سوليوود «متابعات»
تعتبر منطقة الخليج العربي ميدانا خصبا لإضافة المزيد للسينما العربية، وموردا فنيا يدعم صعود السينما العربية لمنصات التتويج في المهرجانات السينمائية العالمية في الوقت الحاضر.
وبحسب موقع أرم تمتلك دول الخليج العربي مقدرات ثقافية ذات كثافة وتنوع، بفضل المساحة الشاسعة جغرافيا، وبالتالي تنوع الأفكار والقصص، كما أن للسكان امتدادا تاريخيا غير مستهلك في السينما؛ ما يجعل القصص الشعبية والواقعية التي يمكن التقاطها من بين السكان، كثيرة وطازجة، لعدم غزارة إنتاج السينما خليجيا في الماضي.
تنوّع ثقافي
كما أن دول الخليج فيها من التنوع الثقافي المساحة القيّمة، إذ يتوافد إليها العاملون والمثقفون والكفاءات من شتى دول العالم؛ ما يفتح الباب أمام قصص تفاعلية جديدة ونوعية، بين الشخصيات، جراء احتكاك الثقافات المختلفة، فمنها تنشأت الموضوعات والقضايا النوعية.
وخلال العقود الماضية، مضت السينما الخليجية بخطوات خجولة نحو التواجد الجماهيري في المنطقة العربية، وتمثل هذا في العديد من الإنتاجات السينمائية المحدودة الأفكار، لكن في العصر الحديث وبفضل الدعم المالي للأفلام من قبل الدول الخليجية، صارت الفرصة أكبر للنهوض بصناعة السينما.
تعطش
يمثل الجمهور الخليجي _المتابع حاليا لأفلام الشباب_ دافعا للاستمرار لدى المنتجين، إذ إنه وبالعموم، كانت السينما المصرية الأكثر سيطرة في الوطن العربي لعقود طويلة، ولم يكن الجمهور الخليجي ينجذب إلى العمل الخليجي المحلي، لكن مع تطور الآلة الرقمية والانفتاح على العالم، بدأ الجمهور الخليجي يندفع تجاه الأفلام المحلية الجديدة، بفضل الاعتناء الذي تمنحه الدول للشباب في مجال صناعة السينما، فيلامس مدى التعطش من الشباب الخليجي جمهورا ومنتجين وفنانين تجاه سينما حداثية، تناقش قضايا وتحديات الشباب العصري.
السينما الإماراتية
ومنذ انطلاق أول فيلم إماراتي بعنوان «عابر سبيل» عام 1988، بقيت خطوات السينما الإماراتية خجولة، إلا أن وتيرة الإنتاج تصاعدت في خمس السنوات الأخيرة التي شهدت إطلاق أفلام عدة منها «كميرة»، و«ضحى في تايلاند»، و«كارت أحمر»، و«كبريت»، و«عوار قلب» وغيرها.
ولوحظ مدى التقدم في القصص المطروحة، وطريقة وأدوات الإنتاج خلالها، وقد حققت الأفلام هذه وخاصة فيلم «عاشق عموري» إيرادات مقنعة في شباك التذاكر. وفي 2021، تمت صناعة فيلم «Misfits» بتمويل كامل في الإمارات، وهو أول فيلم هوليودي يتم إنتاجه كاملا في دولة خليجية.
كما تواصلت الإنجازات الفنية في وسط السينما الإماراتية، من خلال الحصول على تكريمات في محافل دولية مختلفة، ففي أغسطس الماضي، فاز الكاتب والمخرج الإماراتي صالح كرامة العامري بجائزة مهرجان «مانهايم» الألماني، كأفضل فيلم وثائقي قصير عن فيلمه «توزيعة».
السينما السعودية
أسهم دخول السعودية للإنتاج والعرض السينمائي خلال الآونة الأخيرة في خلق روح منافسة جديدة في منطقة الخليج العربي، إذ تطورت صناعة السينما الخليجية، من خلال ضخ المزيد من الموارد المالية والبشرية، بهدف الاستثمار والوصول إلى جودة تنافس السينما العالمية.
ويعد الإنتاج السعودي في أوجه خلال الفترة الماضية، حيث نشطت أفلام الشباب القصيرة والأفلام الوثائقية والروائية، في ظل الدعم المستحدث الذي توليه المملكة لصُناع السينما، ومن أحدث الإنتاجات السينمائية السعودية فليم«لعبة كبار» وفيلم «قبل أن ننسى».
وفي السعودية أخيرا، تم تأسيس «جمعية السينما» وهي أول جمعية أهلية في تاريخ المملكة تهتم بقطاع صناعة الأفلام، وقد تأسست على أيدي العديد من الفنانين والفنانات المهتمين بمجال السينما.
ودخلت السعودية في الربع الأول من هذا العام في إنتاج مشترك مع مصر لإنتاج فيلم «تسعة تسعة» وهو فيلم مهتم بنقد الثقافة العربية ويشارك فيه فنانون سعوديون ومصريون وعرب.
السينما الكويتية
ورغم قِدم نشأة السينما في الكويت والتي تعود إلى منتصف القرن الماضي، إلا أن الإنتاج الكويتي للأفلام بقي خجولا على الدوام، وشهدت الحركة السينمائية توقفات عدة، لربما لضعف اهتمام المواطن بالإنتاج المحلي، وقد نشطت في الآونة الأخيرة حركة صناعة للسينما من قبل الشباب الكويتي فظهر فيلم«كويت مراكش كويت»بالتعاون مع المغرب، وفيلم «مينون والمنخوليا» وظهر كذلك أول فيلم رسوم متحركة كويتي بعنوان «المحط» .
وبعد العودة من توقف الحياة وإغلاقها بفعل كورونا، ظهر فيلم «خلني ساكت» ويناقش حالة الملل جراء السعادة المفرطة التي تطال الإنسان.
السينما البحرينية
أما السينما البحرينية فتعد الأقدم في الخليج، وقد كانت أول صالة عرض داخلها تتسع إلى 30 شخصا في عام 1922، وظهرت أفلام قصيرة بحرينية في فترة ما بين 1965، و1971، كمواكبة لتطلع الشباب البحريني لإنتاج أفلام تعبر عن الواقع البحريني، اقتداء بالسينما العالمية المعروضة وقتها.
وظهر فيلم «حمد والقراصنة» محاكيا تاريخ وتراث البحرين، وتم عرضه في أمريكا.
واستمرت عجلة الإنتاج من بعدها في التقدم إلى أن تم إنتاج أول فيلم روائي بحريني بعنوان «الحاجز» عام 1991.
لكن في الآونة الأخيرة هنالك ركود في الإنتاج السينمائي البحريني، ولم يظهر على السطح سوى أفلام قليلة من أبرزها «سوالف طفاش، ونبذ الشتات».
السينما العُمانية
منذ بداية تواجد السينما في عصر النهضة في سلطنة عمان، في سبعينيات القرن الماضي، بقيت مساحة السينما محدودة، حتى السنوات الأخيرة التي شهدت حراكا سينمائيا كبيرا، حيث تم إنتاج فيلم «البوم» للمخرج خالد الزردجالي، وأيضا فيلم «زيانة» للمخرج نفسه، وهو أول فيلم من إنتاج عماني بالتشارك مع دولة أخرى، وهي الهند، علاوة على عشرات الأفلام التسجيلية والقصيرة.
وتقيم السلطنة مهرجانا سينمائيا دوليا مرة في كل عامين، يتم فيه عرض أحدث الأفلام العالمية والمحلية.
السينما القطرية
أما صناعة السينما في قطر فهي تحبو نحو التواجد الدولي المقنع، من خلال العديد من المؤسسات، مثل: مؤسسة الدوحة للأفلام، لتطوير المواهب السينمائية، وأيضا مؤسسة الفنون والثقافة والتراث المنشأة من وزارة الخارجية القطرية، بهدف تطوير أدوات الفنانين المحليين.
وكان أول فيلم قطري «في اتجاه عقارب الساعة» أول فيلم روائي قطري منتج في عام 2010، وتحدث عن الفلكلور القطري، كما تم إنتاج فيلم «الذهب الأسود»، بالمشاركة مع فرنسا عام 2011، وأخيرا الفيلم الكوميدي «السيارة»“ من إخراج عبد الرحمن العباسي، فضلا عن الفيلم الدرامي «ديفين» عام 2016، للمخرجة هدى بن يمينية، ويناقش قصية الفقر والانحراف الخُلقي.
نتفليكس
وبعد انتشار مشاهدات شركة نتفليكس، والاهتمام الجماهيري بالعرض السينمائي الرقمي، صارت عملية التشبيك بين المنتجين الخليجيين والشركة أمرا مرغوبا فيه من كلا الطرفين، فعرضت نتفليكس في الآونة الأخيرة العديد من الافلام الخليجية، منها فيلم «المختارون» الإماراتي، والفيلم اليمني «العم ناجي في الإمارات»..وفيلم عاشق عموري و هجولة المنتجان إماراتيا.
كما عرضت السعودية على نتفليكس العديد من الأفلام خلال العامين الماضيين، وهي سومياتي بتدخل النار، الحاصل على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان لوس أنجلوس للأفلام المستقلة عام 2017، و27 من شعبان إخراج محمد السلمان، وفيلم وسطي، وفيلم ومن كآبة المنظر من إخراج فارس قدس الذي يروي قصة خيال علمي، وفيلم الجرذي الذي كتبه وأخرجه فيصل العامر، وفيلم ستارة من إخراج محمد السلمان.