سوليوود «خاص»
حاز على شهادة الدبلوم العالي في الإخراج السينمائي، وتألق ببصمته الإخراجية المنفردة ليسجل تاريخًا طويلًا من العمل الأكاديمي والفني، حيث تقلد العديد من المناصب وكُرّم في العديد من المحافل الدولية، حتى ارتبط بما يمكننا أن نطلق عليه ظاهرة «عبدالله المحيسن».
ولد المخرج «عبدالله المحيسن» في قصر السقاف بمكة المكرمة، وذلك بحكم عمل والده مع الملك عبدالعزيز، وعاش طفولته محبًا للرسم وقد كان والده يعاتبه عندما يقوم برسم صورة إنسان، ففكر بترك الرسم والتوجه إلى تصوير الفيديوهات الـ«Box’s» ويشتعل شفغه بها، وتوجه «المحيسن» بعدها إلى لبنان بمنحة من الملك «سعود» ليكمل تعليمه في المرحلة الثانوية، ثم إلى بريطانيا ودراسة السينما في معهد «لندن»، والحصول على الدبلومٍ العالي في الإخراج السينمائي في العام 1975.
«المحيسن» هو أحد نجوم الجيل الذهبي في الإخراج، ومنذ أن سطع نجم موهبته في منتصف السبعينيات، فإنه قام بتقديم العديد من الأعمال السينمائية والوثائقية، فقدم فيلم «اغتيال مدينة» في العام 1976، والذي تناول الحرب الأهلية بلبنان، وحاز الفيلم على جائزة «نفرتيتي» لأفضل فيلم قصير،
كما قدم فيلم «لوحات من التراث الشعبي» في العام 1978، وفيلم «الإسلام جسر المستقبل» في العام 1980، كما أخرج فيلم «الصدمة» الذي يتناول فيه «المحيسن»، حرب الخليج الثانية التي شنها «صدام حسين» على دولة الكويت، وقدم المحيسن أيضًا فيلم «ظلال الصمت» في العام 2006.
كما أن للمسلسلات الدرامية نصيب في مسيرته الإخراجية، فقد قدم مسلسل «إني صائم»، ومسلسل «رمضان والناس».
وتقلد «المحيسن» العديد من المناصب خلال مسيرته الفنية، كما أنه افتتح أول شركة متخصصة في التصوير السينمائي في العام 1975، وأسس أول استوديو إذاعي على مستوى القطاع الخاص، وأول وحدة إنتاج نقل خارجي في المملكة.
خاض «المحيسن» العديد من التجارب حتى أسس مركزًا للدراسات والبحوث الإعلامية، لتوثيق التراث الشعبي السعودي خلال فترة السبعينيات، وشارك من خلال إنتاجات المركز في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية، التي تهتم بالتراث والثقافة والإعلام.
وشكّل «المحيسن» مدرسة إخراجية، ليكون أول سعودي تخصص في مجال السينما، واضعًا اللبنات الأولى لمفهوم صناعة السينما لأكثر من ثلاثة عقود، حيث أشرف على إنتاج وإخراج ما يزيد عن 212 فيلمًا، ناقشت مختلف القضايا الإنسانية والوطنية والتنموية.
وفي عام 1436هـ صدر أمر ملكي بتعيينه مستشاراً في الديوان الملكي في المرتبة الممتازة، كما تم تكريمه في عدة مناسبات وحصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية، منها شهادة تقدير خاصة من منظمة الأمم المتحدة في العام 1976، كما فاز بميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى في العام 1986، كما حصل على وسام الملك «فيصل» عام 1991م، بالإضافة إلى خطاب شكر من معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية في العام 1992، وعلى درع «جمعية الثقافة والفنون» في العام 1993، وأيضًا حصل على درع وشهادة تقدير من وزارة الإعلام لجهوده المبذولة في التغطية الإعلامية لتحرير الكويت، وفاز بـ«جائزة مفتاح مدينة نانت» الفرنسية عن فيلم ظلال الصمت في العام 2006، وحصل أيضًا على الجائزة الذهبية لـ«مهرجان النيل الدولي» الثاني، وحصل على درع وشهادة لدوره الرائد في التأسيس لصناعة السينما بدول الخليج في العام 2012، كما حصل على درع «رواد الإعلام» من وزارة الإعلام في العام 2008.