سوليوود «متابعات»
انتصر مهرجان فينيسيا السينمائي للمرأة وأفلامها في دورته الثامنة والسبعين التي اختتمت فعالياتها السبت، مع إعلان لجان التحكيم للجوائز التي كان للمرأة نصيب وافر منها، سواء من حيث موضوعات الأفلام التي تناولت قضاياها وانحازت لها، أو من خلال حصتها في الجواز الرئيسية للتسابق.
وبحسب موقع الشرق تعرض المهرجان لانتقادات وقت إعلان أفلام المسابقة الرسمية، إذ انتقد البعض وجود أفلام لـ5 مخرجات فقط ضمن 21 فيلماً تتنافس، في الوقت الذي تضمنت المسابقة الرسمية العام الماضي 8 مخرجات من ضمن 19 فيلماً في المسابقة.
جيل جديد من المخرجات
جاء فوز فيلم «يحدث – Happening» للمخرجة الفرنسية أودري ديوان، بجائزة الأسد الذهبي لتكون سادس امرأة تفوز بتلك الجائزة في تاريخ المهرجان، وإن كانت المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لامرأة في عامين متتاليين، إذ فازت بها العام الماضي المخرجة كلوي تشاو، عضو لجنة التحكيم هذا العام، عن فيلمها «أرض الرّحل – Nomadland».
المخرجة الفرنسية ذات الأصول اللبنانية، والتي تبلغ من العمر 41 عاماً، تقدم في تجربتها السينمائية الثانية دراما متماسكة وجريئة مستوحاة من رواية بنفس الاسم من تأليف آني إرنو، تستعرض فيها تجربتها مع الإجهاض عندما كان لا يزال غير قانوني في فرنسا في الستينيات.
فوز أودري ديوان بالجائزة الكبرى في فينيسيا، بعد أسابيع من فوز مواطنتها جوليا دوكورناو بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان لفيلم «تيتان»، بات يشير بشكل واضح إلى انتصار جيل جديد مثير من المخرجات اللواتي يتصدرن المشهد بأفكارهن ورؤاهن الجريئة التي تجد صدى واسعاً في المهرجانات الدولية الكبرى.
جين كامبيون وماغي غلينهال
وذهبت جائزة الإخراج هذا العام إلى المخرجة جين كامبيون، عن أول فيلم روائي طويل لها منذ 12 عاماً، من إنتاج نتفليكس، وهي صاحبة تاريخ طويل من الجوائز، وتحظى بإشادات نقدية أغلب الوقت، فهي أول امرأة تفوز بالسعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي عن فيلمها «نجمة ساطعة -Bright star» عام 2013، ومن قبلها فازت بأوسكار أفضل سيناريو عن فيلمها «البيانو – The piano» عام 1994.
وذهبت جائزة السيناريو إلى الممثلة التي تحولت إلى مخرجة ماجي حيلنهال، عن فيلمها الطويل الأول «الابنة المفقودة -The Lost Daughter» ، وهو مقتبس من رواية إيلينا فيرانتي بالاسم نفسه، والتي تدور حول الأمومة ومراحل الأزمات التي تتعرض لها أغلب الأمهات مع بناتهن.
بينلوبي كروز والمودوفار
وذهبت جائزة التمثيل النسائي إلى الممثلة الإسبانية بنيلوبي كروز، عن دورها في فيلم «أمهات موازية – Parallel Mother»، وهو العمل السادس الذي يجمعها مع المخرج بيدرو ألمودوبار، والذي حرصت في كلمتها عقب حصولها على الجائزة على توجيه الشكر له.
الفيلم المقرر عرضه في نهاية العام الجاري بدور السينما، يتناول قصة امرأتين على وشك الولادة فى المستشفى، وتحدث بينهما حالة تقارب رغم اختلاف المرحلة العمرية لكل منهما، لتتكشف تفاصيل التجربتين اللتين نتج عنهما حالة الحمل لكل منهما، ويغوص ألمودبار من خلالهما في عالم المرأة وأحاسيسها كعادته في أغلب أفلامه التي تمثل المرأة محوراً رئيسياً بها.
وبعيداً عن المسابقة الرسمية، وتحديداً في مسابقة آفاق فازت دراما «الحجاج – Pilgrims» للمخرجة الليتوانية Laurynas Bareisa بالجائزة الأولى، في حين فازت لورا كالمي بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم الدراما الاجتماعية «Full Time».
3 جوائز لنتفليكس
وحصلت منصة نتفليكس على ثلاث جوائز في سباق الأفلام هذا العام، عن فيلمين لها في المسابقة الرسمية، فبجانب جائزة جين كامبيون، فاز المخرج الإيطالي باولو سورينيتينو بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه «يد الله – The Hand of God»، بالإضافة إلى جائزة «Marcello Mastroianni» لأفضل ممثل شاب وفاز بها فيليبو سكوتي.
وبهذه الجوائز تستكمل نتفليكس مشوارها مع مهرجان فينيسيا الذي سبق وعرض لها فيلم «روما» قبل عامين، وفاز بجائزة الأسد الذهبي قبل 3 أعوام، في الوقت الذي تواجه فيه نتفليكس أزمة مع مهرجان كان السينمائي الذي يضع شروطاً صارمة لقبول مشاركة أفلام المنصات به، وسبق له رفض مشاركتها أكثر من مرة، الأمر الذي جعل ألبرتو باربيرا المدير الفني لمهرجان فينيسيا، يعلق قبل افتتاح دورة هذا العام بأن رفض مهرجان كان لأفلام نتفليكس كان بمنزلة هدية لفينيسيا السينمائي.