سوليوود «متابعات»
رحل الكاتب والسيناريست المصري الكبير فيصل ندا عن عمر يناهز 81 عاماً، تاركًا رصيدًا فنيًا غنيًا بين السينما والمسرح والتلفزيون والإذاعة
وبحسب الشرق الأوسط شُيّع جثمانه من مسجد مصطفى محمود بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) ظهر الثلاثاء، ونعّت وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم الراحل وقالت إن «الكاتب فيصل ندا ترك إرثاً فنياً عبّر به عن المجتمع المصري وتناول قضاياه بأسلوب مميز».
وأشارت عبد الدايم إلى أن إبداعات ندا شكّلت جزءاً مُهماً من تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون في مصر والوطن العربي، وتوجهت بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه، كما أعلنت يوم وفاته أول من أمس الثلاثاء الوقوف دقيقة حداد في جميع مسارح الدولة قبل بداية العروض المسرحية تقديراً الكاتب الراحل.
كما نعى نقيب الممثلين أشرف زكي الكاتب والسيناريست الراحل بقوله: «وداعاً أستاذ الأجيال فيصل ندا الكاتب الكبير صاحب الروائع».
وكانت آخر كلمات فيصل ندا تلك التي نعى فيها قبل أيام عبر صفحته الشخصية على «فيسبوك» الفنانة دلال عبد العزيز، التي تجمعه بها وبالفنان الراحل سمير غانم صداقة ممتدة ونجاحات فنية مُشتركة لافتة في السينما والمسرح، عبرّ عنها في كلمة مؤثرة قال فيها: «عندما رأيت دلال شعرت أنني أمام موهبة تحتاج لمن يكتشفها، أسندت إليها بطولة مسرحية (أهلاً يا دكتور) وبطولة مسلسل (دعوني أعيش) مع شيريهان، التي كانت ما زالت تخطو أولى خطواتها في التمثيل، وقدمتها للسينما في (يا رب ولد) مع فريد شوقي وسمير غانم، لقد فرضت دلال موهبتها وأصبحت نجمة ساطعة عشقتها الجماهير، رحمها الله، لقد لحقت بصديق عمري سمير غانم».
وُلد فيصل ندا عام 1940 بحي عابدين بالقاهرة، ورغم تخرجه في كلية التجارة قسم المُحاسبة فإنه عقب تخرجه لم يجد نفسه مُقبلاً على العمل في وزارة المالية التي عُيّن بها، فاتجه منذ ستينيات القرن الماضي إلى احتراف الكتابة التي كانت شغفه الأهم، فقدم أول أعماله للدراما التلفزيونية وهي مسلسل «هارب من الأيام» من بطولة الراحل عبد الله غيث وإخراج نور الدمرداش.
وبحسب الكاتب والناقد الفني خالد محمود فإن فيصل ندا تميّز على مدار تاريخه بالكتابة لمختلف ألوان الفنون سواء في السينما والدراما التلفزيونية والإذاعية والمسرح.
ويضيف لـ«الشرق الأوسط» إن «مشروع ندا كان مُتشعبا ويتسع للكثير من الأفكار والنجوم مما جعله يعمل مع مختلف الأجيال الفنية التي عاصرها».
ويلفت الناقد الفني إلى ارتكاز مشروع فيصل ندا بشكل خاص على اللون الاجتماعي المُطعّم بالكوميديا، الذي استطاع تحقيق شعبية كبيرة لأعماله على غرار مسرحية «المتزوجون»، 1976، التي تناولت فكرة الطبقية في مؤسسة الزواج، وكذلك «أهلا يا دكتور»، 1980، التي عالجت فكرة المُتغيّر الاقتصادي على عالم الطب، وكلاهما من أشهر أعمال الفنان الراحل سمير غانم المسرحية.
ويمكن تأمل البُعد الاجتماعي في أعمال فيصل ندا في التلفزيون والسينما أيضاً، كما قدم في مسلسل «أهلاً بالسكان»، ومسلسل «الناجح يرفع إيده»، وفيلم «يا رب ولد»، وفيلم «شقة وعروسة يا رب» وهي أعمال تصدّت للمفارقات الاجتماعية والأسرية المصرية بشكل ساهم في تصاعد الاهتمام الجماهيري والنقدي لأعماله.
ويشير محمود إلى أن «فكرة تأسيس الراحل فيصل ندا لمسرح يحمل اسمه، ويذكر أن هذا المسرح كان يُجسد أحلام فيصل ندا بعرض مسرحيات على مدار العام، واكتشاف فرق مسرحية ونجوم جُدد». مضيفاً: «لم يستطع مواصلة حلم مسرحه بسبب العديد من العثرات المادية، ما بين أجور النجوم المُتصاعدة، وعدم استقرار الساحة».