سوليوود «متابعات»
حالة من الجدل أثارها الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره»، بعد أن زعم الممثل السوري وسيم مجيد مشاركته في كتابة سيناريو الفيلم مع المخرجة كوثر بن هنية، وأشار إلى إقصائه مادياً ومعنوياً من الفيلم الذي وصل إلى القائمة القصيرة لأوسكار 2021.
الفيلم من تأليف وإخراج كوثر بن هنية، وبطولة يحيى مهايني، ودي ليان، وكوين دي باو، بمشاركة النجمة العالمية مونيكا بيلوتشي.
وكشف الممثل السوري وسيم مجيد، خلال حديثه لموقع «الشرق»، أنه كتب 60% من أحداث فيلم «الرجل الذي باع ظهره»، وذلك بعد اتفاقه مع كوثر بن هنية على إنجاز عمل سينمائي عن اللاجئين السوريين في أوروبا.
وأضاف أنه انتقل على إثر هذا الاتفاق من دبي إلى فرنسا عبر إقامة فنية منحته إمكانات أكبر لتطوير الفيلم على مستوى الكتابة والمشاركة مع كوثر بن هنية في عدد من الورش والمهرجانات ولقاءات لدعم وتمويل العمل.
وأعرب عن استيائه من تجاهل صناع الفيلم، لحقوقه الأدبية والمادية؛ بعد خلاف نشب بينهم أدى لانسحابه من المشروع، متابعاً: «سبق أن حذرت المنتجين الحبيب عطية ونديم الشيخ روحو، من مسألة تجاوز حقوقي ولكن للأسف عرض الفيلم أثبت العكس وحتى اليوم لم يتواصل أحد معي».
استغلال فني
وشدد الممثل السوري، على مسألة استغلاله فنياً من قبل المخرجة كوثر بن هنية، موضحاً أنّ «المخرجة نسخت الكثير من تفاصيل شخصيتي وحياتي في دور (سام)، حتى إنها اختارت بطلاً يحمل الكثير من ملامحي، ومن يعرفني عن قرب يُدرك أني الرجل الذي باع ظهره».
وحول تأخير حديثه عن حقه في الفيلم، وعدم اللجوء للقضاء قال «ما زلت أعاني من مشاكل الإقامة إلى اليوم، وأنا في الولايات المتحدة، وهذا ما أعاق لجوئي للقانون للمطالبة بحقوقي ولم يعد يفصلني إلا القليل عن الحصول على أوراقي الرسمية بأمريكا لأتم متابعة مسألة الفيلم قضائياً، خاصة أنني أملك المراسلات عبر البريد الإلكتروني مع الشركة المنتجة، والتي تثبت مشاركتي في الكتابة».
وأشار إلى أن «كوثر بن هنية، سبق أن أثارت الجدل بسبب استغلالها لرواية الكاتب التونسي كمال الرياحي (المشرط)، في أحداث فيلمها (شلاط تونس) ولم تُشر لهذا من قريب أو بعيد».
جدل الجنسية
من جهتها، رفضت الجهة التونسية المنتجة لفيلم «الرجل الذي باع ظهره» ومخرجته كوثر بن هنية، التعليق على تصريحات الممثل السوري وسيم مجيد، متجاهلة اتهاماته المتعلقة باستغلاله فنياً وحرمانه من حقوقه الأدبية والمادية عن هذا الفيلم الذي كان سابقة تاريخية لتونس بترشحه للقائمة القصيرة لأوسكار 2021.
فيما أوضحت الناقدة السينمائية التونسية شيراز بن مراد، لـ«الشرق» أنّ جنسية الفيلم تتحدد من منظورها حسب جنسية المخرج.
وقالت إنّ «كوثر بن هنية عملت على فكرة الفيلم منذ عام 2012، بعد أن عايشت حادثة حقيقية حين التقت بالشاب الذي يحمل رسم تأشيرة على ظهره، وقامت بتطوير طرحها من خلال تغذيته بعالم الفن المعاصر”.
القصة السورية
أمّا الناقدة الفنية بثينة عبد العزيز، فلا تعتبر فيلم «الرجل الذي باع ظهره” تونسياً، ولا يمكن تحديد هوية أي فيلم حسب هوية مخرجه، قائلة «إنّ “هناك العديد من العناصر والمقاييس الأخرى التي تكتمل بها هوية أي عمل فني، إذن هل هو سوري؟ إذا أخذنا بعين الاعتبار عدد الممثلين السوريين المشاركين في بطولة الفيلم والمضمين وقضية اللاجئ السوري سام الذي باع ظهره لفنان حتى يُحول إلى لوحة تشكيلية فيمكن أن يكون نسبياً سورياً».
وأضافت أنّ «النص كُتب بتفاصيل دقيقة عن سوريا ودراية عميقة بالحياة اليومية للسوريين، ما يجعلنا نخمن أن كوثر بن هنية قامت بعمل منهجي علمي دقيق قبل الكتابة والمتمثل في البحث والتحول إلى سوريا وجمع الشهادات والملاحظة عن قرب وهو غالباً ما لم يحصل».