سوليوود «متابعات»
شهدت ندوة حول الكتاب الجماعي «عين الصقر.. رمزية الصحراء في السينما وارتباطها بالثقافة المحلية»، حالة من التناغم الشديد بين المنصة وجمهور الحاضرين في الندوة، وبدا واضحا تعطش الجميع لفهم طبيعة العلاقة التي من الممكن أن تربط بين السينما والصحراء في المستقبل.
وبحسب صحيفة العرب تأتي هذه الندوة ضمن برامج مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة بتنظيم من جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، في الفترة من 1 إلى 7 يوليو الجاري.
سحر الصحراء
تحدث الكاتب الروائي عواض العصيمي عن دراسته التي شارك بها في الكتاب وعن الثيمات الأساسية في الصحراء السعودية مثل: الترحال وعلاقة الإنسان بالصحراء في زماننا هذا والأزمنة الأخرى. وأكد أنه مستعد لإنجاز عمل فني للتقريب بين العالمين، أي «السينما والصحراء»، متمنيا من المنتج الروائي أن يتحول إلى عالم مرئي يراه المشاهدون ليس على مستوى العرب فقط بل وغيرهم، لافتا إلى أن هذا الأمر سيكون له عائد ثقافي ومعرفي لمصلحة الوطن بشكل رئيسي.
ودعا الناقد المغربي كيروم حميد عموم الجمهور إلى ضرورة تغيير المفهوم التقليدي عن الصحراء؛ لأنها ليست فضاء واقعيا، وإنما هي فضاء متخيل نستطيع أن نصنع فيه أمورا تتجاوز الواقع، ولفت إلى أن الصور السينمائية تستطيع استعمال أدق تفاصيل الأشياء، ومنها الصحراء الغنية بالمشاهد المثيرة والمعاني الحيّة المتمثلة في الشعر، مطالبا بعودة السينما إلى الشعر، كونه أدبا سبق السينما بالآلاف من السنين، إلا أنهما أصبحا فنّين متجاورين؛ فهما من نتاج الفكر الإنساني المبدع، وتجمع بينهما سمات وتفرق بينهما أخرى، ولكنّ
هناك علاقة حميمة ما تنفك تجمع بين الفنين.
وفي ندوة «كنوز وخفايا الصحراء» ضمن برنامج «مخيال الصحراء» أوضح الباحث والمستكشف معاذ العوفي أن رحلاته ساعدت في تكوين شخصيته كمصوّر، فعندما سافر كثيرا انقطع خلالها عشر سنوات بعيدا عن السعودية، وبدأ ينشر المحتوى الذي قام بتصويره في سفرياته، واكتشف أنه أصبح غريبا عن المدينة المنورة، فبدأ بتصوير أرجاء المدينة المنورة؛ ليكتشف أن فيها الكثير من المناطق السياحية التي لم يعرفها من قبل، إلى درجة أن بعض من شاهد صوره عن السعودية وعن المدينة المنورة لم يتوقع أن تلك المشاهد في السعودية.
واستعرض العوفي أهم الاستكشافات وعجائب الصحراء التي من الممكن أن تُستخدم في صناعة الأفلام، موضحا أهم الأدوات التي استخدمها في صناعة أفلامه الخاصة.
إنتاج الأفلام
عن الأفلام المعروضة ضمن فعاليات المهرجان كشف المخرج سلطان الغامدي مخرج فيلم «بيضة تمردت»، الذي عُرض الأحد على شاشة المهرجان، أن عملية إنتاج فيلمه كانت كلها في منزله، وذلك نظرا إلى ما أحدثته جائحة كورونا، وما رافقها من ظروف حجر صحي استمر لعدة أشهر طويلة.
وقال إنه واجه بعض الصعوبات في إنتاج هذا الفيلم في فترة الحجر، تمثلت في عدم تمكنّه من الخروج خارج المنزل لأخذ معدات التصوير والمونتاج، وأيضا ضيق مساحة التصوير لديه في المنزل، لافتا إلى أنه استخدم كاميرا واحدة فقط في إنتاج العمل، وبمعدات بسيطة جدا.
أما فيلم “سيدة البحر” فأوضحت مؤلفته ومخرجته شهد أمين أن عملها السينمائي ليس فانتازيا فقط، وإنما يمثل سحر الواقع؛ وذلك لأن الفيلم لم يتبع تقنية الفانتازيا وإنما يمثل رحلة حياة.
وأضافت أن فيلمها «سيدة البحر» هو استكمال لقصة فيلم «حورية وعين» الذي صدر عام 2012 وفي «حورية وعين» كان الأب هو الذي يقتل ابنته، أما «سيدة البحر» فهو رحلة فتاة تتصالح مع جسدها، فشخصية «حياة» شخصية مجازية تمثل جل الفتيات؛ حيث تخشى البطلة من جسدها حتى تصل إلى مرحلة التصالح مع ذلك الجسد.
وحول استلهام الطقوس الخاصة بالنساء في الفيلم، قالت أمين إنها استلهمت الطقوس والأناشيد من عادة وأد البنات في الجاهلية، مضيفة أنها استعانت بالأهازيج الشعبية القديمة، وحاولت مع الصيادين الكويتيين والصيادين الإماراتيين، ولكنها لم تتمكن من الاستعانة بتلك الأهازيج فلجأت للاستعانة بأهازيج الصيادين في عُمان في المنطقة التي تم تصوير أحداث الفيلم فيها، ولفتت إلى أن الأهازيج تمت بعد مرحلة التصوير في جدة وتم إعطاؤها طابعا حجازيا، مع الأخذ في الاعتبار أن كُتّاب تلك الأهازيج عراقيون.
يعتبر «أستوديو المهرجان» البرنامج الذي تبثه قناة المهرجان في نسخته السابعة مرتين يوميا، ويقدمه إبراهيم الحجاج ويستضيف نجوم الفن السينمائي من ممثلين ومخرجين ومنتجين؛ فرصة هامة لإلقاء الضوء على مسيرتهم الفنية والتحديات التي واجهتهم، وكيف نجحوا في تحقيق جزء كبير من طموحاتهم الفنية.
واستضاف الأستوديو الشخصية الخليجية المكرمة في الدورة السابعة المخرج البحريني بسام الذوادي، الذي تحدث عن بداياته الفنية، ودور السعودية في صقل موهبته الفنية.
وقال الذوادي «تعلمت من السعودية، وبدايتي الفنية كانت هنا في السعودية؛ حيث أخذتني والدتي لمشاهدة فيلم ‘شباب مجنون جدا‘، وكنت طفلا صغيرا حينها، وتأثرت كثيرا بهذا الفيلم وبالشاشة التي شاهدته عليها».
وأضاف «بعدها وفي منتصف السبعينات عدت للبحرين، وكنت أعمل خلال الإجازة الصيفية في وزارة الداخلية، وجاءني موظف يعرض عليّ شراء بروجكتور وكاميرا 8 مللي ومجموعة أفلام خام، وبالفعل اشتريتها منه، وكان أول فيلم أقوم بتصويره هو مقطع لوالدي وهو يحاول إيقاف سيارته»