نيويورك تايمز
حذر مقال في صحيفة نيويورك تايمز (New York Times) الأميركية من التداعيات السلبية على صناعة السينما التي قد تترتب على السماح بدمج شركتي «مترو غولدوين ماير» (Metro-Goldwyn-Mayer) وأمازون (Amazon) لما قد ينجر عن ذلك من احتكار للأعمال الفنية.
وقالت كاتبة المقال باتريشيا أوفديرهيد، الأستاذة في كلية الاتصالات بالجامعة الأميركية (American University) في مقالها بالصحيفة إن وكالة فدرالية تحقق الآن فيما إذا كان الدمج المزمع بين الشركتين ستكون له تداعيات إيجابية أم سلبية على صناعة الفن السابع.
وتعتبر «مترو غولدوين ماير» ذائعة الصيت، المعروفة اختصارا «إم جي إم» (MGM) والتي تأسست عام 1924، من أهم الشركات المتخصصة في إنتاج وتوزيع الأفلام بالولايات المتحدة.
استوديو أسطوري ومكتبة ثرية
وأوضحت الكاتبة أن الدمج سيمكن شركة أمازون من الحصول على استوديو أسطوري ومكتبة ثرية تضم 4 آلاف فيلم و17 ألف ساعة من المحتوى التلفزيوني، كما سيمنحها حقوق توزيع أفلام فريدة مثل «جيمس بوند» الشهير.
وقالت إن دمج الشركتين المزمع يمثل فرصة للمنظمين الفدراليين، لإلقاء نظرة فاحصة على كيفية عمل الشركات العاملة في مجال البث وتعاطيها مع صناع الأفلام الذين يغذونها بالمحتوى والمستهلكين الذين يشاهدون ذلك المحتوى.
وتحتل أمازون المرتبة الثانية بعد «نتفليكس» (Netflix) في سوق البث بالولايات المتحدة، وتبلغ عائدات مشاريعها مئات المليارات من الدولارات كما تتمتع بشبكة واسعة من الأعمال الأخرى ستكون داعمة عند دمج الشركتين. ويمكن لأمازون أيضًا الاستفادة من أجزاء أخرى من أعمالها متعددة الأوجه لزيادة حصتها بالسوق.
وبحسب المقال فإن أمازون، بقيادة مؤسسها الملياردير جيف بيزوس، تملك منصة بث تمكن صانعي الأفلام المستقلين من نشر أعمالهم عبرها بشكل مباشر، لكن الجانب السلبي في تلك المنصة أن الشركة لم تسمح لأصحاب الأفلام بالإدلاء بآرائهم حول أسعار ملكية أعمالهم، وقامت بخفضها عدة مرات دون التشاور معهم.
وقالت الكاتبة إن أمازون أقدمت على حذف آلاف الأفلام المستقلة من منصتها دون تقديم أي تفسير أو ترك مجال لمراجعة قرارها، قبل أن تتوقف في فبراير/شباط الماضي عن قبول معظم الطلبات المستقلة، مما يعني خسارة صناع الأفلام للإيرادات التي كانوا سيجنونها، كما خسروا إمكانية الوصول إلى المنصة وعرض أعمالهم عبرها.
وأضافت أن القوة السوقية لأمازون، والتي لا تعود إلى حجمها فحسب بل تعود أيضًا إلى أعمالها المتداخلة، تثير قلق المطالبين بفرض قوانين أقوى لمكافحة الاحتكار في مجال صناعة السينما، كما أن ضم «إم جي إم» إلى قوتهم في سوق البث الناشئ من شأنه أن يحد من المنافسة والابتكار.
المستقلون
ورأت كاتبة المقال أن صانعي الأفلام المستقلين يستحقون أن يمنحوا فرصة، وربما يكونون قد وجدوا حليفا في أكبر نقابات العمال في أميركا، وهو مركز التنظيم الإستراتيجي (the Strategic Organizing Center) الذي طلب أيضًا من لجنة التجارة الفدرالية منع صفقة ضم «إم جي إم» إلى أمازون.
وخلص المقال إلى أن المستهلكين وصناع الأفلام على حد سواء يحتاجون إلى تبني سياسة لمكافحة الاحتكار كوسيلة لتحقيق المزيد من التنوع، والمنافسة في سوق البث المباشر.