سوليوود «خاص»
خمسة عقود من الزمن مضت، وما زال «محمد الكنهل» يطوي الأيام إبداعًا فنيًا بعطاءٍ متجدد، حيث طرق أبواب الفن وهو في عز شبابه، ونال إعجاب المشاهدين بعد دوره في مسرحية «ثلاثية النكد»، كما تألق بأدائه المتميز بلزمة «توحي ولا ماتوحي»، وحجز «الكنهل» لنفسه مقعدًا وثيرًا في الصف الأول بين نجوم الثمانينيات، حيث توالت محطات رحلته في عالم النجومية بمشاركاته الفنية والمسرحية، التي جعلته رائدًا وحاملًا لراية الرعيل الثاني من رواد الدراما السعودية.
ولد «الكنهل» بمدينة الرياض عام 1959، وعاش ذكريات طفولته في قرية اليمامة إحدى محافظات الخرج، واهتم بالزراعة وقد ظهرت موهبته أثناء اجتماعاته مع أصدقائه، وفي المعهد الثانوي التجاري بالرياض قام معلم مصري الجنسية بإنشاء جمعية المسرح بالمدرسة عام 1977، فكان «الكنهل» من أول المتقدمين فيها ليشارك في المسرحيات المدرسية، بعدما شجعه على ذلك أستاذه وسجل عضويته بجمعية الفنون.
عمل موظفًا في المؤسسة العامة للتدريب التقني، والتحق بأعضاء هيئة الفنون عام 1980، وكان «إبراهيم الحمدان» رئيس اللجنة حينها، والذي كان يؤلف ويشرف على الإعداد.
ويرجع الفضل في أكتشف موهبته للمخرج «سمعان العاني»، الذي أشركه عام 1978 في مسرحية «قطار الحظ» برفقة النجوم مطرب فواز وبكر الشدي وعلي إبراهيم.
عرفه الجمهور لأول مرة من خلال شخصية «جلمود»، بمسرحية «ثلاثية النكد» عام 1984 وهي شخصية مُركبة، وكان «عبدالعزيز الهزاع» يقوم بدور والده في تلك المسرحية، وكان عمره خلال العمل حوالي 25 سنة.
حين سئل من سبب غيابه عن الساحة الدرامية، أجاب «أنا موجود ولكني مقل، لأنني ممثل لست منتجًا، لأن المنتج يعمل بماله وأحيانًا يعطي لنفسه دورين، وذلك على حساب الممثلين الأخرين، وأطالب وزارة الثقافة بإلغاء الإنتاج الخاص، وإسناد الإنتاج لهيئة الإذاعة والتلفزيون، فالممثل المُنتج هو من قضى على المواهب والقامات في الدراما السعودية».
وصنف «الكنهل» نفسه من الرعيل الثاني الذي يلي الرعيل الأول وهم: أحمد الهذيل، سعد حضر، عبدالعزيز الحمد، محمد العلي، محمد المفرح
عرف عن «الكنهل» مشاركته في العديد من الأعمال، التي لفتت انتباه المشاهدين إلى تميزه وحسه الكوميدي العالي، ومدى حفظه وإتقانه لدوره بسرعة هائلة، مما ساهم في تشكيل سمات حضوره الفني المتميز، وابتكر شخصية «مادريت» و«أنت توحي ولا ماتوحي»، التي حظيت بإعجاب جماهيري واشتهر بها في أعماله المسرحية والدرامية.
وعلى خشبة أبو الفنون نمت الموهبة البارزة للشاب «الكنهل»، الذي أصبح منذ الثمانينات أحد واجهات الكوميديا في المسرح والتلفزيون، فقدم مسرحية قطار الحظ، ومسرحية ثلاثية النكد، ومسرحية تحت الكراسي، ومسرحية المهابيل، ومسرحية دراكولا.
ومنذ بروزه في الساحة الدرامية، وهو قرين الأدوار المساندة لكبار نجوم التلفزيون السعودي، فشارك في مسلسل مقالب من الحياة كأول مسلسل له عام 1979 من إخراج إبراهيم الحمدان، وشارك في مسلسل عودة عصويد مع النجوم منى واصف ومحمد العلي، كما شارك في مسلسل طاش ماطاش مع عبدالله السدحان وراشد الشمراني ، وايضًا شارك في مسلسل غشمشم مع سعد المدهش وفهد الحيان.
كما سجل حضوره الدرامي من خلال مسلسل بيني وبينك، ومسلسل سكتم بكتم، ومسلسل هذا حنا، ومسلسل شباب البومب 2، ومسلسل منا وفينا، وكان آخر مشاركاته في المسلسل الدرامي العاصوف عام2018.