سوليوود «متابعات»
في فكرة جديدة لم تطرق من قبل في الدراما السعودية، يأخذنا مسلسل «اختطاف» إلى عالم جريء جدًا، تمكن فيه شاب من خطف طفلة من سوق شعبية، واحتجزها في قبو مزرعة بعيدًا عن توأمها المتطابق شكلًا لمدة 20 عامًا، في مسار تشويقي يستفز المشاهد ويثير حماسته، حسبما أفاد موقع صحيفة الاقتصادية السعودية.
خالد صقر نجم المسلسل يفتح قلبه لـ«الاقتصادية» متحدثًا عن كواليس العمل الذي قدم قصة متماسكة ومأساوية، وعن البطولة التي جمعته بزوجته الفنانة إلهام علي، واستعداده لشخصية «ماجد»، الشاب الذي تعرض لتراكمات وإساءات في طفولته وماضيه، فأفرزت خاطفًا مختلًا.
سيكولوجية الخاطف المختل
بداية يكشف خالد صقر النجم السعودي عن كواليس مسلسله القصير «اختطاف»، الذي يعرض على منصة البث الترفيهية «شاهد» بواقع حلقتين منتصف ليل كل خميس، بإجمالي 13 حلقة، حيث أكمل العمل نحو عشر حلقات ويسير بنا إلى نهايته، ليزيد مع كل حلقة تبث من ترقب الجمهور لنهاية القصة المعقدة، وزادها تعقيدًا نجاح الخاطف في جمع التوأم في مزرعته.
هذا الترقب والإثارة من قبل المشاهدين، يحكي عنه صقر أنه «ثمرة لفكرة استغرق تصويرها نحو ثلاثة أشهر تقريبًا، حيث تم التصوير في مدينة دبي في الإمارات، برؤية عالمية يقودها مارك إيفرست المخرج البريطاني المتخصص في أفلام الجريمة»، في تجربة يصفها نجم المسلسل بأنها «ممتعة وثرية، واستفدت منها شخصيًا وفنيًا، والتعامل مع إيفرست المخرج العالمي في موقع التصوير كان سلسًا ومرنًا، فهو يمنح الفنان المساحة والحرية ليضيف إلى المشهد والشخصية، لأنه يحترم الفنانين ويثق بهم، فعلى سبيل المثال، قضينا نحو 30 يومًا في تصوير الجزء المتعلق بالخاطف والمخطوفة، وهو عبارة عن المشاهد التي تجمعني بالفنانة إلهام علي، كان إيفرست يتحدث معنا قبل هذه المشاهد حول طبيعتها والمغزى منها، ويسمح لنا في بعض الأحيان بإضافة بعض الأجزاء والتعابير التي نراها مناسبة، ويمنع في المقابل ما لا يناسب المشهد، وهذا كله نتيجة الثقة المتبادلة بيننا».
يشارك في بطولة العمل إلى جانب صقر، زوجته النجمة إلهام علي، والنجوم عبدالإله السناني، ليلى السلمان، مرزوق الغامدي، ريم الحبيب، أضوى فهد، مهند بن هذيل، وفايز بن جريس وحكيم جمعة نجما مسلسل «رشاش»، ومشاركة الفنانين القديرين أسمهان توفيق، عبدالعزيز السكيرين وفاطمة الحوسني، في مسلسل تمكن من تحقيق قفزة نوعية في الدراما السعودية والخليجية.
تخوف وبصمة
يرسم مسلسل «اختطاف» محطة وبصمة في مسيرة خالد صقر الفنية، الذي يغوص بنا إلى شخصية الخاطف ماجد وعالمه الغريب، ومدى تخوف النجم من أدائها، ولا سيما بعد قراءة النص ومشاهد الخاطف المختل الذي يعاني اضطرابات نفسية، حيث يضعه ذلك أمام تحد في تمثيل الشخصية وتقديمها للناس بطريقة حقيقية صادقة، وتكمن الصعوبة أيضًا في الأعمال المقبلة التي سيحاول فيها تجاوز سقف التحدي والتفوق على ما قدمه في «اختطاف».
ولا شك أن الاستعداد لشخصية بهذا الأداء الصعب يتطلب استعدادًا وتدريبًا، فهي شخصية نادرة في العالم العربي، ولا مراجع لها يمكن البحث عنها والاستزادة والاطلاع على أسبابها، إنما استعان صقر في أدائها بقصص المجتمع، وبحث عن الحكايا المختبئة حول هذا العالم السري، وبحث وتساءل عن دوافع الخاطف ونفسيته، مشيدًا بدور الكاتبة أماني السليمي، التي غطت جوانب نفسية كبيرة حول الخطف والخاطفين، وأجابت عن كثير مما يدور في نفسه من تساؤلات حول الخطف ومسبباته ونفسية المجرم.
شريكة البطولة
لم يكن «اختطاف» العمل الأول الذي يجمع خالد صقر بزوجته إلهام علي، فقد سبقته تجارب عدة، بدأت من مسلسل «بشر» في جزئه الثاني، وسلسلة أفلام «عناقيد»، وفيلم «المسافة صفر»، لكنها المرة الأولى التي يجتمعان فيها في مسلسل بهذا الشكل والثنائية المنسجمة، وأكد في حديثه لـ«الاقتصادية» أن وجوده مع إلهام في موقع تصوير واحد يقطع مسافات طويلة جدًا بينهما، فهي زوجته، وممثلة مبدعة وقديرة يجمعهما التناغم، ويتذكر كيف كانا يقرآن مشاهدهما معا حينما يعودان إلى البيت بعد يوم عمل طويل، يتناقشان في الأفكار والشخصيات والمشاهد المشتركة، متمنيًا تكرار التجربة في أعمال مقبلة، فهي شخصية واعية، تضيف إلى الفنان الذي يقف أمامها، وفخور جدًا بها.
ولعل المتتبع للمسلسل الممتع بما يحمله من مشاهد قاسية وعنيفة يتساءل عما إذا كانت هذه المشاهد حقيقية، وما إذا كانت النجمة إلهام علي تعرضت للعنف فيها فعلًا؟ لكن خالد صقر يجيب قاطعًا «إن ما نقلته الشاشة ليس حقيقيا بكل تأكيد، فهو ضد فكرة الضرب الحقيقي في التمثيل، التي قد يعمد إليها بعض الفنانين»، وعده خطأ يقعون فيه، ويأتي أحيانًا بطلب من المخرجين، خصوصًا في العالم العربي، بهدف أخذ ردة الفعل الحقيقية للممثل الآخر، موضحًا أن الممثلين يفترض فيهم تجسيد الفعل وردة الفعل الحقيقية، دون حاجة إلى استخدام العنف والأذى الجسدي.
لأصحاب القلوب القوية
يصلح القول عن مسلسل اختطاف «إنه عمل لأصحاب القلوب القوية فقط، فهو يقدم واقعًا مأساويًا، مؤلمًا، سوداويًا وقاسيًا»، على حد تعبير خالد صقر، يحكي قصة أشخاص حقيقيين مروا بهذه المعاناة، وهذا يشكل جزءًا بسيطًا من معاناتهم، مستدركًا أن «هنا تكمن جمالية الفن الذي يطوف بك إلى قصص لم تتعرض لها، ويجعلك تعيش القصة بكل تفاصيلها، كي تحس بمعاناة الآخرين».
وواصل صقر في حديثه «إنه سعيد جدا بالأصداء التي أوجدها العمل، وفخور بما تحقق حتى الآن، وفخور أيضًا بفريق العمل الذي بذل أقصى جهوده للخروج بصورة وقصة مليئة بالإبداع، تمكن الناس من لمس الجهد الصادق الذي بذله خلال فترة عمل استمرت ثلاثة أشهر، مشيدًا بالعمل الذي تصدر «الترند» على منصات التواصل عند بث حلقاته، وحقق لقب الأكثر مشاهدة على منصة «شاهد» في المملكة.
3 شخصيات
إلهام علي، بطلة وشريكة نجاح مسلسل «اختطاف»، كشفت في تصريحات إعلامية، أنها تحدت نفسها لتقديم ثلاث شخصيات فيه، منها دور مركب لشخصية خلود، ودور ثان لتوأمها المختطفة لينا، التي تعيش ظروفًا نفسية قاسية، وثالث لشخصية باسم «طيف» العقل الباطن للمختطفة، لتقدم مشاعر وأحاسيس ونبرة صوت ولغة جسد خاصة بكل شخصية، في عمل مرهق وصعب.
ليس سهلًا تقديم دور مخطوفة الـ20 عامًا، التي تعرضت لشتى أنواع الترهيب والتعذيب النفسي والجسدي، والتجويع، وحتى الحمل من خاطفها، فيما تتأثر توأمها بحادثة الاختطاف، وتحاول يائسة أن تعيش حياة طبيعية، وفي لحظة تنقلب حياتها رأسًا على عقب، للبحث عن توأمها، لتضرب بكل التعليمات والخطوط الحمراء التي رسمها خطيبها الغيور عرض الحائط.
تقول إلهام في مقابلة بثتها منصة «شاهد»: «إن المسرح أفادها في لغة الجسد التي قدمتها لمختطفة احتجزت في قبو لمدة 20 عامًا، وركزت على التحدي الذي خاضته في «اختطاف»، من خلال طبيعة الدور الذي وضعها في منافسة قوية وعالية مع زميلاتها في الوسط الفني، ويصعب من خياراتها في الأعمال الدرامية المقبلة».