سوليوود «متابعات»
شهدت السينما المحلية والخليجية، في الآونة الأخيرة، تطورات ملموسة، استطاعت من خلالها أن تحقق انفراجة وانتعاشة حقيقية أدت إلى حراك وإثراء فني، وفقًا لما أشار موقع الرؤية.
وأكد عدد من الفنانين والمخرجين العرب في استطلاع لـ«الرؤية» أن السينما الخليجية انتقلت من مجرد صناعة حديثة العهد لتكون صناعة متميزة بمضمونها ومستواها الفني تنافس في الصف المتقدم من المهرجانات السينمائية، وتتلمس طريقها نحو العالمية.
مقبولة
قال المخرج الإماراتي حسين الأنصاري، إنّ السينما الخليجية وصلت إلى مرحلة مقبولة بالنظر لمكانتها في خريطة العالم، لكنها لا تزال في بداية الطريق، وتحتاج إلى الكثير من العمل الدؤوب والمستمر، مشيراً إلى أن السينما الخليجية لم تتجاوز بعد منطقة الشرق الأوسط كقاعدة جماهيرية.
وأضاف أنَّ الأفلام الخليجية في تطور مستمر، وأنَّ سوق السينما السعودي قوية ومهمة، طامحين في دخول السوق السعودية؛ لأن الجمهور السعودي متعطش للأفلام الخليجية، والأفلام العمانية والبحرينية في تطور كبير ومستمر.
دراسة السينما
من جهته، أكد المخرج السينمائي البحريني بسام الزوادي، أنَّ السينما الخليجية مستمرة ومتطورة في هذه المرحلة خاصة بعد دخول المملكة العربية السعودية لسوق السينما، ما فتح الباب والمجال إلى تطور السينما الخليجية ككل، موضحًا أن القصص الخليجية أصبحت مرغوبة عند الكثير من العرب، لكن نحتاج إلى استمرارية الشباب في دراسة السينما، وأن يكون العمل السينمائي له مردود مادي لهذه الصناعة، خاصة أن الإبداع في شباب الخليج السينمائيين موجود وفي تطور مستمر.
خطوات جادة
وقال الفنان ياسر النيادي، إنّ السينما المحلية والخليجية بدأت تأخذ خطوات أكثر من جادة نحو التقدم والتطور، لكننا نحتاج إلى الدعم المادي والفني والأكاديمي، خصوصًا الدعم الأكاديمي الذي يجمع كل فنون السينما ويكون مسؤولاً عن تخريج أجيال لها القدرة على نقل السينما الخليجية والإماراتية إلى العالمية.
مستقبل كبير
وأوضحت الفنانة المصرية آية حلمي، أنَّ هناك تطورًا كبيرًا في السينما الإماراتية والخليجية، خصوصًا أنها شاركت في كثير من الأعمال السينمائية الإماراتية، ووجدت أن هناك تطورًا في الإبداع والعمل السينمائي الإماراتي، متوقعة أنّ السينما الإماراتية سيكون لها مستقبل كبير.
وأضافت أنَّ هناك الكثير من التعاون الآن بين السينما الإماراتية والخليجية والسينما العربية، وهذا سوف يساعد على انتشار السينما الخليجية في كل الدول العربية، ويساعدها أيضًا على الانتشار وصناعة نجوم من السينما الخليجية والإماراتية.
منافسة قوية
وأشار الفنان المغربي يوسف العبيدي، إلى أنَّ السينما الخليجية في تطور مستمر، خصوصًا بعد فتح السوق السعودية، والدعم الكبير من الحكومة السعودية إلى قطاع السينما، وهذا سيؤدي إلى التطوير في نوعية القصص السينمائية والإخراج والتصوير، متوقعًا أن الفترة المقبلة سنجد أن السينما الخليجية ستنافس دولاً عربية كبيرة في صناعة السينما.
مرحلة انتعاش
وذكر المخرج العراقي أحمد منصور، أنَّ السينما الخليجية الآن تعيش مرحلة انتعاش حقيقية وغير مسبوقة، وذلك يعود بالدرجة الأولى للتطور المذهل في عالم الكاميرا الرقمية الذي أتاح بدوره للكثيرين فرصة عمل أفلام قليلة الكلفة وبتقنية بسيطة، نتج عن ذلك مسابقة أفلام من الإمارات التي تدعم الشباب المهتم بالسينما في الإمارات، مشيراً إلى أنَّ هناك تطورًا كبيرًا من ناحية الإخراج والتمثيل والمواهب الخليجية.
وتوقَّع أنه في الفترة المقبلة سنجد أنَّ السينما الخليجية ستكون بعد السينما المصرية، وستكون هناك أعمال خليجية خلال السنوات المقبلة قادرة على الوصول إلى العالمية.
الاستدامة
وقال الفنان المصري أحمد إبراهيم، إنَّ السينما الخليجية وصلت إلى مرحلة مقبولة بالنظر لمكانتها في خريطة العالم، لكنها لا تزال في بداية الطريق، وتحتاج إلى الكثير من العمل الدؤوب والمستمر، مضيفًا أنَّ الأفلام القصيرة والطويلة التي تحققت في السنوات الأخيرة بالسعودية ارتبطت ارتباطًا كليًا بمصادر دعم، إما «نتفليكس» أو مهرجان جدة السينمائي، وهو أمر جيد، لكنه لا يحقق الاستدامة في صناعة السينما، كصناعة مستقلة تقدم الأفلام على المدى الطويل وتصل إلى العالم.
حراك سينمائي
وأكد رئيس مهرجان عُمان السينمائي قاسم السليمي، أن السينما الخليجية تختلف عن السينما العربية، في أنها ليست جماهيرية، إلى جانب أن الجمهور الخليجي أنفسهم لم يعتد دخول السينما في السابق، لكن حاليًا بدأ الحراك السينمائي في المنطقة يخطو خطوة تلو الأخرى، لكن لا يزال الجمهور يحتاج وقتًا؛ لكي يعتاد على سينما الخليج، وأضاف قاسم بأن هموم السينما الخليجية مشتركة، ويجب أن نتعاون في حلها؛ لأن الهدف واحد.
وتابع بأنَّ المهرجانات السينمائية تقدم مسابقاتٍ مختلقة لتأهيل صناع السينما الشباب وتحفيزهم على صناعة أفلام قصيرة وطويلة، لكن يجب على الجهات المعنية بالفن مساعدتهم بشكل أكبر من خلال إنشاء مراكز ومعاهد سينمائية متخصصة، تسهم في تطويرهم في مجالات مختلفة، مؤكدًا أن هناك نقاط التقاء وتشابه في السينما الخليجية من حيث القصص والملابس وحضورها الدائم.
وأشار إلى أن الحضور الكبير للسينما السعودية في العامين الأخيرين، كنماذج أفلام حاضرة على المنصات وفي صالات السينما، مبينًا أن هذا الحضور يشكل جزءًا من خريطة السينما في الخليج، مثمنًا الحضور الواسع للتلفزيون والمسرح في الكويت، حيث إن جيلاً كبيرًا من الخليجيين تربى على التلفزيون والمسلسلات الكويتية.