سوليوود «خاص»
يُواصل «مهرجان أفلام السعودية» فعاليات دورته السابعة، بتقديم حزمة من البرامج المتخصصة في الأفلام، وفقرات متنوعة أخرى تُثري الساحة السينمائية والسينمائيين، وذلك بتنظيم «جمعية الثقافة والفنون» بالدمام، بالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وذلك بدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.
واستضاف «مهرجان أفلام السعودية» جلسة حوارية بعد عرض فيلم «سيدة البحر» ضمن عروض السينما السعودية المخرجة والمؤلفة السعودية «شهد أمين»، وكشفت خلالها العديد من التفاصيل حول العمل.
وأوضحت خلال الجلسة أن عملها السينمائي، ليس فانتازيًا فقط وإنما يمثل سحر الواقع، وذلك لأن الفيلم لم يتبع تقنية الفانتازيا وإنما يمثل رحلة حياة.
وأضافت أن فيلمها «سيدة البحر» هو استكمال لقصة فيلم «حورية وعين»، الذي صدر عام 2012 حيث أنه في فيلم «حورية وعين»، كان الأب هو الذي يقتل ابنته، أما «سيدة البحر» فهو رحلة فتاة تتصالح مع جسدها، فشخصية «حياة» هي شخصية مجازية تمثل الفتيات، حيث تخشى البطلة مـن جسدها حتى تصل لمرحلة التصالح مـع ذلـك الجسـد.
وبينت أن الأب في العمل ليس ضعيفًا كمـا قـد يتخيل المشاهد، وإنما هــو شخصية قوية فقد كان يختار الحياة فوق الموت، وقد بدأ الفيلم بالأب وهو ينادي ابنته واسمها «حياة» وانتهى وهو ينادي على ابنته، والفيلم بشكل عام يقدس الحياة ويقدس العائلة والأسرة معًا.
وحول استلهام الطقوس الخاصة بالنساء في الفيلم، قالت «شهد» إنها استلهمت الطقوس والأناشيد، من عادة وأد البنات فـي الجاهلية، مضيفـة أنها استعانت بالأهازيج الشعبية القديمـة، كما حاولت الاستعانة بالصيادين الكويتيين والإماراتيين، ولكنها لم تتمكن من الاستعانة بأهازيجهم، فلجأت للاستعانة بأهازيـجِ الصيادين من عُمان من نفس المنطقة التي تم تصوير الفيلم فيها، ولفتت النظر إلى أن الأهازيـج جاءت بعـد إتمام مرحلة التصويـر فـي جدة، والذي تم إعطاؤها طابعًا حجازيًا، مع الأخذ في الاعتبار أن كّتاب تلك الأهازيج كانوا عراقيين.
وعن رحلتها مع كتابة الفيلم قالت: إن مرحلة الكتابة شهدت مجهودًا كبيـرًا، وبعد الانتهاء من التصوير دخلنا مرحلة الإنتاج، وقد حاولنا التركيز على أن تكون الأحداث حقيقية، يغلب عليها الطابع الفانتازي بحيث يبقى الفيلم معبرًا عن رحلة «حياة» مع جسدها.
كما بينت أنها ابتعدت عن التجربة التليفزيونية المعهودة، والتي تعتمد على الحوار فقط حيث أرادت تقديم عمل فني، تتحدث فيه الصورة أكثر مما يدور في الحوار بين الممثلين داخل العمل، لذا فإنها قد ركزت على لغة الصورة للوصول إلـى قلب المتفرج، مما قلّل مـن الحوارات والموسيقى التصويرية.
أما عن اختيار الأبيض والأسود لعرض الفيلم، فقد أشارت إلى أنها صورت الفيلم بالألوان، وكان الفيلم شكله رائع وجميل ولكنها فوجئت أن الفيلم لم يعط الحبكة التي تريدها، ومن المفترض أن أحداث الفيلم تدور في اللازمان واللامكان، فقامت بتغيير بعض المشاهد في البداية للأبيض والأسود، ففوجئت بجمال اللوحة الفنية وقامت بتحويل الفيلم بالكامل للأبيض والأســود.
وقد كشفت «شهد أمين» فـي تصريحات لمجلة «سعفة»، عن أن الفيلم يمثل تجربة ثرية بالنسبة لها وأنها قد استغرقت سنوات في صناعته، لهذا أرادت أن يخرُج العمل بطريقـة تكون قريبة من الفتيات، مضيفة أنها واجهت صعوبات كثيرة خلال تصوير الفيلم؛ حيث أنها كانت تقوم بالتصويـر في البحر، وهو أمرٌ كان يستغرق منها وقتًا طويلًا، فكلما كان القارب يتحرك قليلًا، كانوا يضطرون لإيقاف التصوير وإعادته لنفس مكانـه، وأيضًا حينما كان الممثلون يتعرضون للبلل، فإنهم كانوا يضطرون للإنتظار إلى أن تجف ملابس الممثليـن لاستكمال التصوير.
وأضافت بأن الفيلم قد نال إشادات واسعة في كل المهرجانات التي شـارك فيهـا؛ حيث شـارك في مهرجان فينيسيا وغيره مـن المهرجانات، وحصل على عدد من الجوائز، وهذا ما شجعنا على عرضه في دور السينما في الولايات المتحــدة الأميركية، خلال الفترة المقبلة.
وبسؤالها عن رؤيتها للمهرجان، أجابت أن هـذا المهرجـان قريب من قلبها للغاية، فهو يدعم كل صناع السينما السعودية، كما شهد عرض فيلمها «حوريـة وعيـن»، لذا فإن مشـاركتها فـي المهرجـان فـي نسـخته السـابعة يمثّل لها أهمية خاصة.