سوليوود «خاص»
استقبلت دور العرض السينمائي بالمملكة العربية السعودية، أول أمس الخميس الموافق 12 أغسطس 2021، فيلم الحركة والكوميديا والمغامرات والخيال العلمي الأميركي «Free Guy»، تبلغ مدة الفيلم ساعة و 15 دقيقة، من إخراج شون ليفي، ومن تأليف مات ليبرمان، وبطولة رايان رينولدز، جودي كومر، تايكا واتيتي، ليل ريل هوري، أوتكارش أمبيدكار، جو كيري.
يتناول الفيلم قصة موظف يعمل صرافًا في بنك، يكتشف أنه في حقيقة الأمر لاعب في خلفية لعبة فيديو في عالم مفتوح، فيقرّر أن يصبح بطل القصة من خلال إعادة كتابتها بنفسه، وبما أنه الآن في عالم بلا حدود، فهو مصمّم على أن يكون الرجل الذي ينقذ العالم على طريقته الخاصّة قبل فوات الأوان. يعيش «جاي» في عالم غريب بمهنة صراف في أحد البنوك، وتزداد مخاوفه في الحياة حين يشك أنه يعيش داخل لعبة فيديو، ليدخل في سباق مع الزمن لإنقاذ لعبة الفيديو قبل قيام مطوري الألعاب بإغلاقها.
تدور أحداث فيلم «Free Guy» حول موظف بنك يُدعى «جاي»، الذي يعيش في مدينة «فري سيتي» حياة روتينية جعلته متصالحًا مع نفسه وليس لديه أي ردة فعل تجاه أي موقف. وقد كان المصرف الذي يعمل فيه يتعرض للسطو المسلح بشكل مستمر من قبل لصوص، والغريب أنه لم يكن لديه أي ردة فعل تجاه ما يحدث، بل كان يرتدي نفس قميصه الأزرق في نفس الوقت ودائمًا مبتسم.
يحاول «جاي» أن يغيّر حياته عبر التعرف على فتاة تُدعى «ميلي»، التي تلقب نفسها بفتاة المولوتوف والتي تغيّر حياته بشكل سلبي للغاية، لكن رغم ذلك يقرر أن يستمر في العلاقة وهو يحاول أن يغيّر من مظهره، فيقوم بشراء نظارة شمسية يرتديها مؤخرًا كل سكان المدينة الذين كانوا يتصرفون بشكل غريب جدًا عند ارتدائها، ويتساءل لماذا تحدث كل هذه الفوضى من سكان المدينة عند ارتداء النظارة، وحين يرتديها يجد نفسه داخل لعبة إلكترونية في مدينة مليئة بالقتال والمعارك، ويكاد لا يصدق ما يحدث لكنه يكتشف بأنه يعيش في عالم الألعاب الإلكترونية، وأنه مجرد لاعب غير رئيسي في هذه اللعبة الإلكترونية الغريبة.
تعجبه الحياة بتلك النظارة ويقرر أن يكون لاعبًا مهمًا فيها، لإيقاف التسيب والفوضى والسطو على البنوك والقضاء على العصابات، وأيضًا لمساعدة فتاة المولوتوف على ملاحقة حقوق ملكيتها للعبة التي قدمتها للمدينة، لكنهم أخذوا الفكرة منها ونفذوها دون أن يعطوها المقابل المتفق عليه. يحتوي الفيلم على الكثير من المعارك والمفاجئات التي تصيب الجمهور بالانجذاب دون انقطاع، كون الأحداث المتتالية جميلة للغاية وغير مملة.
باختصار الفيلم سيكون مناسبًا وممتعًا لعشاق الألعاب الإلكترونية وتحديدًا عشاق «بابجي»، إذ إنها نسخة طبق الأصل من اللعبة، فهي مليئة بالقتال بالأسلحة والقنابل والمدافع والعصابات الموزعة في الشوارع.
ويعد «جاي» أكثر من مجرد شخصية غير قابلة للعب في مدينة حرة، فهو في الواقع رمز للذكاء الاصطناعي تركه المطورون الأصليون للعبة، وقد بدأ للتو في إدراك ذلك، فمن بعد سرقة نظارته الشمسية، فالمقاييس تسقط من عينيه ولم يعد يرى عالمه كما يراه اللاعبون، لكن الملفت للنظر أنه لا يحاول قتل أسياده من البشر، بل يحاول فقط أن يجعل عالمه بيئة مضيافة، وخالية من حوادث إطلاق النار أو السرقات اليومية، حيث لا ينفجر أي شيء ولا يحكم المتصيدون.
إنه أكثر من مجرد ذكاء اصطناعي فهو حساس صناعي، قال رايان رينولدز بطل العمل في حديث صحفي مع «WIRED»: «يقودنا الذكاء الاصطناعي نحو طريقة أكثر مثالية للتعاضد، وهي فكرة الوكالة والاتحاد وخلق وكلاء التغيير»، مُضيفًا: «لقد أحببت هذه الفكرة، أن يصبح هذا الرجل واعيًا في عالم مفتوح، في لعبة فيديو معادية جدًا»، لذلك فإن الرجل الحر يبدو أنه يريد أن يجادل في إمكانية ظهور، عالم افتراضي أفضل من الوحل البدائي للإنترنت، بمساعدة من الذكاء الاصطناعي للخروج من ذلك الوحل.
هنا العالم الافتراضي للرجل الحر ينحرف كثيرًا عن العالم الحقيقي، كما أن تفاؤله الجدير بالإعجاب يذهب بعيدًا جدًا، ليشرح تفاصيل بيئة ألعاب الفيديو والثقافة المحيطة بها، الرؤساء التنفيذيون المغرورين للألعاب، كلها أشياء تبدو حقيقية بشكل مؤلم، لكن «جاي» لا يعمل كذكاء اصطناعي فحسب، حتى لا نأخذ الأمر بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن الذكاء الاصطناعي يتشكل من البيانات المستلمة، وإذا كان «جاي» قد عاش بالفعل وتعلم في عالم يسكنه المتصيدون العنيفون، فمن المحتمل أن يكون قد سلك طريقهم في أحسن الأحوال، كما أنه سيلتقط نكاتًا غريبة في أسوأ الأحوال، وكان سينتهي به الأمر مثل روبوت الدردشة مايكروسوفت عبر تويتر، الذي استغرق 12 ساعة فقط في الإنترنت ليتحول إلى «منكر عنصري كسول للهولوكوست»، وربما لا يكون هذا هو الأسوأ، فالرجل الحر يعتقد أن عالمًا من اللاعبين وعشاق الإنترنت، الذين يعيدون تقييم رأيهم في «NPC» يمكن أن يقودهم إلى إعادة تقييم كيف يرون أنفسهم، وربما تكون إمكانية رؤية الأشخاص الذين نقابلهم في عوالم افتراضية كبشر، يمكن أن تكون أفضل هفوة في الفيلم.