سوليوود «خاص»
بدأت رحلة علي المدفع في بداية السبعينيات، وسطعت نجوميته خلال فترة قصيرة، وشارك في أكثر من 40 عملاً دراميًا بين السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، واستطاع على مدى نحو 42 عامًا أن يحافظ على حضوره اللافت وموهبته المتفردة، وشكّل حالة خاصة في فضاء التمثيل والحياة، ونال العديد من الجوائز والتكريمات، ولا تزال أعماله تثري الساحة السعودية ليسجل كأحد مخضرمي الدراما السعودية.
تعود نشأة علي صالح علي المدفع إلى محافظة المذنب، إحدى مناطق القصيم عام 1937، وشغل العديد من الأعمال وعرف بشغفه بالفلاحة والزراعة، والقراءة والاطلاع، وهو ما كان سببًا في دخوله مجال التمثيل، وعمل في وظيفة مدقق حسابات في ديوان المراقبة العامة.
انطلقت شرارة شغفه بالدراما من حي الصالحية بالرياض برفقة أصدقاء دربه علي الهويريني، وحمد المزيني، ومحمد المنصور، ليقدموا عروضًا مسرحية ومسابقات ثقافية بنادي الهلال السعودي، ليشارك بعدها في أول عمل عرفه بها الجمهور من خلال مسلسل «فاعل خير»، الذي عرض على التلفزيون عام 1974، وهو من تأليف إبراهيم الحمدان.
وصرح «المدفع» عن وقت عرض العمل أول مرة بقوله: «هو أول مسلسل ملون يعرضه التلفزيون السعودي، وكان وقت عرضه بعد صلاة التراويح. في السابق كانت المسلسلات اللبنانية والمصرية هي المسيطرة على الشاشة والمتسيدة في الفترة الذهبية بعد صلاة المغرب، ومسلسلنا شكل مفاجأة للمجتمع السعودي، والذي أبهرهم رغم حداثة الأسماء التي فيه والكوادر السعودية الفنية التي تعمل خلف العمل».
وانطلقت مسيرته من الإذاعة في بداية السبعينيات من خلال مسلسل «على هونك»، وهو من تأليف عبدالرحمن المقرن، وتخطى عدد حلقاته الآلاف، ومسلسل «بلوتوثات مسموعة»، والمسلسل الإذاعي «زين وشين» للكاتب عبدالرحمن السماري، وكذلك قدم برنامجًا عنوانه «حوار قصير».
احتلّ «المدفع» مكانة عالية في المجال الفني، فقدَّم أعماله مع عدد من رواد الدراما، منهم: بكر الشدي، ومحمد العلي، ومحمد الطويان، وسعد حضر، وناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وفايز المالكي.
لم يسبق أن تصدَّر في أعماله دور البطولة، ولكن يعرفه الجمهور بشخصية الأب في «طاش ما طاش»؛ فهو والد القصبي والسدحان منذ سنوات. وهو كذلك الأب في الكثير من المسلسلات السعودية الأخرى.
واستطاع «المدفع» بموهبته تقديم أكثر من 24 عملاً دراميًا، منها: فاعل خير، مقالب من الحياة، عودة عصويد، حكايات قصيرة، أبو مشعاب، العولمة، طاش ما طاش، غشمشم، أبو شلاخ البرماني، بيني وبينك، 37 درجة مئوية، وراك وراك، سكتم بكتم، شباب البومب، طيش عيال، سيلفي، بدون فلتر.
امتلك «المدفع» حضورًا طاغيًا كممثل كوميدي وتراجيدي، ومثلما أضحك جمهوره على الشاشة وخشبة المسرح، استطاع أيضًا أن يؤثر في وجدانهم بأدواره التراجيدية.
وسجل حضوره الأول على المسرح من خلال مسرحية «قطار الحظ»، وهو من تأليف إبراهيم الحمدان، وإخراج سمعان العاني. كذلك قدَّم مسرحيات: حمود ومحيميد، تحت الكراسي، درس خصوصي، المهابيل، قدر الشراكة، علية القوم، الوطن أغلى، شروخ وفروخ، شملول في خطر، وش الراعي، استراحة القروية.
وفي السهرات التلفزيونية قدَّم: أحلام سلوم، وشرابيك، وفيلم العظم، وعطوى، وفيلم راجعنا بكرة، وكان آخرها فيلم محافظة مسامير.
نال «المدفع» العديد من التكريمات كان أبرزها عام 2009 من قبل جمعية الثقافة والفنون بمدينة الأحساء.