاهد ويثير لديه العديد من التساؤلات، والتفاعل مع شخصيات الفيلم ويرى نفسه فيها.