سوليوود «خاص»
نهرٌ متدفقٌ بالإبداع وإطلالة متفردة، شكلت حضور الفنان «علي إبراهيم الماضي»، أحد نجوم الدراما السعودية، فمنذ أن سطعت موهبته في بداية السبعينيات، تألق ببصمته المميزة في الأداء الكوميدي والتراجيدي، وبدت أدواره شديدة الثراء والتنوع، حيث شارك في أكثر من 18 مسرحية سواءً جماهيرية أو تلفزيونية، وكذلك شارك في أعمال كثيرة تنوعت بين المسلسلات والبرامج والسهرات الإذاعية، وكانت انطلاقته ابتداءًا من التلفزيون في العام 1972، في سهرة بِعنوان «الفرصة الثانية» من إخراج الأستاذ التلفزيوني والكاتب المسرحي «إبراهيم الحمدان».
رحلة طويلة قطعها عمدة التمثيل «علي إبراهيم الماضي»، منذ مولده بالرياض عام 1946م، حيث عاش طفولته في حي المرقب وسط مدينة الرياض، وعمل مدرسًا في حي الطرادية بعد حصوله على شهادة «إتمام الكفاءة المتوسطة» كمعلم للتربية الفنية، ثم التحق بدورة في الطائف أهلته للحصول على شهادة الدبلوم في التربية الفنية، والتي يقول عنها إنها كانت كافية لتنمية حسه الفني ووعيه الثقافي وزيادة عمقه المعرفي، كما أنها عرفته على الفنون العالمية وتاريخ الفن وعصور النهضة.
وتعود بداية مسيرته التلفزيونية إلى حين حضوره كضيف إلى بروفة سهرة «الفرصة الثانية»، فطلب منه المخرج بعد غياب أحد الممثلين أن يأخذ الدور، وبعد هذه التجربة عرض عليه المخرج «منذر النفوري» المشاركة في مسلسل «المزيفون» لتنطلق بعدها مسيرته الفنية.
كانت فلسفته عن الفن: «يجب أن تتعامل معه بمحبة، هذه المادة التي تقدمها هي للمجتمع اللي أنت من نتاجه ولابد أن ترقى بالمستوى الفكري، هل تريد أن تقدم تهريج أم تريد شيء آخر؟ هذا الفن يجب أن يكون عندك دراية بالنص ولابد أن يكون نص مكتوبًا، والكوميديا يجب أن تكون كوميديا الموقف وليست كوميديا تهريج، فالكوميديا ليست عملية استهبال».
كان «الماضي» ضمن من أسسوا للدراما السعودية، وصنعوا الكوميديا لجيل الثمانينيات والتسعينيات الهجرية، التي تعد الفترة الذهبية للتلفزيون السعودي، مع محمد الطويان ومحمد حمزه وسعد خضر، ومحمد العلي، وأبو مسامح وحسن دردير ولطفي زيني، وعلي المدفع، وحمدان شلبي ومحمد العثيم وعبدالعزيز الحماد، وعبدالرحمن الخطيب، وعلي الهويريني، وابراهيم السويلم، وفؤاد بخش وكوكبة أخرى من النجوم.
وسجل حضوره الأول على المسرح من خلال مسرحية مسرحية طبيب بالمشعاب، وآخر المشوار، وسقوط المشوار، وقطار الحظ، المستعصم، وثلاثي النكد، والمهابيل، والجراد، والسنين، وعويس التاسع عشر، والأرشيف، ومسرحية الهيار، والجار، ومسرحية فندق الراحة والاستجمام، والكذب خيبه، والمال الحلال، والزئبق الأحمر، ومطافيق في مهب الريح، وهلا بالعيال.
وتلاها بعد ذلك العديد من الأعمال الدرامية التي برز فيها، وكان أشهرها مسلسل مسلسل وراك وراك، والدنيا دروب، وأيام زمان، وفرج الله والزمان، وغدًا تشرق الشمس، وأحلام سعيدة يا حسن، وأيام لاتنسى، وفارس من الجنوب، ودولاب الزمن، وطاش ماطاش، وكلنا عيال قرية، وأيام وليالي، وبدون فلتر.
كانت مشاركة «إبراهيم علي الماضي» السينمائية الأولى من بوابة فيلم «المسافة صفر» في عام 2019، من إخراج عبدالعزيز الشلاحي، ومن بطولة خالد الصقر، وإبراهيم الحساوي، ومن تأليف مفرج المجفل، كما شارك في فيلم «حد الطار»، من إخراج عبدالعزيز الشلاحي، ومن بطولة فيصل الدوخي، وأضوى فهد، وبدرية أحمد، ومن تأليف مفرج المجفل.
قادهُ الشغف الفني للتميز في الفن والدراما، وكان صاحب مدرسة فنية لامعة في جيله، مصاحبًا في تلك المرحلة عدد من الكُتّاب والمخرجين منهم عبدالرحمن الخريجي، وطلال عشقي، ومنذر النفور، وشلهوب الشلهوب، وعلي العودان، وصالح الحمدان، وأحمد الهذيل، وخالد بتاري، وسعد الفريح، وضراب الضراب، وعبدالعزيز الفارسي، وسليمان الثنيان.
وتقديرًا لإنجازاته ومسيرته الفنية حاز «علي إبراهيم الماضي» على الكثير من الجوائز والتكريمات، من أبرزها حصوله على الجائزة الذهبية في الموسيقى لمسلسل «أحلام طائرة»، كما حصل على الجائزة الفضية في النص لمسلسل «أحلام طائرة» في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عام 2009، كما كُرِّم من خلال «كرسي غازي القصيبي» من «جامعة اليمامة»، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح عام 2018.