سوليوود «متابعات»
مع انتشار الجريمة المرتبطة بشخصيات عنيفة ودموية نزلت من عالم الدراما والخيال إلى المجال الواقعي، يجد صانعو السينما العالمية أنفسهم مجددا داخل قفص الاتهام، ويُتهمون من قبل النقاد بالترويج للعنف.
وبحسب تقارير إعلامية اتُّهمت السينما منذ زمن ليس بالقريب بالترويج لثقافة العنف، لكن ما أصبح يثير القلق والخوف هو أن شخصيات سينمائية من أمثال «الجوكر» و«ذا ماتريكسر» وغيرهما باتت تشكل مصدر إلهام مباشرا للقتل وإراقة الدماء.
ففي نهاية الشهر الماضي تحولت ليلة عيد الهالوين في مترو العاصمة اليابانية طوكيو إلى رعب حقيقي، حيث أقدم شاب يحمل سكينا ويرتدي زي شخصية «الجوكر» على طعن عدد من الركاب ورش سائل شديد الاشتعال على أجزاء من عربات المترو، مما أحدث حالة من الهلع والرعب. وأسالت الحادثة حبرا كثيرا في اليابان وخارجها، خاصة أنها لم تكن الأولى من نوعها في طوكيو.
وتركزت الأضواء من جديد على شخصية «الجوكر» السينمائية التي اعتبرت لدى شريحة واسعة من النقاد، شخصية مضطربة، تحرض على القتل والثأر.
ويدرك الكثيرون أن فيلم «الجوكر» حصد إيرادات كبيرة، منذ بدأ عرضه عام 2019 في الولايات المتحدة، لكن القليلين فقط يعرفون أن هذا الفيلم شكّل كابوسا مؤرقا للشرطة الفدرالية الأميركية، حيث رفع مكتب التحقيقات الفدرالي «إف بي آي» (FBI) حينها حالة التأهب، وقاد عمليات تفتيش دقيقة للمتفرجين أمام قاعات العرض، تحسبا لأعمال عنف، بسبب قصة الفيلم التي تدور حول شخصية وحيدة ومضطربة تتعرض للصعوبات والتنمر.
وكانت شخصية «الجوكر» قبل ذلك بسنوات وراء وقوع عملية قتل جماعية، تأثرا بوقائع فيلم «باتمان» (الرجل الوطواط)، تماما مثلما ألهم فيلم «ذا ماتريكس» نهاية التسعينيات بعض منفذي جرائم قتل بشعة.
وعرفت بعض الولايات الأميركية حوادث إطلاق نار جماعي قام بها شباب كانوا يحاكون مشاهد من بعض الأفلام، ومن مثال ذلك أن 12 شخصا قتلوا وأصيب العشرات في دار عرض للسينما في ولاية كولورادو عام 2012، بعدما أطلق شاب النار على الحضور بشكل عشوائي، ووفق وسائل إعلام أميركية فقد أخبر الجاني رجال الشرطة أنه «الجوكر» في إشارة إلى الشخصية الشريرة في سلسلة أفلام «باتمان».
وفي 20 أبريل/نيسان 1999 في ولاية كولورادو أيضا أطلق شخصان النار على مدرسة، وتسببا في مقتل 13 شخصا، وكان المنفذان يحاكيان مشاهد إطلاق نار تضمنها فيلم «ذا ماتريكس».
انتقاد «لعبة الحبار»
ويثير مسلسل «لعبة الحبار»، نقاشا واسعا بشأن مضمونه العنيف، وبادرت مؤسسات تعليمية إلى تحذير الأولياء من التبعات السلبية لمضمون المسلسل الكوري الجنوبي، خاصة بعد ورود تقارير تتحدث عن تقليد الأطفال للتحديات العنيفة في المسلسل.
يذكر أن المسلسل يتناول قصة شخصيات تمر بضائقة مالية وتشارك عبر مسابقة غريبة تتضمن ألعابا شعبية للأطفال، والفائز في كل لعبة يمر للتالية والخاسر يموت، أما اللاعب الذي ينجح في الوصول إلى النهاية فيحصل على جائزة 28 مليون دولار.
وعرض المسلسل الكوري «لعبة الحبار» على منصة نتفليكس (Netflix) العالمية، وحصد أعلى مشاهدة في كل من الولايات المتحدة وإنجلترا وكثير من البلاد في شتى أنحاء العالم.