صالح عيسى
استأثرت أفلام الانميشن أخيراً باهتمام شريحة واسعة من المهتمين بصناعة السينما، وبدا أنها محط متابعة الجيل الواعد الذي انكب على مشاهدة هذه العينة من الأفلام التي اقتحمت سوق السينما السعودية بقوة.
وفيما انطلقت أخيراً العروض الحصرية لفيلم «الرحلة» في صالة فوكس سينما الذي أنتجته شركة «مانجا للإنتاج» التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) الخيرية، يتعزز الاهتمام بتكوين قاعدة لصناعة الأنمي السعودي انطلاقاً من هذا العمل السعودي – الياباني الذي يعد أول فيلم سعودي سينمائي بتقنية «4DX» والتي تحاكي مؤثرات وظروف العالم الحقيقي، بحيث يمكن لرواد السينما ترقب تجربة سينمائية فريدة ومميزة، امتداداً لطرحه عبر منصات مانجا للإنتاج و”فوكس سينما” على مواقع التواصل الاجتماعي، ولقي مواكبة إعلامية من وسائل الإعلام العالمية.
ويبرز ماذكره الدكتور عصام بخاري، الرئيس التنفيذي لشركة «مانجا للإنتاج»: بشأن رؤية مسك للعمل ودعمها له، بوصفه تجربة مميزة وفريدة لتصدير ثقافة السعوديين وقصصهم التاريخية كما في «الرحلة» المستوحى من تاريخ شبه الجزيرة العربية ومن الحضارات القديمة في المنطقة.
يبدو أن الوصول إلى هذه القاعدة من المتابعين عبر هذا النوع من الفنون، أحد النجاحات التي ستنعكس إيجاباً على الحراك السينمائي السعودي، وتطويعه لصناعة تأثير فكري وصياغة رسالة عميقة للثقافة السعودية، وهو ما دعمه سمو وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، بوصفه الخطوة بالرائعة، انطلاقاً من نجاحها في ملامسة اهتمام شريحة كبيرة أخذت تتابع بشكل متنام هذه الأعمال.
علاوة على أن ثمة إرتباط بهذه النوعية من أفلام الكارتون التي تؤدى باحترافية عالية وعلى أسس تربوية سليمة، وتطورها إلى أفلام (أنيميشن) بفضل جودتها التقنية ومحاكاتها الذكية للواقع.
حقيقة نحن مقبلون لمنافسة السقف الأعلى في صناعة «الأنميشن» والمضي لتوثيق حضارتنا القديمة، وترسيخها في ذاكرة المتلقين، وهي نفس الفكرة التي عاشت في وجداننا، عندما كان يعرضها التلفزيون السعودي، وإكتسبنا منها ثقافات متعددة.
صحيفة الرياض