سارة مطر
في مذكرات السينمائي الأمريكي وودي آلن، ذكر أنه كان يذهب إلى السينما منذ أن كان في الخامسة من عمره، وأشار إلى أنه ينتمي إلى أقل فئة في الطبقة الوسطى في بروكلين، وكانت هناك 25 صالة سينما يمكن الذهاب إليها في محيط منزله، وكان يُمضي وقتاً طويلاً فيها، وأجمل ما قاله، أنه كان يذهب مرة كل أسبوع إلى السينما برفقة ابنة عمه التي تكبره عمراً.
حينما قرأت مذاكرات وودي آلن، الذي جاء تحت عنوان «عن وودي آلن»، علمت كيف يمكن أن يكبر الإنسان شغوفاً بكل ما يتعلق بسماء الأدب والسينما، وكيف ينمي موهبته، على الأخص إذ كانت لديه أسرة تؤمن بأهمية أن يتثقف الطفل على روعة مشاهدة السينما.
كنت أتساءل: هل كانت ابنة عم آلن تأخذه إلى السينما كل أسبوع؟، فهذا يعني أنه كان هناك انفتاح مبهر على نوع خاص من الفنون، في حين أننا في هذا القرن، يشتكي الآباء والأمهات من أنهم لا يستطيعون منع أبنائهم من إدمان الألعاب الإلكترونية، لذا، كانت القراءة مجرد «برستيج» أمام الآخرين لا غير، ولم يعد أحد يجد أن القراءة أو السينما من أهم إعمار الذات من الداخل.
الأجرأ في مذاكرات آلن حينما قال إنه كان يذهب إلى أربعة أو خمسة أو حتى ستة أفلام في الأسبوع، وكانت هناك عروض مكررة دائماً، وكان يحب ذلك.
خرج الهواء من صدري وشعرت بالأسى، فأنا أتمنى أتمنى أن أجد الجيل العربي يتغير بصورة كبيرة وملفتة، أن يحبوا السينما، أن يختاروا كتبهم بأنفسهم، أن يتغير الآباء تجاه نوعية الثقافة، أن يحاصروا أبناءهم لكي يجدوا أنفسهم كما فعل وودي آلن.
المصدر/ صحيفة الرؤية