نجاحات متتالية حققتها على الصعيد المحلي والعربي خلال الأشهر القليلة الماضية، بدأتها مع الإعلان عن عضويتها في أول جمعية مهنية للمسرح والفنون الأدائية بالسعودية، ثم مشاركتها كممثلة في أول عمل تلفزيوني مصري لها وهو «60 دقيقة»، وبعدها مشاركتها في مسلسل «عنبر 6»، وأيضا اختيارها لتكون عضوة لجنة تحكيم في مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الـ43، ومشاركتها كواحدة من مخرجات فيلم «بلوغ» الذي حقق نجاحا كبيرا عندما عرض في العديد من المهرجانات، ومنها مهرجان القاهرة السينمائي.. إنها الممثلة والمخرجة والكاتبة السعودية فاطمة البنوي، التي تم اختيارها في عام 2018 من قبل مجلة تايمز Times الأميركية لتُصنّف في قائمة القادة الشباب، الذين يسعون إلى تغيير العالم، كما حظيت بإشادة دولية عن بطولتها لفيلم بركة يقابل بركة، الذي شارك في مهرجان برلين السينمائي، وكان ممثلاً للسعودية في جائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
وفي الدراما التلفزيونية، شاركت في بطولة مسلسلي «ما وراء الطبيعة»، و«الشك» الذي شاركت أيضاً في تأليفه وإخراجه.
وكان لموقع «العربية.نت» لقاء معها حول تجربتها في مهرجان القاهرة السينمائي ومشاركتها في أول عمل درامي مصري وغيرها من الأمور.
*شاركت من قبل كممثلة يعرض لها فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، والدورة الأخيرة كانت لك مشاركة مختلفة كعضو لجنة تحكيم ومخرجة.. حدثينا عن هذه التجربة..
إن تجربة المشاركة في لجان التحكيم أكثر صعوبة والمسؤولية أيضا أكثر صعوبة، فقد شاركت من سنوات كممثلة في مهرجان القاهرة من خلال فيلم «بركة يقابل بركة»، أما الآن فالتجربة أكثر مسؤولية وتحدٍ جديد بالنسبة لي، فالتجربة أكثر صعوبة من التمثيل، لأن المسؤولية هنا مضاعفة، كما أن هناك معايير مهمة لابد لي كمشاركة في لجنة التحكيم أن أمتلكها أولاً للحكم على العمل، أبرزها: الإخراج، ثم النص، وبعدها الممثل، وآخرها الصورة وجودة التقنية المقدمة للمشاهد.
والحقيقة لقد سعدت بمستوى الصناعة بالمنطقة العربية، وبالمشاركات الخاصة بالأفلام من المنطقة ومن السعودية في مسابقات المهرجان المختلفة، هناك تغيير كبير يحدث بشكل يومي.
فاطمة البنوي
*وماذا عن مشاركتك في المهرجان كمخرجة أيضا؟
**أعتقد أن هذه الدورة تعتبر شديدة الخصوصية بالنسبة لي، فأن أكون مخرجة ومشاركة بعمل، وكعضو لجنة تحكيم، فقد شاركت أيضا في المهرجان كمخرجة ضمن 5 مخرجات سعوديات في فيلم «بلوغ» والذي عرض خارج المسابقة الرسمية في افتتاح عروض «آفاق السينما العربية»، فالفيلم يحكي عن التطور الذي تشهده المرأة في السعودية، فالعمل يتناول 5 قصص هامة وقضايا عن المرأة العربية وخمس مشكلات، ومنها قصص البلوغ عند البنت وسواقة المرأة وشعور البنت بعد البلوغ وهروب البنت من الزواج، فالمرأة أكثر واحدة تناقش تفاصيل مشاكلها في أي عمل من بدايته لنهايته.
*كيف جاءت فكرة الفيلم؟ وهل ترددت في الموافقة عليه؟
**جاءت الفكرة من إدارة مهرجان البحر الأحمر، وقامت بعمل مسابقة اختات من خلالها مخرجات الفيلم، ولم أتردد لحظة في الموافقة على تقديم الفيلم، لأنه عمل سينمائي ذو قيمة، فعندما أجد حكايات توجد في الحياة وذات قيمة لا أتردد في تقديمها، فقضية الفيلم في غاية الأهمية، حيث يقدم الأشياء المحظورة في مجتمعاتنا، وهذا ما فكرنا به، وهو كيفية تقديم الأشياء المحظورة، فالمجتمع الفني في السعودية كان صغيراً ومحدوداً؛ لكن اليوم أصبح الطلب أكثر من العرض، وهناك فرص واعدة بالسينما السعودية، وأنا مقتنعة بضرورة الانفتاح والتجريب والتأثير؛ لتصحيح الصورة المقدمة عن المجتمع السعودي والتي سيكون السعوديون أقدر على القيام بها، كما أن المرأة السعودية قادرة على تغيير الصورة النمطية، ولديها إصرار على النجاح وقناعة بحلمها بشكل مباشر، وتجعل العالم ينبهر بما تقدمه.
*تصدرت التريند في مواقع التواصل الاجتماعي مع العمل الأول لك في الدراما المصرية؟
**سعدت بتلك التجربة جدا، فمسلسل «60 دقيقة» تجربة مختلفة وقصة معقدة، وشخصية سارة تطرح العديد من التساؤلات، وكنت أسعى للوصول إلى كل تفاصيلها، وحاولت توصيل كل الأحاسيس ولمس مشاعر الجمهور، فقد عشت مع الشخصية وما تعانيه، فهي تطرح قضية مهمة، وردود الفعل على الشخصية أسعدتني كثيرا.
*كيف كان استعدادك للشخصية خاصة أن الجانب النفسي بها مهم جدا؟
**إن ما لفت انتباهي إلى المسلسل هو الجزء النفسي في الأساس، خاصة أنني درست علم النفس، وهذا كان سببا في أن أقع في غرام شخصية سارة وتفاصيلها، عملت بحثا كبيرا لأنني لم أعش تجربة اكتئاب ما بعد الولادة الذي كانت تعاني منه، كانت غرفة نومي في الفندق مليئة بالأوراق التي تتحدث عما تعاني منه المرأة بعد الولادة والأزمات النفسية التي تمر بها، كما ساعدتني الستايلست في ملابس الشخصية، ولكن لم أتنازل عن فكرة «التوكة»، كنت أريد أن أصنع تريند توكة سارة أحبها كثيرا ومحتفظة بها حتى الآن، أنا مهووسة بالتفاصيل، وكنت أستخدم «التوكة» في مواقف القلق، كان الجمهور يسأل لماذا تفك شعرها ثم تربطه من جديد، وكانت هذه تفصيلة أردت إضافتها للشخصية، أما بالنسبة للهجة المصرية، فأنا منذ سنوات وأنا أتدرب عليها، وفي كل مرة آتي إلى مصر أتحدث باللهجة المصرية حتى من دون أن يكون لدي عمل، وهذا ساعدني عندما عرض علي المسلسل.
*ماذا عن الجديد الذي تقدمينه؟
**أقوم حاليا بتصوير مسلسل جديد في لبنان اسمه «عنبر 6»، من أعمال شاهد الأصلية، والذي تصوّره شركة «إيغل فيلمز» لصاحبها المنتج جمال سنان في بيروت بإدارة المخرج علي العلي، ويجمع العمل نخبة من أهم نجوم الدراما العربية، ويحاكي قصص النساء في السجون ومآسي الحياة ومشاكل المجتمع بشكل جديد ومتفرّد، وقد بني لتصوير العمل استوديو لسجن حقيقيّ، ينقل أحداث السجون وما يحصل فيها، والعمل من كتابة هاني سرحان ودعاء عبدالوهاب، وجار العمل على تنفيذ العمل بميزانية ضخمة.
يذكر أن البنوي انضمّت للمشروع أخيراً وستقدم دوراً مختلفاً شكلاً ومضموناً، حيث وصلت بيروت وبدأت تصوير مشاهدها قبل أيام.