سوليوود «متابعات»
«منذ نعومة أظافري وأنا أعاني من الصم والبكم، ولولا سماعتان صناعيتان، وثلاث عمليات جراحية في الأذن والأنف ما كان لي أن اتكلم الآن»، هكذا قال المخرج والممثل السينمائي أحمد السمان في بداية حديثه لـ”العين الإخبارية”.
ووفقًا لما ذكره موقع العين الإماراتي، أكد «السمان» أن الإعاقة لم تمنعه على الإطلاق من تحقيق حلمه بالوصول بمشروعه السينمائي إلى العالمية، غير مكتف بعرض فيلمه الأخير في أكثر من محفل دولي في ألمانيا وأميركا.
ويقول السمان لـ«العين الإخبارية»: «عامان ونصف تقريبًا لم يكتشف أحد من أسرتي أنني أعاني من الصم والبكم، وفجأة تنبهت أمي لكوني لا أنتبه جيدًا للأشياء أسوة بمن هم في سني، وذهبت بي لطبيب ليخبرها بأني أعاني من الصم والبكم».
لم تتوقف أمي عند هذا، استشارت الأطباء، الذين قرروا عقد 3 عمليات في الأذن والحنجرة ومنطقة الأنف، وتمكنت بعد حين من تركيب سماعتين، بعد أن وصل سني لنحو الـ3 ونصف السنة، إلا أني احتجت إلى مدة أطول للاندماج مع الباقين، خاصة وأني لا أقوى على ارتداء السماعتين في آن واحد للسمع.
التحدي
السمان أوضح: «الأطباء نصحوا والدتي بأن أتعلم لغة الإشارة كوني لن أستطيع التحدث بسهولة، إلا أن أمي لم تنصاع إلى ذلك، وقررت أن أتعلم الكلام شفاهة، وتواصلت مع أستاذة في التخاطب لتسهيل عملية الكلام مع السمع، وفي الدراسة لم يكن التعاون سهلاً خاصة وأن هناك بعض من تنمروا علي إلا أنني أصررت على تكملة مشواري التعليمي، وتحقيق حلمي في التمثيل والإخراج».
السينما
في عام 2005 وبينما أشاهد فيلمًا سينمائيًا اسمه «بحب السيما»، كانت قصته تدور حول كيفية صناعة الأفلام جاءتني فكرة العمل كمخرج سينمائي وممثل، لأني أصنف نفسي عاشقًا للسينما وصناعتها إلى حد “الهوس».
وتابع: «خلال الفترة من 2005 حتى عام 2015، وهبت نفسي لدراسة السينما فحصلت على ورشة إخراج بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، تبعها ورشة الفيلم التسجيلي مع المخرج مهند دياب، ثم ورشة إخراج أخرى مع المخرج خالد الحجر بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وأخرى في التصوير السينمائي مع سعيد الشيمي بمهرجان الإسكندرية».
في عام 2016 أنتجت فيلمًا سينمائيًا بعنوان: «الرقص على أجسادنا، عرض في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط، والمهرجان القومي للسينما المصرية، ثم أنتجت بإمكانيات محدودة في 2017 فيلمًا آخر باسم «لوكيشن»، لم يُعرض.
وأشار السمان إلى أنه لم يتوقف عن تكملة مشواره بعد أن تمكن من عرض فيلمه الأخير، فأنتج في 2019، فيلم «مجرم سينما»، الذي عُرض في محافل دولية منها مهرجان ديتمولد بألمانيا، ومهرجان الفيلم المعجزة بأمريكا، ومهرجان نيوزيلندا لسينما الصم بنيوزيلندا، وأيام بورتسودان السينمائية بدولة السودان، كما تم بثه يوم السينما المصرية بالجمعية العمانية للسينما والمسرح بدولة سلطنة عمان.
حلمي
السمان أكد أن مشروعه وحلمه لم يتوقف عند هذا الحد وسيستمر في تقديم أفلامه حتى يصل إلى العالمية وتعرض أفلامه في مهرجاني «كان»، وحصوله على جائزة الأوسكار، وأنه يعمل خلال تلك الفترة على تنفيذ عمل سينمائي جديد يهدف إلى أن يبث في أكثر من مهرجان دولي وأقليمي.