سوليوود «خاص»
استقبلت صالات العرض السينمائي بالمملكة العربية السعودية وعدد من الصالات حول العالم، فيلم الرعب الأميركي «Jakob’s Wife» في يوم 27 مايو الماضي، الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ ترافيس ستيفينز، ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ كاثي تشارلز، ومارك ستينزلاند، ومن بطولة باربرا كرامبتون، لاري فيسيندن، بوني آرونز، نيشا بيل، سارة ليند، مارك كيلي.
تدور قصة الفيلم حول «آن» التي تبدأ في الشعور بالملل من علاقتها بزوجها القس «جاكوب»، بعدما تلتقي بشخص غامض يعضها ويحولها إلى مصاصة دماء، وسرعان ما تتبدل الأمور في حياة «آن»، فيصبح على جاكوب التدخل لحل الأمر.
بدأت «باربرا كرامبتون» حياتها الفنية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، في دور منتظم بمسلسل «أيام حياتنا» على شبكة «NBC»، وواصلت العمل في أنواع مختلفة من الأفلام على مر السنين، لكنها من خلال أفلام الرعب أصبحت أيقونة، وتوقفت هذه الأدوار عن الظهور في مرحلة معينة، لكن هذه الأدوار عادت من جديد مع أفلام مثل: «أنت التالي»، «أسياد سالم»، «ما زلنا هنا»، وكان ذلك ممتعًا لمحبي أفلام الرعب الذين فقدوا حضورها، وبعد 40 عامًا من العمل تعمل «كرامبتون» الآن على تطوير مشاريعها الخاصة، حيث اننا نرى في براعة فيلم «Jakob’s Wife» مؤشر تطور مثير للغاية، في موضوع مصاصي الدماء الكلاسيكي، والذي يتم تحويله إلى تعليق ثاقب ومضحك في كثير من الأحيان، حول الزواج والقيود المفروضة على النساء، فعندما تتعرض «آن» زوجة القس الخاضعة للعض من قبل مصاص دماء، فإنها تجد التغيير مبهجًا، بينما لا يكون زوجها مبتهجًا للغاية مثلها، فيصبح الوضع الراهن للزواج مهددًا.
يتأرجح «Jakob’s Wife» على خط الرعب والكوميديا، وهو أمر يجد العديد من المخرجين صعوبة في التنقل فيه، ولكن «ستيفنز» يدرك الاحتمالات الكوميدية وكذلك الدرامية، ويلعب كلٌ من «باربرا كرامبتون»، و«لاري فيسيندن» أدوارهما بكثافة درامية كبيرة، ويتمكنا من أن أداء الكوميديا والدراما ببراعة، بينما يخلق الفيلم أيضًا شخصيات مساعدة ثلاثية الأبعاد، فعندما يكون لديك ممثلان متمرسان للغاية فإنهما يضعان بصمتهما في نص بشكل مؤثر، كما أن «باربرا كرامبتون»، و«لاري فيسيندن» قد تعاملا مع أدوارهما بجدية مطلقة، مما يعطي إحساسًا بوجود علاقة حقيقية ومعقدة بين القس وزوجته، وقد شوهد القس «جاكوب» لأول مرة وهو يخطب في رعيته حول الزواج، ويحذر الرجال والنساء من تولي الأدوار على النحو المنصوص عليه في الكتاب المقدس، لكنه خارج المنبر لا يطاق ومتسلط، فهو لم يدع زوجته تنهي الحكم أبدًا، كماىيتوقع وجبة فطور ساخنة كل صباح مع أنه بالكاد ينظر إليها.
في هذه الأثناء كانت «آن» تغلي ببطء، وتجلس غاضبة في المقعد وهي تستمع إلى زوجها يخطب بشأن الزواج، وفي عينيها نظرة باردة يمكنها أن تحول الماء إلى جليد، وتراقبه بنظرة ازدراء وهو ينظف أسنانه وتخشى على سلامته، يتغير كل شيء عندما تلتقي «آن» بـ«السيد»، وتواجه شيئًا غير مرئي في مطحنة قديمة مهجورة، فتعود إلى المنزل امرأة متغيرة، فقد أصبح بإمكانها رفع الأريكة بنفسها، كما أنها في حالة تأهب جنسي ولديها تعطش مفاجئ للدماء، وترتدي نظارة شمسية عملاقة من طراز جينا رولاندز، وتشعر بالقدرة على تولي زمام علاقتها بزوجها، فهي لم تعد كالسابق مجرد تلك الزوجة الجميلة الخاضعة.
مصاصو الدماء في العادة ليسوا مجرد كائنات خالدة يأتون مع الكثير من الأمتعة الجنسية، يتميز فيلم «Jakob’s Wife» بفكرة أن مصاصي الدماء ليسوا مجرد كائنات متعطشة للدماء، فهم أيضًا في حالة دائمة من الترقب الجنسي التي يبحثون عن إشباعها، وربما تأتي الدلالات الجنسية بعلامات مثل العض على الرقبة، بينما لا يعرف القس المسكين «جاكوب» ما يفعله مع هذه الزوجة الجديدة الواثقة والصريحة والمتمردة.
يأخذ فيلم «Jakob’s Wife» منعطفا آخر عندما يكتشف «جاكوب» كيف أصبحت زوجته بطريقة مرعبة، فيتولى بشكل أخرق دور صياد مصاصي الدماء البطولي، فينطلق الاثنان للعثور على «السيد»، مصاص الدماء، بينما يردد «جاكوب» عبارته «أنا وزير الرب، هذا ما تدربت عليه، محاربة الشر»، فعلى ما يبدو فإن «جاكوب» أيضًا تغير، مثلما تغيرت «آن».