سوليوود «متابعات»
ما بين الحظ ونجاح الصدفة، تتجدد الكوميديا، لتكشف عن مواقف مليئة بالتناقضات، في قصة فيلم سعودي جديد، حيث يطرح تساؤلات وتأملات حول كثيرين ممن ينسبون نجاحهم إلى الحظ والصدفة، ولا يؤمنون أبدا بالجد والاجتهاد واقتناص الفرص المدروسة.
لا شيء يتحقق بالصدفة، هذا ما حاول صناع فيلم ولد مرزوق للنجم طارق الحربي أن ينسجوا حبكته في توليفة من الكوميديا الخفيفة، مقدما الضحك في قالب جديد، تأجل عرضه لظروف إنتاجية وتسويقية. «الاقتصادية» حضرت العرض الأول للفيلم في صالات السينما السعودية، وكان لها حديث مع نجمه طارق الحربي.
قلادة الحظ
هل تستطيع قلادة أن تغير حياتك؟ هذا ما يحاول الحربي أن يجيب عنه، من خلال شخصية سالم مرزوق، فبعد أن عثر الطفل سالم آنذاك على قلادة ملقاة على الطريق أثناء عودته من المدرسة، أصبحت حياته أسهل وأجمل، فعدها “تميمة حظ” غيرت حياته إلى الأبد، لكن الشاب فاحش الثراء والمتهور يتعرض لنكسة خطيرة في ليلة وضحاها، وها هو يفقد القلادة، ليشعر بأنه بدأ يفقد نجاحه وعمله وصحته، والحظ الذي يعتقد أنه لازمه بسببها.
يدور بنا «ولد مرزوق» باحثا عن قلادته التي سرقت، في رحلة المواقف المضحكة، يحاول في رحلة البحث تبديد الأوهام التي عاشها معتقدا أن لها دورا جوهريا في حياته، في عمل تم تصويره في الإمارات قبل ثمانية أشهر، ما بين جزيرة المرايا وجزيرة الريم وأبوظبي، واستغرق تصويره مدة بلغت نحو 25 يوما، حيث يشارك الحربي بطولته النجمة شيلاء سبت، والفنان السوري أندريه سكاف، ومحمد القس، وعدد من الفنانين الإماراتيين، من تأليف أحمد عيسى، وإخراج سيف الشيخ نجيب.
وكان من المقرر طرح فيلم «ولد مرزوق» في دور العرض السينمائي خلال عيد الفطر الماضي، لكن شركة الإنتاج فضلت تأجيله لاستكمال أعمال المونتاج والمكساج. ويحدثنا الحربي بأن العمل واجه أيضا تحديات خلال جائحة كورونا، إلى جانب ظروف التوزيع وظروف الموسم السينمائي وعودة السينمات بعد الإغلاق وخفض عدد مقاعد دور العرض في دول المنطقة، ورغم تأجيل العرض، إلا أن ذلك أثمر، وكان «حسن الحظ»، إذ وجد الفيلم إقبالا وحضورا جماهيريا منذ أيام عرضه الأولى، على حد تعبيره.
توهج فني
حالة من التوهج الفني يعيشها طارق الحربي هذا العام، فبعد أن قدم في الموسم الرمضاني الأخير مسلسل ربع نجمة، وسبقته مسلسلات، يعود في فيلمه الجديد في دور البطولة، ويعرض في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، كاشفا للاقتصادية عن تجربة سينمائية يجري الإعداد لها، بفكرة مختلفة تمزج الكوميديا بالأكشن، ويتواصل الحربي مع الكاتب لتجهيز النص، مبينا أنه سيتدخل بشكل أكبر في النص.
وحول فكرة فيلم «ولد مرزوق»، يروي نجمه كيف انطلق الفيلم من فكرة، اكتملت في جلسة مع الكاتب ومنتج العمل ومدير الإنتاج والطاقم الإداري، وبعد تعديلات على الفكرة والنص أكثر من مرة، استقروا على شكله النهائي، وبدأوا الإعداد لمرحلة التصوير والإنتاج في ظروف صعبة، عقدت من صعوبتها تداعيات جائحة كورونا.
كان للارتجال حصة من الفيلم الكوميدي، بحسب طارق الحربي، ويعلق على ذلك “هناك ارتجال في عديد من الأحداث الطريفة، بالاتفاق بيني وبين المخرج، وكذلك بيني وبين الزملاء الفنانين، ونتجت عن ذلك مواقف جميلة على الشاشة، وهناك أشياء يفرضها عليك المشهد ذاته وطريقة تصويره، فيتغير النص وتتغير الكتابة والحوار”.
الحظ في الكوميديا
لم يكن «ولد مرزوق» الأول في تناوله الإيمان بالحظ والتمائم والقلادات، ولا سيكون آخرها بكل تأكيد، فلكل فيلم حبكته وطريقة معالجته ومواقفه الطريفة، فالحظ السعيد كان ثيمة فيلم “بوشكاش” المصري، للفنان محمد سعد، ويفقد فيها سمسار اللاعبين وحارس مرمى سابق سلسلة أو قلادة حظه بالصدفة، وخلال بحثه يتعرف على مذيعة مشهورة تؤدي شخصيتها الفنانة زينة، وفي الوقت ذاته يحاول الإيقاع برجل أعمال فاسد يعمل لديه.
ومن القلادات إلى «بنك الحظ»، الفيلم الكوميدي المصري الذي عرض في السينما 2017، ويدور حول الشاب محمد صالح، الذي يؤديه النجم محمد ممدوح، ويعمل موظفا في بنك، وبعد سلسلة من الأخطاء والتجاوزات يفصل من عمله، فيقرر الانتقام وسرقة البنك.
بمساعدة صديقيه الفنانين أكرم حسني ومحمد ثروت يحاول سرقة 15 مليون جنيه من البنك، لكن سوء الحظ هذه المرة يوقعه في مصيبة غير متوقعة، حينما تسطو عصابة أخرى على البنك نفسه، وفي اليوم نفسه، أثناء اقتحامهم البنك، فيحدث كثير من المفارقات الكوميدية، في فيلم نال إعجاب الجمهور، ويجري الحديث عن إمكانية تصوير جزء ثان من الفيلم الناجح.
وفي سورية، أخرجت الدراما السورية مسلسل «أنت عمري» للفنان الكوميدي أيمن زيدان، ويدور حول رجل محظوظ جدا، يربح الجوائز والأموال الخيالية في كل مسابقة، لكن زوجته تخشى هذه الجوائز والأموال التي تنهال على زوجها، فتقرر صرفها كي لا يتزوج عليها.
والحظ أيضا كان محورا لمجموعة من الأفلام العالمية، منها فيلم «ألكسندر» الصبي صاحب الحظ السيئ وعائلته سعيدة الحظ، فتتبدل الحظوظ بينهما وتنقلب حياته رأسا على عقب، وكذلك فيلم «كعكة الحظ» في ستينيات القرن الماضي، فضلا عن الفيلم الكوري «مفتاح الحظ» الذي صدر قبل خمسة أعوام، ويدور حول قاتل مأجور وممثل فاشل يتبادلان هوية بعضهما بعضا عن طريق الخطأ، ليفقد أحدهما ذاكرته، وينعم الآخر بحياة رائعة.
دعوة إلى الفرح
يستمد فيلم «ولد مرزوق» قوته من بساطته، فهو دعوة إلى الفرح، وخلطة جميلة بين النجوم والممثلين العرب، ووفقا للحربي فإن مدة الفيلم لعبت دورا في ذلك، إذ يقول إنه وصناع العمل حاولوا جعل مدته متوازنة، ليس طويلا للغاية ولا قصيرا، بمدة ساعة و15 دقيقة، لأن الجمهور يحب هذه الأجواء.
ويسترسل في حديثه عن البطولة السينمائية ومسؤولية نجاح الفيلم، إذ يرى أن “بعض الفنانين يخافون من البطولة السينمائية، لأن الموضوع صعب وخطير، كما أن الجمهور السعودي ذواق، وبطل الفيلم سيكون في الواجهة، ولا بد أن يأخذ الفنان العمل الفني على عاتقه ويتفاءل بالنجاح، مع الإصرار والعزيمة وحب العمل والثقة بالنفس، وكلها أشياء ضرورية، ويجب أن تقول إنك قدها، وتضع اسمك على البوستر الترويجي للفيلم، فإن كان العمل ضاربا كما يقال ومؤثرا، وأحبه الجمهور فينسب إليك النجاح، وإن كان عملا سيئا فأنت ستنال نصيبك من النقد.
ويعد الحربي الجمهور بعمل كوميدي لطيف خفيف، ومشاهدة ممتعة، واعدا بأعمال مقبلة أفضل، مؤكدا في حديثه سنصحح أخطاءنا إن كانت هناك أخطاء.