سوليوود «متابعات»
تقدّر شركة «نتفليكس» للبث الرقمي أن مسلسلها Squid Game الذي حطم الأرقام القياسية في نسبة المشاهدات، سيدرّ عليها قرابة 900 مليون دولار، وفقاً لأرقام عاينتها وكالة بلومبرغ، ما يؤكد المكاسب المفاجئة التي يمكن أن يحققها مسلسل ناجح واحد في عصر البث.
وتختلف «نتفليكس» عن استوديوهات الأفلام وشبكات التلفزيون في أنها لا تحقق مبيعات استناداً إلى عناوين محددة، بل لديها ثروة من البيانات المتعلقة بما يشاهده عملاؤها، تستخدمها لتحديد القيمة المستمدة من البرامج الفردية.
ويتميز مسلسل Squid Game بشعبيته وتكلفته المنخفضة نسبياً، إذ تبلغ تكلفته 21.4 مليون دولار، أي قرابة 2.4 مليون دولار للحلقة الواحدة، وهي أقل من مجرد حلقتين من مسلسل The Crown.https://cdn.iframe.ly/aOkfT96.
المسلسل الكوري الجنوبي الذي تتمحور قصته حول أشخاص مثقلين بالديون يشاركون في مسابقة قاتلة للحصول على جائزة نقدية، أنتج 891.1 مليون دولار من قيمة التأثير، وهو مقياس تستخدمه «نتفليكس» لتقييم الأداء من العروض الفردية.
وبحسب بلومبرغ، هذه الأرقام مخصصة للموسم الأول فقط، وهي مستمدة من وثيقة تفصّل مقاييس الأداء التابعة لـ«نتفليكس» بشأن المسلسل. وتؤكد الوثيقة مدى نجاح هذا العرض على «نتفليكس»، وتقدّم أوضح صورة عن كيفية تقييم أشهر شبكة تلفزيونية عبر الإنترنت في العالم لنجاح برامجها.
ولفتت بلومبرغ إلى أن «نتفليكس» أصدرت مقاييس المشاهدة المختارة ذاتياً لعدد قليل من البرامج التلفزيونية والأفلام، لكنها لا تشارك مقاييسها الأكثر تفصيلاً مع الصحافة أو المستثمرين أو حتى منشئي البرامج.
ونقلت بلومبرغ عن محامٍ يمثل «نتفليكس» قوله لها، إنه سيكون من غير المناسب للوكالة الكشف عن البيانات السرية الواردة في الوثائق. وقال: لا تناقش نتفليكس هذه المقاييس خارج الشركة، وتتخذ خطوات مهمة لحمايتها من الكشف.
لكن بلومبرغ قالت إن بعض الأرقام تشرح نفسها بنفسها وتعكس البيانات التي أبلغت عنها «نتفليكس» وخدمات أخرى بالفعل.
مبالغة
وشرحت الوكالة أن حوالي 132 مليون شخص شاهدوا ما لا يقل عن دقيقتين من Squid Game في أول 23 يوماً من العرض، محطمين الرقم القياسي الذي سجله مسلسل Bridgerton، مضيفة أن هذا الرقم الذي تبلغ مدته دقيقتين هو الرقم الذي يتم طرحه على «نتفليكس» للجمهور في بعض العروض. ونقلت عن الشركة قولها إن 111 مليون شخصاً بدأوا العرض في وقت سابق من هذا الشهر، لكن ذلك كان بناءً على بيانات أقدم قليلاً.
ولفتت الوكالة إلى أنه بينما كشفت «نتفليكس» عن عدد الأشخاص الذين بدأوا مشاهدة العرض، إلا أنها لم تكشف بعد عن عدد الأشخاص الذين أكملوا المشاهدة أو الذين أنهوا المسلسل. ونظراً إلى أن شبكات التلفزيون تبلغ عن متوسط عدد الأشخاص الذين شاهدوا برنامجاً بكامل مدته، فإن أرقام «نتفليكس» التي تبلغ دقيقتين تبدو مبالغاً فيها بالمقارنة.
وأضافت: في حالة Squid Game، تقدّر «نتفليكس» أن 89% من الأشخاص الذين بدأوا العرض شاهدوا 75 دقيقة على الأقل (أكثر من حلقة واحدة) و66% من المشاهدين، أو 87 مليون شخص، أنهوا المسلسل في أول 23 يوماً. أخيراً، قضى الناس أكثر من 1.4 مليار ساعة في مشاهدة المسلسل.
قفزة في أسعار الأسهم
وبحسب بلومبرغ، من المرجح أن تثير تفاصيل المشاهدة الخاصة بـ Squid Game ابتهاج المستثمرين، الذين استعادوا الحماسة تجاه «نتفليكس» بعد عدة أشهر وعرة؛ إذ كانت «نتفليكس» أبلغت عن أبطأ وتيرة لإضافات المشتركين منذ عام 2013 في النصف الأول من العام، وألقت باللوم على ندرة العروض الجديدة الناجحة. كما ألقت باللوم على فيروس كورونا في إبطاء إنتاج التلفزيون والأفلام. وانخفض سهمها في معظم أوقات العام، وتراجع عن السوق.
لكن الأسهم في الشركة قفزت بنسبة 7 في المئة تقريباً منذ إصدار Squid Game في 17 سبتمبر الماضي، ما يقدر قيمة الشركة بمبلغ 278.1 مليار دولار. حتى المستثمرون المنتقدون للشركة يتوقعون أنها سترفع من أدائها في الربع الثالث أو توقعاتها للربع الرابع، إن لم يكن كلاهما.
وكتب مايكل باشتر، المحلل في الشركة الاستثمارية الأميركية Wedbush Securities، في مذكرة بتاريخ 14 أكتوبر: نعتقد أن نتفليكس وجدت استراتيجية سليمة ومربحة من خلال جهود تدويل المحتوى، وSquid Game مثال ممتاز على ذلك. وكان باشتر أكثر المتشككين في “«نتفليكس» بين محللي «وول ستريت».