سوليوود «متابعات»
على صعوبة تحويل روايات أرنست همنغواي إلى أفلام، فإن «وداعاً للسلاح»، الفيلم الذي أنجزه المخرج فرانك بورزايج كواحد من ثلاثة أعمال حققها في العام نفسه «لجانب «بعد غد» After Tomorrow و«أميركا الشابّـة» Young America» هو أكثر الاقتباسات التي تمّ إنتاجها عن تلك الرواية «وهناك حفنة من خمسة» إجادة وتعبيراً عن العاطفة التي يكتنزها الكتاب كقصّـة حب على خلفية الحرب العالمية الأولى، وهو أيضًا الأفضل، ولو إلى حد، بين عملين تم تحقيقهما عن الرواية ذاتها. الأخرى من إخراج تشارلز فيدور وبطولة روك هدسون وجنيفر جونز سنة 1957، حسبما أفاد موقع الشرق الأوسط.
قصّة حب متعرّجة بين مسعف مُجند خلال الحرب العالمية الأولى اسمه فردريك «غاري كوبر في أول أدواره التي تركت أثراً إيجابياً كبيراً على مستقبله» وممرضة «هيلين هايز»، اللقاء الأول يتطوّر إلى حب عاصف والأحداث تباعد بينهما حيناً وتجمعهما حيناً آخر باللهفة ذاتها.
يبدأ الفيلم بالطبيب الكابتن رينالدي «أدولف مانجيو» وبطل الفيلم فردريك «غاري كوبر» يلاحظان الممرضة كاثرين «هايز» في وقت واحد، لكن الثاني هو من يفوز بها، مما يُثير غيرة الكابتن الموزع بين صداقته لفردريك وحبه الصامت لكاثرين، يسعى الكابتن لإبعادهما عن بعضهما بعضاً بإصدار أمر لفردريك بالتوجّه إلى الجبهة، كذلك يتدخل لنقل الممرضة من المستشفى الذي تعمل فيه لمستشفى آخر بعيد «يقع في مدينة ميلانو» لاحقاً، يُـصاب فردريك ويتم إعادته من الجبهة لينتهي في المستشفى الذي تعمل كاثرين فيه، حيث تتجدد العلاقة بينهما، الأمور تتعقد عندما يتم اكتشاف زجاجات خمر في حوزة فردريك فيتم إرساله مجددًا إلى الجبهة، حين يصله نبأ أن كاثرين مريضة وعلى شفا الموت بعدما أنجبت منه، يعود سريعاً ولن تستطع أي قوّة منعه من الوصول إليها قبل رحيلها عن العالم وبثّها حبه لها.
الفيلم عاطفي ميلودراماتيكي وما قام به المخرج هو إغراقه بكم من الدموع التي تسيل على وجنتي الممثلة هيلين هايز والتي من المرجّح سالت من عيون بعض المشاهدات حينها، الفيلم نال أوسكارين لكن ليس من بينهما أوسكار أفضل فيلم أو مخرج أو ممثل. الأولى أوسكار أفضل مدير تصوير «تشارلز لانغ» والثانية أوسكار أفضل صوت «فرنكلين هانسن» على كل ذلك، شغل بورزاج مخرجاً وجهده في إدارة ممثليه ومفهومه لإدارة الفيلم فنيّاً كله يكفل عملاً يرتفع عن مستوى المادّة ذاتها.
لم يكن إنجاز هذا الفيلم سهلاً، كتب أرنست همنغواي الرواية على حلقات نشرتها مجلة Scribner’s Magazine سنة 1929 ثم تحوّلت إلى مسرحية قام بتحقيقها روبن ماموليان «الذي تحوّل إلى السينما لاحقا»، حين بدأت شركة باراماونت «فازت به عنوة عن وورنر ومترو غولدوين ماير» البحث في عملية نقل الرواية والمسرحية إلى فيلم فكّرت بماموليان ثم بجون كروموَل قبل أن تسند المهمّة إلى فرانك بورزايج الذي كان فاز بأوسكار أفضل مخرج عن «السماء السابعة» سنة 1929.
«وداعاً للسلاح» ليس أفضل وأهم من «السماء السابعة» لكنه أشهر منه، وتحويله إلى فيلم مرّ ببعض الصعوبات أيام الرقابة المعروفة بـ«شيفرة هايز» في الثلاثينات هذه عارضت مشهد جراحة قيصرية وطلبت قطعه، لكنها رضت لاحقاً بالتخفيف منه.
بالنسبة لهمنغواي تردد أنه عارض واحداً من النهايات المتعددة التي تم تصويرها قبل اعتماد أحدها، النهاية التي عارضها هي بقاء بطلة الفيلم حيّة كونه لم يرسم نهاية سعيدة لروايته.