سوليوود «متابعات»
شهد موسم أفلام الصيف في مصر انتعاشة كبيرة على مدار الـ4 شهور الأخيرة، وذلك بعد فترة طويلة من الخمول، إثر تداعيات أزمة فيروس كورونا، إذ حقق شباك التذاكر نحو 230 مليون جنيه مصري «نحو 15 مليون دولار» وفقًا للأرقام المعلنة من شركة «دولار للتوزيع».
ووفقًا لما ذكره موقع الشرق، استقبل موسم صيف 2021 نحو 10 أفلام متنوعة، ما بين الإنتاج الضخم والمتوسط، وهم: «ديدو»، و«ثانية واحدة»، و«أحمد نوتردام»، و«البعض لا يذهب للمأذون مرتين»، و«العارف»، و«الإنس والنمس»، و«مش أنا»، و«200 جنيه»، و«موسى»، و«ماكو».
سينما جديدة
ويرى المنتج والمخرج شريف مندور، أنّ موسم أفلام الصيف الحالي «شهد تطورًا كبيرًا في الأعمال المعروضة، إذ اتجه بعض المخرجين لمناطق جديدة لم تُقدم من قبل»، مستشهدًا بتجربة المخرج بيتر ميمي في فيلم «موسى»، واعتزامه تقديم سلسلة أفلام سينمائية باسم «المستضعفون».
وأشاد مندور في تصريحات لـ«الشرق» بعودة الإقبال الجماهيري على دور السينما مجددًا، وانتعاش الإيرادات، قائلاً إن «هذا مكسب كبير للسينما، وعلى المنتجين استغلال الأمر، من خلال تقديم أعمال جديدة ومختلفة، لا سيما بعد دخول المنصات الرقمية المنافسة».
موسم كبار النجوم
وقال المنتج والموزع جابي خوري، لـ«الشرق»، إن زيادة نسبة إشغال السينمات إلى 70%، أسهمت في طرح الأفلام ذات الميزانيات الضخمة بموسم الصيف الحالي، بعد فترة طويلة من التأجيل، واصفًا موسم الصيف الحالي بـ«موسم كبار النجوم، مثل أحمد عز، ومحمد هنيدي، وتامر حسني وكريم عبد العزيز».
واعتبر أن «وضع السينما الآن أفضل بكثير، والإيرادات عادت إلى ما قبل جائحة كورونا، وفي تزايد مستمر»، متابعاً أن «الكل رابح في هذا الموسم، على رأسهم السينما، لكن الأهم هو دعمها طوال الوقت بتقديم أفلام جديدة ومختلفة».
وتوافق مع هذا الرأي، المخرج مجدي أحمد علي، إذ يرى هو الآخر أن «زيادة نسبة الإشغال بمثابة كلمة السر في نجاح موسم الصيف، وكان لها سحر خاص على المنتجين، ودفعتهم لطرح أفلامهم من دون تخوف».
وأشار إلى أن تجربة كريم عبد العزيز، في فيلم «البعض لا يذهب للمأذون مرتين»، لم تُحقق النتائج المرجوة، فيما حقق تامر حسني مكاسب كبيرة، لاسيما أنه يحظى بجماهيرية ضخمة بين الشباب.
فيلم مسروق
وفنّد الناقد طارق الشناوي أفلام موسم الصيف الحالي، قائلاً إن «تجربة كريم عبد العزيز في هذا الموسم، لم تكن لصالحه، لاسيما أن الخيال الذي افترضه داخل العمل لم يأتِ بالقدر المناسب، كما سبق له مؤخرًا، وقدّم مشروعًا سينمائيًا عن الحياة الأسرية أيضًا»، في إشارة لفيلم «نادي الرجال السري».
وأشار إلى محاولات البعض لصنع نجم شباك من المُمثل كريم محمود عبد العزيز، بإسناد بطولة فيلم «موسى» له، قائلاً إنّ «الإيرادات التي حققها الفيلم لن تصنع منه نجم شباك».
وأوضح أنّ «موسى» كان يحتاج لخيال أكثر بكثير مما جرى تناوله بالعمل، حتى يُحقق النتائج المرجوة.
وأشار الشناوي إلى عودة الفنان محمد هنيدي إلى السينما بعد غياب، من خلال فيلم «الإنس والنمس»، قائلاً إنّ «المخرج شريف عرفة هو الرابح الأكبر في هذا الموسم؛ كونه نجح في توظيف هنيدي من جديد، كما يُعد السبب الرئيسي في حجم الإيرادات التي حققها العمل».
وتطرق الناقد الفني إلى فيلم «200 جنيه»، معتبرًا إياه بأنه مسروق من فيلم «خمسة جنيه»، الذي عُرض عام 1946، متسائلاً عن عدم الإشارة إلى اقتباس الفكرة.
ورأى أن «ظهور عدد كبير من النجوم في فيلم «200 جنيه»، لم يكن في صالحه تمامًا، كما أنه لا يوجد به سينما».
أزمة كتابة
وشددت الناقدة الفنية علا الشافعي على ضرورة إنشاء دور عرض كبيرة في مصر، لاسيما بعد الانتعاشة التي شهدتها السينما مؤخرًا وتحقيق إيرادات جيدة.
وقالت لـ«الشرق»، إنه «بعد انتهاء أزمة كورونا صار هناك ضرورة للتوسع في إنشاء صالات سينما، إذا كنا نريد الحفاظ على هذه الصناعة الضخمة».
وأشارت إلى بعض الأزمات التي لا زالت تُعاني منها السينما المصرية، رغم التنوع في الأعمال المُقدمة والإخراج، لعل أبرزها أزمة كتابة السيناريو، موضحة أن «معظم السيناريوهات لم تكن على المستوى المطلوب».