سوليوود «متابعات»
عبّر مدير مهرجان فينيسيا السينمائي ألبرتو باربيرا، عن سعادته بردود الأفعال التي وصلته عن مستوى تنظيم الدورة الـ78 من المهرجان، والتي اختتمت السبت بفوز الفيلم الفرنسي «يحدث» بجائزة «الأسد الذهبي»، مشيراً إلى أن هناك تطلعات للتعاون مع صناع السينما العربية، وبالأخص السعودية.
وقال باربيرا في لقاء مع «الشرق»، إن «هذه الدورة كانت أصعب بكثير من الدورة السابقة، إذ كان عدد الحضور محدوداً العام الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا”، مشيراً إلى أنه يعتز بالدورة السابقة رغم كل ما وجه إليها من ملاحظات».
ووصف باربيرا الدورة الحالية بأنها من أقوى دورات فينيسيا السينمائي في العشر سنوات الأخيرة، قائلاً: «كنت أعلم منذ بدء استقبال طلبات المشاركة، والتحضير للفعاليات، بأن الدورة ستكون على مستوى عال، وتفاجأت بجودة الأفلام المتقدمة، وشعرت بأنها ستكون دورة مميزة، ليس فقط بسبب المشاركات، ولكن لأنها تأتي في وقت فاصل، لتقول بأن السينما ما زالت حية، وأنها في غاية الأهمية للجميع».
حضور كبير
وبشأن نسبة مبيعات تذاكر المهرجان للجمهور العادي، التي وصلت إلى 24 ألف تذكرة، مقارنة بـ13 ألف فقط العام الماضي، قال باربيرا: «هذه علامة جيدة لمستقبل السينما، ولعودة الحياة إلى طبيعتها بعد توقف دام لأكثر من عام ونصف العام بسبب الجائحة، وحقيقة أتمنى أن يساعد المهرجان بعودة الثقة للجمهور مرة أخرى للعودة إلى صالات السينما، ومتابعة العروض بشكل طبيعي بعد مشاهدتهم للأفلام على المنصات لشهور».
وأشار باربيرا إلى سعادته بهذه النسبة من الحضور، رغم التمسك بإجراءات التباعد الاجتماعي، ونسبة الحضور التي تصل إلى 50% من الطاقة الاستيعابية لصالات العرض.
وأردف: «اعتمدنا نظام (الدخول الأخضر) Green Pass، والذي يقضي بضرورة إجراء مسحات اختبار لمن لم يحصل على لقاح مضاد لكورونا، بجانب وضع الكمامات أيضاً داخل صالات العرض، ورغم ذلك استقبلنا الكثير من الحضور، بصورة أكبر من المعتاد، ونجحنا في هذه النقطة، وهذا يعني بأن الجميع راغبون بالعودة إلى الحياة الطبيعية».
وأضاف أنه تم «إجراء نحو 4 آلاف مسحة للأشخاص الذين لم يتلقو لقاح كورونا، وكانت فقط 3 منها نتائج إيجابية لأشخاص مصابين، وهو رقم ضئيل مقارنة بعدد الحضور، وتكاد تكون نسبة معدومة».
مشاركات عربية
وعن رأيه في المشاركة العربية في الدورة الحالية، والتي تأتي في إطار تعاون دائم بين المهرجان والسينما العربية على مدار تاريخه، قال باربيرا: «المنطقة العربية تشهد حالة إيجابية من النشاط السينمائي، وهناك نسبة كبيرة من المواهب الواعدة، ولذلك نسعى دائماً لأن نُلقي نظرة على تلك السينما بثقة كبيرة في مستوى الأفلام التي سنقدمها لجمهور فينيسيا».
وأوضح أن «المشاركات العربية كانت مهمة هذا العام، ولدينا العديد من المشاركين العرب في سوق المهرجان على سبيل المثال، أيضاً لدينا مشاريع فازت في ورشة (فاينال كت) لتطوير الأعمال قيد الإنتاج، وننتظرهم في العام المقبل ليعودوا إلى المهرجان بأعمالهم بعد تنفيذها».
وفيما يخص التعاون مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي، والذي كان حاضراً على هامش الدورة الحالية، قال باربيرا: «لدينا تعاون مع مهرجان البحر الأحمر وسندعمه طوال الوقت، وهناك مشروع لدعم صناع السينما من جيل الشباب في السينما السعودية»، مضيفاً: «نتطلع لأن تكون أفلامهم ضمن برامجنا مستقبلاً، ولا ننسى أننا في العام 2019، عرضنا فيلمين لمخرجتين سعوديتين، هما هيفاء المنصور، وشهد أمين».
واختتم قالاً: «هناك تعاون أيضاً مع وزارة الثقافة السعودية، التي تواجدت في بينالي فينيسيا لأكثر من مرة، والتعاون هنا ليس في مجال السينما فحسب، وإنما يمتد إلى الفنون التشكيلية والبصرية التي سيقام لها معرضاً في العام المقبل».