سوليوود «متابعات»
عندما قرر الممثل جون واين دخول تجربة الإخراج اختار هذا الفيلم المضخّم المأخوذ عن أحداث تاريخية واقعية: ففي عام 1836 كانت تكساس ما زالت أرضاً متنازع عليها بين المكسيك والولايات المتحدة، الجيش المكسيكي بقيادة الجنرال سانتا آنا «روبين باديللا في هذا الفيلم» يزحف باتجاه حصن صغير اسمه ألامو بما يزيد عن 1500 جندي ويحاصره ثم يحاول اقتحامه بضع مرّات متكبّداً خسائر فادحة، في داخل الحصن هناك عدد لا يزيد عن مائة شخص انضم إليهم لاحقاً نحو مائة آخرين وذلك تحت قيادة الجنرال هيوستون «رتشارد بون»، من بين الشخصيات المعروفة كولونيل جيم باوي «رتشارد ودمارك» والكولونيل دايفي كروكِت «جون واين» ومجموعة من النساء.
وبحسب ما أفاد موقع الشرق الأوسط، طوال ثلاثة عشر يوماً ردت الحامية الهجوم المكسيكي وبل استطاعت التسلل، في أحد المعارك، إلى المواقع المكسيكية في عملية عسكرية محدودة، في النهاية سقطت قلعة ألامو بعدما استطاع الجنود المكسيكيون اقتحامها والقضاء على كل المقاومين.
تعلّم جون واين الكثير من خلال عمله مع جون فورد وهناك آراء متناقضة حول ما إذا كان فورد نفّذ بعض المشاهد أو لا، كان موجوداً في التصوير بلا ريب وقيل إن واين قطع كل المشاهد التي نفّذها فورد، مما يؤكد أن فورد أخرج بعض المشاهد بالفعل.
الأسلوب هنا كلاسيكي المنحى تماماً. يؤمن بالكاميرا المتحركة من مواقع مشرفة «وهذا مفهوم» وبمنح الفيلم مفارقات دراماتيكية حتى لو لم تكن حقيقية، مشاهد العراك من تلك المعتنى بها والتي تنجح في منح الفيلم نجاحه وبعض جودته.
على أن الفيلم لا يمت إلا قليلاً للحادثة التاريخية، شخصية جيم باوي مثلاً لم تصب بطلقة نارية في ساقه وهو لم يمت وخادمه الأسود الذي انبرى للدفاع عنه على هذا النحو المتفاني، هناك الكثير من التأليف في هذا التاريخ قام به واين وكتّابه ليطوي الفيلم تحت جناحه، فالفيلم أنشودة وطنية صادحة وعاطفية حول المقاومة التي أبداها الأميركيون ضد المكسيكيين، في الوقت ذاته لابد لها أن يصطدم هذا المفهوم بجدار أن المكسيك هي التي ربحت الجولة والأميركيون خسروها، يزخر الفيلم بالمواقف البطولية وبأهمية الإيمان وقوّة العقيدة والتمسك بالقيم ساقطاً، أكثر من مرّة، في برك الموعظة المباشرة غير عابئ بأي توازن أو تحليل.
بصرياً الفيلم فيه لحظات مدهشة واليوم «مع مشاهدة أخرى» تؤكد أن واين كان يرغب في تحقيق فيلم بحجم أفلام ديفيد لين، لولا أنه لا يملك مهارته الفنية ولا كيفية التعامل مع أعماق المشاعر وليس ظواهرها، مشاهد المعارك جيّدة لكن المشاهد التي تنطوي على الحوار طويلة ومملّة مع تمثيل متفاوت غير مبهر من أحد غالباً، من لا تهمّه الرسالة السياسية يجد في الفيلم «تصوير ويليام كلوثييه الذي عمل لاحقاً مع سام بكنباه بنتائج أفضل» مشحوناً بعناصر إنتاجية مناسبة وموظّفة على نحو صحيح.
بعد 44 سنة حقق المخرج جون لي هانكوك إنتاجاً جديداً عن الموقعة أفضل من النسخة القديمة لكنها توازيها في تجاوز بعض الأحداث الحقيقية لصالح أخرى خيالية.