سوليوود «متابعات»
عجيبة هي القصة التي يرويها الفيلم الوثائقي «ملوك النصب» و Lords of Scamلو عرضت في فيلم روائي لاعتقد المشاهد أنها خيال لا يمكن أن يتحقق في الواقع.
على طريقة أفلام العصابات التي يخرجها مارتن سكورسيزي، أو مسلسل «كازا دي بابل» يروي «ملوك النصب» كيف استطاعت عصابة من الصعاليك أن تسرق من الاتحاد الأوروبي 6 مليارات يورو بحيلة ساذجة واضحة غابت عن ذهن المحققين والسلطات لسنوات، حسب صحيفة الرؤية.
الفيلم الذي بدأ بثه على منصة «نتفليكس» حديثاً من إخراج جولوم نيكولو وإعداد أوليفييه بشارة يتتبع صعود وسقوط عدد من المحتالين الفرنسيين الذين استغلوا ما يعرف بنظام حصص الكربون الذي أقره الاتحاد الأوروبي عام 2008 امتثالاً لبروتوكول كيوتو الخاص بالحفاظ على البيئة والتقليل من استخدام المواد الضارة. وأسس الصعاليك عدداً من الشركات الوهمية يشترون من خلالها الحصص المحددة للشركات بدون ضريبة، ثم يبيعونها مضافاً إليها «ضريبة القيمة المضافة»، المفروضة على مبيعات الاتحاد الأوروبي، دون أن تدخل هذه الأموال خزينة الدولة في فرنسا أو خزينة الاتحاد الأوروبي.
بين ليلة وضحاها تحولت «ضريبة القيمة المضافة» إلى مغارة علي بابا لهؤلاء النصابين ومئات غيرهم من الذين راحوا يمارسون اللعبة نفسها مع بضائع أخرى وبأساليب أخرى.
عن طريق هذه الحيلة الرخيصة جنى هؤلاء المحتالون مئات الملايين من اليوروهات، وراحوا يتبخترون بما جنوه غير عابئين بشرطة أو أجهزة مكافحة النصب أو المخابرات أو أي جهة من التي راحت تتساءل وتبحث طوال سنوات عن مصادر أموال أفراد العصابة دون أن تقع على دليل أو تفهم اللعبة التي يمارسونها.. إلى أن بدأت الخيوط تتجمع تدريجياً، خاصة بعد أن انقلب أفراد العصابة على بعضهم البعض، وصنعوا أعداء كثيرين، ما أدى إلى وقوع عدة جرائم قتل.
على مدى ساعة و45 دقيقة يلتقي صناع الفيلم بالرؤوس الكبيرة لهذه العصابة، على رأسهم مهاجر تونسي يهودي اسمه ماردوك مولي، انتقل إلى باريس في صباه وعاش حياة فقيرة مشردة، تعلم خلالها صنوف النصب والاحتيال، عن طريق استخدام ثغرات القوانين.
مولي قضى في السجن 7 سنوات بتهمة النصب والاحتيال، وتم مصادرة أمواله وممتلكاته، ولكنه يعيش حالياً كالملوك، ويدعي أنه كان مجرد أداة لآخرين، ولا يبدو عليه أي ندم أو نية للاستقامة.
بجانب مولي يلتقي صناع الفيلم بثلاثة من زملائه: جريج زاوي، شريكه القديم، ودومينيك جيز ورجل الأعمال أرنو ميمران، صاحب الملايين، الذي أغراه الطمع فانضم إلى عصابة «حصص الكربون»، وانتهى به الأمر سجيناً ومتهماً بقتل حماه.
يلتقي صناع الفيلم أيضاً بعدد من القانونيين وخبراء الاقتصاد الذين يشرحون بالتفصيل قواعد لعبة «الثلاث ورقات» التي قام بها المتهمون، ويشرحون الآليات التي استخدموها، وحجم الخسائر التي تسببوا فيها.
ما تم إثباته على المتهمين يقدر بحوالي 280 مليون يورو، ولكن حجم الخسائر التي تسببوا فيها على مدى 5 سنوات يقدر بأكثر من ذلك بكثير، وكما يقول أحد الخبراء في الفيلم تقدر بما يزيد على 6 مليارات يورو!