سوليوود «متابعات»
تستقبلك أضواء النيون المبهرة عند المدخل، وعند أخذ مفتاح الغرفة من موظف الاستقبال، يمكنك الوصول إلى قوائم متنوعة تضم آلاف الأفلام.
نقرتان على جهاز لوحي وشاشة عملاقة ستغطي النافذة لتغرق الغرفة في ظلام ما قبل بداية الفيلم، حيث تتحول كل غرفة إلى صالة عرض خاصة، تماما كما في قاعات السينما، وفقا لتقارير إعلامية.
من باريس، وبالقرب من ساحة «لا ناسيون» بالدائرة 12، فكر الأخوان ناثانايل وإليشا كارميتز في افتتاح فندق «باراديسو»، أول فندق في العالم يجمع بين الخدمات الفندقية والسينمائية لاستقبال عشاق السينما منذ مارس/آذار 2021، في فترة كانت تعيش فيها المدن الفرنسية الإغلاق الثالث بسبب تفشي وباء كورونا.
الوباء لن يحرمنا من السينما
لم يختر الأخوان اسم الفندق الباريسي الجديد بالصدفة، فمن الواضح أنهما تأثرا بشخصية سلفاتور، بطل الفيلم الدرامي الإيطالي «سينما باراديسو»، الذي يحكي عن حياة قرية صقلية في الأربعينيات من القرن الماضي، للمخرج جوسيبي تورناتور عام 1988.
كما أن فكرة الفندق السينمائي تعكس الطموح الأولي للشركة التي أسسها والدهما، المنتج الأسطوري مارين كرميتس.
ويقول إليشا للجزيرة نت إن المشروع يمثل «فرصة لدمج وإعادة ابتكار تجربة الفنادق مع عالم السينما».
حاز الفندق على 4 نجوم وهو يضم 34 غرفة موزعة على 7 طوابق، جميعها مجهزة بمعدات مشاهدة عالية التقنية، بالإضافة إلى جناحين بغرفة معيشة مع مقعد سينمائي وأجهزة عرض، وغرفة كاريوكي وشرفة سطح الفندق للجلسات المسائية في الهواء الطلق، مع إطلالة أخاذة على أسطح المنازل في باريس.
وحرصا على تلبية كل الأذواق والتوقعات، يقدّم الفندق تجربة خاصة لعشاق أقراص «دي في دي» (DVD) المخلصين، تتمثل في أكثر من ألفي فيلم.
كما يمكن مشاهدة فيلم روائي طويل من حوض الاستحمام، ويقدم الفندق السينمائي نفسه على أنه «أسلوب حياة» لعشاق الفن السابع.
تصميم فندقي سينمائي
اعتمد هذا الفندق في تصميمه على الألوان الفاتحة والستائر المخملية والحمراء، لتعكس روحا سينمائية بامتياز.
ولعل أهم ما يميز هذا الفندق هو جانب الفناء، حيث أنتج الفنان جي آر لوحة فنية ضخمة يصل ارتفاعها إلى 15 مترا وعرضها 3 أمتار، تصور الفيلم الكلاسيكي في هوليود «الطفل» للممثل العالمي تشارلي شابلن عام 1921، وهو أول فيلم طويل له من إخراجه.
وقد دمجت مصممة الديكور الداخلي أليكس تومسن، شاشة العرض مع تصميم الغرف الفندقية، وكان هذا من أهم التحديات التي قابلت فريق العمل في المشروع. وبفضل ذلك، ساهمت بساطة الديكور في جعل الشاشة السينمائية أهم عنصر في كل غرفة.
كما شارك في فريق العمل المعماريان دانييل فانيش وبولا كاسترو، والمديرة الفنية سارة كان، والفنان كريستيان بولتانسكي، والموسيقي وودكيد، والمصمم ألكسندر ماتيوسي.
وبمجرد اختيار الفيلم المسائي من قوائم المنصات المقترحة وإغلاق الستائر، تنزل الشاشة ويبدأ العرض بإضاءة خافتة وأجواء دافئة.