سوليوود «متابعات»
بحضور لافت وزخم كبير شاركت السينما السعودية في الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي بدأت فعالياته 6 ديسمبر الحالي، وتأكد خلاله أن هناك طوفاناً من المواهب والموضوعات العامرة بالحماس والشغف بدليل وجود عدة أفلام سعودية مهمة ومؤثرة وتعبر عن موضوعات وقضايا مختلفة وتركز بعضها على المرأة السعودية وأحلامها.
أجيال مبدعة
قالت المخرجة السعودية هيفاء المنصور لصحيفة اندبندنت عربية في حديثها عن السينما السعودية ونشاطها اللافت «الشعب السعودي يصل عدده إلى 20 مليون ويحبون السينما، والآن هناك سوق للسينما في السعودية، وهناك أجيال من الموهوبين الذين تفتح السعودية لهم آفاقاً جديدة من الإبداع؛ لذلك هناك متحمسون كثر يبحثون عن قصص تصل للجمهور وتناقش همومهم، وهناك أفلام عربية ومصرية عظيمة ناقشت قضايا المرأة وقضايا حساسة جداً عن الحب والحياة، وآن للسينما السعودية أن تقدم مثل هذه الأفلام، خصوصاً في ما يخص المرأة.
وقدمت الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي باقة من الأعمال الطويلة في برنامج سينما السعودية الجديدة لنخبة من المواهب الواعدة والجيل الجديد من الأصوات السعودية.
وقال محيي قاري مدير البرنامج في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إن برنامج سينما السعودية الجديدة يقدم موجة جديدة من المخرجين والمخرجات، ويستعرض أساليب سينمائية متنوعة، وموضوعات مجتمعية وعلاقات مختلفة، وهذه الأفلام دليل على حراك سينمائي، وهي بدايات لصناعة سينمائية شابة واعدة.
قوارير
«قوارير» هو مشروع سينمائي يجمع خمس قصص لخمس مخرجات سعوديات هن: رغيد النهدي، ونورة المولد، وربى خفاجي، وفاطمة الحازمي ونور الأمير، وتتنوع المواضيع بين الهجر والإهمال، والتحكم، والإساءة، والعار في مجتمع محافظ، وتقدم كل مخرجة صورة لواقع قاس، تخاطر فيه المرأة بكل ما لديها لإثبات مكانتها.
والتقت اندبندنت عربية 4 من مخرجات الفيلم هن: رغيد النهدي، وفاطمة الحازمي، ونورة المولد، وربى خفاجي، وقلن عن أنفسهن إنهن تخرجن في جامعة عفت. وقالت رغيد، «إنها كانت تتعامل مع الإعلام كمقدمة برامج أطفال، وأحبت السينما والحكاوي، فدرست الموضوع السينمائي من خلال الدراسة الخاصة بالسينما لتعبر عن الحكايات التي تريد أن ترويها، وتابعت «من صغرنا ونحن نحب أن نقضي وقتنا في مشاهدة الأعمال السينمائية، ووالدتي مذيعة في تلفزيون جدة، وكانت دائماً تحكي لنا قصص الأطفال، ففكرت في تحويل القصص لصورة، وهكذا بدأت القصة معي في السينما».
أما نورا المولد، فقالت «كان شغفي بالفن التشكيلي، وبحثت عن تطوير الأمر ودخلت بعد الدراسة الثانوية جامعة عفت، ولفت نظري جداً الإخراج، ولم تكن صورة المخرج واضحة في السعودية منذ فترة، ولم يكن لي قدوة في هذه المنطقة، ولكني كنت عاشقة للسينما المصرية، تكونت لدي أحلام خاصة لفتت انتباهي لأدخل هذا المجال وأكون مخرجة، وكذلك أحببت السينما الإيرانية والأوروبية، وكل هذا حقق لي الشغف في هذا المجال».
أما ربى خفاجي، فتحدثت قائلة «تخرجت في الثانوية ودخلت جامعة عفت، ووقعت في غرام صناعة الأفلام وأحببت صناعة السينما». وقالت فاطمة الحازمي، إنها دخلت جامعة عفت لدراسة الإعلام، ولكن كان لديها موهبة الكتابة والحكايات فوجدت نفسها تحب الإخراج أكثر فقررت دراسته.
وأشرن إلى أن دراسة الفن أصبحت متاحة في أكثر من جامعة سعودية، وأصبح من الممكن أن «نحكي حكاياتنا خصوصاً النسائية وأفضل شخص يعبر عنها النساء أنفسهن».
وعن انطلاق السينما السعودية قالت نورة المولد «منذ فترة كان هناك تجمعات ثقافية ووزارة الثقافة تشرف على مشروعات جماهيرية ثقافية وهناك مهرجانات محلية، لكن هذا المهرجان (البحر الأحمر السينمائي) أول مهرجان دولي، وكان هناك محاولات مبتدئة وصغيرة لكن كانت موجودة دائماً، وكان هناك تشجيع، ولكن الآن هناك حالة شغف للمشاهدة والذهاب للسينما».
لماذا تركز النساء السعوديات في السينما على المرأة؟ سؤال أجابت عنه ربى قائلة «نحن نحكي القصص التي تناسبنا وليس هناك التعمد لتقديم قصص بعينها، ولكن عندما تكون البطلة امرأة يكون الموضوع متواصلاً داخلنا».
وأضافت فاطمة الحازمي «ربما نركز لنحكي مشاعرنا ونضعها في الكتابة سواء مشاعر تخصنا أو تخص أشخاصاً نعرفهم».
وعن مشروع فيلم قوارير المكون من 5 قصص و5 مخرجات تابعت رغيد النهدي «كنا زميلات في الجامعة، ونعمل على أفلام قصيرة، وبيننا كيمياء، ونفهم بعضنا جداً، وكنا نفكر في مشروع تخرجنا، ففكرنا في تقديم فيلم طويل مكون من 5 أفلام قصيرة”، فيما أشارت نورة المولد عن مشروع قوارير قائلة «مجموعة أفلام قصيرة تناقش قضايا المرأة بطرق مختلفة ولأعمار مختلفة، وقررنا الاستفادة من مشروع تخرجنا في البداية، وهو هذا الفيلم، ففكرنا في تطويره، وكان الموضوع مشتركاً، والمنتجات هن: رغيد النهدي، وسارة مسفر، ولوجين بخشوان، كنا نركز أيضاً في أن يكون العمل 5 قصص مختلفة، ولكن في مشروع واحد كبير، وكل فيلم يحمل اسماً مختلفاً، وهو يبدأ بالباب الأول وينتهي بالباب الخامس، وكل باب يحمل عنواناً وقصة مختلفة، مرة عن التحرش، ومرة عن الانفصال، ومرة عن الطلاق، ومرة عن الأرملة، ومرة عن الزواج».
وتضيف «لقد تناوبنا على الكتابة نحن الخمسة، وكل واحدة تعاونت مع زميلاتها في كتابة التحضير لفيلمها، ولم يكن هناك عمل منفرد بشكل كامل، بل كان تعاملنا متصلاً منفصلاً في نفس الوقت، وصورنا الأفلام على أكثر من مرحلة. وصورنا في البداية الباب الأول والثاني وفي كل مرحلة تتولى واحدة الكتابة، وواحدة الإنتاج، وواحدة الإخراج، وكتابة الأفكار لذلك فكل الأفلام هي تعاون مشترك، ولا يمكن أن نفصل كل عمل لمخرجة واحدة».
بلوغ
وبعد عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي عرض الفيلم السعودي ربلوغ» الذي يجمع أيضاً بين 5 مخرجات و5 قصص، وهو لكل من: سارة مسفر، وجواهر العامري، ونور الأمير، وهند الفهاد، وفاطمة البنوي، والفيلم أُنتج بدعم من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وتروي كل قصة حكاية مختلفة، فواحدة عن سيدة تعالج العقم، وأخرى عن فتاة صغيرة في أسرة محافظة، والثالثة عن عروس تختفي ليلة زواجها، والرابعة عن امرأة أربعينية تفكر في الإجهاض، والأخيرة عن امرأة مطلقة مكافحة.
جنون
ومن الأفلام السعودية المهمة التي شاركت في مهرجان البحر الأحمر السينمائي فيلم “جنون»، وهو أول تجربة روائية طويلة للمخرجين معن بن عبد الرحمن وياسر بن عبد الرحمن، ويروي قصة شاب يريد أن يصبح مدون فيديو، فيسافر مع زوجته وأعز أصدقائه إلى جنوب كاليفورنيا، على أمل التقاط صور لأحداث خارقة للطبيعة، ولكن حين تتحقق أمنيته، يواجه صعوبات غير متوقعة، فهل سيتمكن الفريق من إغلاق كاميراتهم والهرب؟
شارك أيضاً فيلم “الطريق 10» للمخرج عمر نعيم، وشاركه في تأليفه خالد فهد، ويروي الفيلم قصة أخ وأخته ينويان السفر من الرياض إلى أبو ظبي لحضور حفل زفاف والدهما، ولكن الرحلة تلغى فيقرران السفر براً، ويقابلان في الطريق العديد من المخاطر والمطاردات، وكان عمر نعيم قد ترشح لجائزة الدب الذهبي عن فيلمه “النسخة الأخيرة» (2004) في مهرجان برلين السينمائي الدولي.
يشارك بأول عمل روائي طويل المخرج أنس باطهف بفيلم “دولاب في» وهو من إنتاج بطل الفيلم هشام فقيه، ويروي الفيلم قصة “فيّ» التي تعيش في شقة منعزلة، ولا يعيقها عن المغادرة والاختلاط بالعالم الخارجي سوى أخيها، تعبر عن هواجسها بالرسم، ولكن الأمور تتعقد حين تطلب علبة ألوان جديدة.
أما فيلم “كيان» للمخرج حكيم جمعة فيأخذنا إلى فندق شبه مهجور، حيث تقطعت السبل بعائلة صغيرة، وعليهم مواجهة هواجسهم.
وفي “سينما الحارة» تروي الكاتبة والمخرجة والمنتجة السعودية فايزة أمبه قصة جيل تغيرت حياته حين وصلت السينما إلى أحد أحياء جدة القديمة، تم تصوير الفيلم بالتزامن مع برنامج التواصل المجتمعي التي نظمها المهرجان مستضيفاً عدداً من المواهب السعودية.