سوليوود «خاص»
اختتم «مهرجان أفلام السعودية» يوم أمس فعاليات دورته السابعة، والتي نظمتها «جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» وبدعم من «هيئة الأفلام بوزارة الثقافة، حيث تم إعلان أسماء الفائزين بجوائز النخلة الذهبية.
وكشف رئيس لجنة تحكيم مسابقة السيناريو في المهرجان في نسختيه الثالثة والسابعة، الكاتب الروائي «سعد الدوسري»، إنه اكتشف وجود العديد من الكُتّاب السعوديين الشباب، الذين يملكون القدرة على صناعة سيناريو متميز، وذلك خلافًا لما يعتقده البعض بأن السعودية، لديها مشكلة في صناع السيناريو.
كما أوضح الدوسري خلال لقائه ضمن فعاليات «مهرجان أفلام السعودية» أنه ورفاقه في لجنة تحكيم مسابقة السيناريو اطّلعوا على حوالي 254 نصًا في 23 يومًا، مضيفًا أنه وأعضاء اللجنة المُمثلة في الدكتور «محمد البشير» و«رجا العتيبي»، وكلاهما من النقاد السعوديين المتميزين، قد قسموا تلك النصوص فيما بينهم.
وأضاف قائلًا: «كان الاتفاق بيننا بعد القراءة الأولى، أن يقوم كل محكم منا نحن الثلاثة باختيار 5 أعمال، بواقع 2 من سيناريوهات الأفلام الطويلة، و3 من سيناريوهات الأفلام القصيرة، وهكذا أصبح لدينا 15 نصًا، فقررنا أن يقوم كل منا بقراءة النصوص الــ 15، وأن يضع تقييمًا لكل سيناريو بحيث يعطي كل منا لكل نص درجة من 100، وقد كنا نقرأ النصوص دون أسماء، وهكذا تم اختيار النصوص الخمسة الفائزة، والجميل في الأمر فوز كاتب يكتب سيناريو لأول مرة، لكنه فاز على كُتّاب سيناريو يعملون في المجال منذ ما يزيد عن عشر سنوات.
تطور المهرجان:
وحول مستوى تطور النصوص، في النسخة الحالية من المهرجان بالمقارنة مع النسخة الثالثة، فقد قال «الدوسري»: «بلا شك فإن المقارنة ظالمة؛ لأن النسخة الثالثة من المهرجان عام 2016، شهدت مشاركة 51 نصًا فقط في مسابقة السيناريو، وبالتالي فإن هناك قفزة عددية كبيرة، وأيضًا توجد قفزة في جودة الكتابة؛ حيث الاحترافية والاستفادة من التراث، فنحن أعلنا في تلك النسخة عن فوز 5 نصوص، كما أشدنا بـ 12 نصًا، وأوصينا برعاية عدد من الكُتاّب لتطوير قدراتهم».
وردًا على سؤال حول وجود أزمة في الكُتاّب السعوديين، أجاب «الدوسري»: «أظن أن أي حديث عن وجود أزمة شيء غير واقعي؛ فلدينا مجموعة كُتاّب من كل المناطق الجغرافية في السعودية، لديهم القدرة على كتابة السيناريو الاحترافي، ففي مسابقة السيناريو مثلًا وجدنا نصًا لكاتب من حائل، عبارة عن نص طويل دون حوار، وقد نجح في كتابته بشكل رائع يجذب القارئ من أول وهلة، وكان عمر الكاتب لا يتجاوز الـ 25 عامًا، وهذا دليل على عدم وجود أزمة في كُتاّب السيناريو السعوديين».
لوم السيناريست:
وأوضح «الدوسري» قائلًا: «كاتب السيناريو لا يُلام على فشل الفيلم، فهناك عناصر أخرى هي التي تتحكم في العملية الدراميّة، خاصة لو كان العمل تليفزيونيًا مثل التصوير والإخراج بل والإنتـاج أيضاً، وفي بعض الأحيان فإن نجم العمل يتدخل في السيناريو، فيفشل العمل الدرامي التليفزيوني، وإن كان هذا لا يحدث بشكل كبير في الأفلام، لكن بشكل عام لا يجب أن يُلام النص في كل مرة يفشل فيها الفيلم، وهو أمر يثير الأسى خاصة في ظل وجود نصوص جيدة وممثلين متميزين ومحترفين، ففي فيلم أربعون عاماً وليلة، نجد أن معظم من مثلوا في الفيلم كانوا نجوم مسلسلات، لكنهم نجحوا في صناعة فيلم متميز، مُشيرًا إلى أنه يتمنى أن تُعطى صناعة الدراما السعودية ما يليق بها، فلدينا مخرجـون وفنانون قادرون على صناعة دراما سعودية متميزة».
أما عن وجود أفلام صامتة كثيرة في المهرجان، فقد قال «الدوسري»: «هذا اتجاهٌ ظهر ونما مُؤخرًا في الأعمال الفنية، والتي تكون الأفلام فيه بدون حوار، لذا ظهرت العديد من الأفلام بتلك التيمة التي تعبر بالصمت، مؤكدًا أنه يشعر بأن تلك الأفلام هي تعبير عن المرحلة الحالية؛ لعدم قدرة هذا الجيل على التعبير واتخاذ القرار».