سوليوود «متابعات»
في كتابه الجديد بعنوان «رحلة في السينما الفرنسية» يتابع الصحافي والناقد السينمائي الأردني ناجح حسن تاريخ بلد مؤسس لفن السينما، منذ انطلاق هذا الفن إلى فترته الذهبية ثم خفوته لصالح هوليوود، وفقًا لما ذكره موقع صحيفة العرب اللندنية.
واستهل المؤلف كتابه، الصادر عن خطوط وظلال للنشر والتوزيع في عمان، بإهداء إلى الناقد السينمائي الأردني الراحل حسان أبوغنيمة الذي أسس النادي السينمائي الأردني عام 1979 وله العديد من المساهمات والإصدارات المتعلقة بفن السينما، ومن ثم تطرق إلى نشوء السينما في فرنسا.
في العام 1895 التقطت عدسة الأخوين لوميير أول فيلم معروض في التاريخ، حدث كل ذلك في باريس، ومن هناك انطلقت بنا قاطرة الإبداع الفرنسية لتساهم بالكثير من المنجزات الهامة ولتصل السينما إلى مكانتها الحالية.
الكتاب يسلط الضوء على ملامح السينما الفرنسية ويعاين البعض من المحطات في مسيرتها عبر نماذج متاحة الفن السابع الذي انطلق من فرنسا استمرّ في تقدمٍ باهر واكتساحٍ كبير للفنون الأخرى، ونسبة الأفلام في العالم بأكمله تكوّنت من 70 في المئة من السينما الفرنسية بمفردها، رقمٌ يوضح أي مكانٍة كانت تحظى بها فرنسا وسينماها قبل أن تتحول دفةُ القيادة إلى هوليوود، صاحبة السينما الأكثر شهرة حاليًا والأفضل في عيونِ الكثيرين.
ورغم ذلك لا يُمكن إنكار ما قدّمته فرنسا للعالم من مدارس ولغات سينمائية تجِد أثرها واضحًا في كل الأعمال السينمائية على مستوى العالم، بدءًا من السينما الصامتة وانتقالًا إلى السينما الانطباعية مع الواقعية الشعرية في نفس الحقبة، ومن ثم بلوغ الموجة الجديدة بقيادةِ المخرج الفرنسي البارز جان لوك جودار، وصولًا إلى لحظتنا هذه بأفلام الألفيةِ الثالثة.
وتناول الكتاب العديد من الأفلام الفرنسية الروائية والتسجيلية المهمة، حيث قدم المؤلف قراءة لموضوعاتها ومخرجيها وأبرز ما اتسمت به.
وجاء في الغلاف الأخير للكتاب أن السينما الفرنسية تحتل مكانة رفيعة في عالم الفن السابع فهي التي عرفت العالم بالبدايات الأولى لدنيا الأحلام والأطياف ومن فرنسا انطلقت إلى شتى أرجاء المعمورة، وغدت منجزاتها الأولى تؤرخ ضمن أدبيات النقد السينمائي باعتبارها من أبرز الكلاسيكيات وحفرت وما زالت عالقة في ذائقة وعشاق الإبداع السينمائي ممن ينشدون صنوف الأدب والفلسفة والثقافة والفنون والفكر والبهجة.
وما زال صناع السينما الفرنسية يشكلون القامات الرفيعة ممن نجحوا في فهم وابتكار لغة جديدة للخطاب الإنساني الذي يتأسس على مفردات وأبعاد الصورة السينمائية، وهو ما جعلها مادة حيوية في الدراسة والتذوق سواء داخل المؤسسات الأكاديمية أو ضمن أندية التنشيط السينمائي.
ويسلط هذا الكتاب الضوء على ملامح هذه السينما ويعاين البعض من المحطات في مسيرتها عبر نماذج متاحة بفعل مشاهدات في أكثر من احتفالية ومهرجان رغم بعض التحديات التي فرضتها قواعد وأحكام توزيع وعرْض الأفلام الفرنسية في الصالات المحلية.
وقد نالت السينما الفرنسية شهرة عالمية كبيرة خاصة في عصرها الذهبي خلال سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، لكنها تراجعت اليوم لا من حيث إنتاج الأفلام فحسب بل كذلك من ناحية ما يتعلق بدور السينما التي اختفى الكثير منها، وتقهقر الفن السينمائي من ناحية اجتذاب الجمهور الذي بات يفضّل سينما هوليوود والأفلام التجارية، على عكس الأفلام الفرنسية المشحونة أغلبها بقضايا فكرية وسياسية واجتماعية وجمالية وغيرها.