سوليوود «متابعات»
بعد بدء عرض فيلم «لا وقت للموت»، يخشى بعض الرجال من تغير طبيعة جيمس بوند التقليدية الذي يعتبرونه آخر قلاعهم الحصينة، بعد اهتزاز صورته كرجل يجذب النساء ولا يتفوق أحد على ذكائه لتزاحمه كوكبة من النساء في الفيلم بداية من المنتجة وكاتبة السيناريو ثم ثلاثي الرعب ليا سيدو، أنا دي أرماس، ولاسانا لينش، وفقًا لما ذكره موقع الرؤية.
وعلى مدار عشرات السنوات، قدم لنا أشهر جاسوس في العالم صورة الرجل الوسيم القوي الساحر، الذي يريد أن يكون مثله ملايين الرجال، وتحلم معظم النساء بالاقتران به.
ولكن الكوبية الإسبانية أنا دي ارماس سرقت العرض بمزيج من الجمال والقوة التي لم يستطع 007 التعامل معها، ومعها كوكبة النساء في سيناريو قدم النساء بصورة أعمق وأقوى من كل أفلام جيمس بوند السابقة.
وما أحزن الرجال أن دانييل كريج تخلى عن طبيعته كرجل تطارده النساء ويطاردهن، وتغلبت عليه مرارًا وتكرارًا نجمات الفيلم الأخريات والفاعل معلوم وهو السيناريو الذي تكفلت بكتابته فيبي الر بريدج وبدت منحازة أو ربما منصفة لبنات جنسها!.
يدفع بعض الرجال بأنه حقيقة من الضروري والحتمي محاربة ظاهرة كراهية النساء أو التقليل من شأنهن، ولكن ذلك لا يعني التخلي عن جوهر الرجولة في القوة والوسامة والذكاء.
والمبدأ الذي يقول «فتش عن المرأة» يجعلنا ننظر إلى المنتجة بربارا بروكولي التي كلفت الممثلة والمؤلفة والر بريدج بضبط وتعديل السيناريو.
قالت بريدج إنه تم الاستعانة بها ليس لتغيير صورة بوند بشكل جذري، ولكن لتعديل عدد قليل من الشخصيات وقليل من أحداث القصة.
والحقيقة أنها ليست المرأة الوحيدة التي تتدخل في السيناريو فهناك امرأة أخرى عظيمة منسية هي الأيرلندية جوانا هاروود التي ظهرت لأول مرة في عام 1962مع بداية السلسلة بفيلم دكتور نو، كما عملت أيضًا في فيلم «من روسيا مع حبي».
وذكرت صحيفة صن أن المشهد الرومانسي الوحيد لبوند أشبه بإعلان حلوى، وكان العميل السري يتصرف بحرج وخجل من منافسته في المخابرات البريطانية لاسانا لينش.
ولأول مرة نلاحظ وندرك أن بوند يشعر بالرهبة والترهيب والخوف من امرأة سمراء مذهلة تقهر الأشرار بطريقتها الخاصة التي يتضاءل أمامها بوند.
وبينما يبدو أن مستقبل MI6 في أيد أمينة، شهد دور «فتاة بوند» التقليدية أيضًا تحولاً.
إذ لم تعد فتوحات بوند الرومانسية تستمر في فيلم واحد فقط، حيث عادت الممثلة الفرنسية ليا سيدو إلى السلسلة بدور الدكتورة مادلين سوان بعد ظهورها سابقاً في فيلم Specter.
لا وقت للموت فيلم ممتع حقيقة، ولكن ذلك ليس مربط الفرس هنا، لقد تغير جيمس في القوة والوسامة، وأصبح من السهل ترويضه، ولم يستطع الوقوف أمام جبروت حركة #metoo، وبات حساسًا تجاه أي شيء يمس النساء.
ربما لذلك آثر دانييل كريج التقاعد بعد ذلك الفيلم، لكي يحافظ على ما تبقى من صورته وذكرياته فيما مضى.
لذا بينما يدور الحديث حول من قد يكون الرجل الرائد التالي الذي يخطو إلى البدلة الرسمية الشهيرة، أعتقد أننا نفتقد المشكلة الحقيقية.
إذ إن ملايين الرجال يتقبلون وضع أي رجل في الدور، ولكن ما يهمهم هو أن يكون جسوراً قوياً يطلق النار على الأشرار، ولا يعتذر بعد ذلك.
وحقيقة حان الوقت للعودة إلى الأساسيات – من أجل الرجال في كل مكان.