سوليوود «خاص»
في أواخر الستينيات، كانت استديوهات التلفزيون السعودي عبارة عن ورشة عمل ضخمة، تستقطب ببرامجها مشاركين من مختلف الفئات العمرية، وهناك يتلمس الزوار ميولهم الإبداعية وقدراتهم الفنية، وكانت «ناجية الربيّع» أحدى اللواتي أنبهرن بأضواء التلفزيون، وقادتهم الأقدار نحو تلك الاستديوهات فأصبحت رائدة في مجالها.
طرقت «الربيّع» أبواب الفن منذ نعومة أظفارها، حيث بدأت مسيرتها الفنية وهي طفلة مع بدايات التلفزيون السعودي في عهد «الملك فيصل» بأغنية «فيصلنا يا فيصلنا»، كما شاركت في تقديم برنامج «بابا علي»، وقد أثّرت تلك الخطوات على ميولها الدراسية والعملية.
ولدت الفنانة «ناجية فهد عبد العزيز الربيّع الشمري» منتصف الخمسينات في مدينة الطائف «عروس المصايف»، حيث كان والدها يشغل وظيفة عسكرية بالطائف، لينتقلوا بعدها إلى محافظة الخرج للعمل في إحدى المصانع الحربية، واستقروا في مدينة الرياض حيث درست الابتدائية في مدرسة التربية النموذجية، وكانت مدفوعة بدعم والدها وثقته في قدراتها.
ومع دخول منتصف الستينيات كانت قد تأهلت لأداء أول تجربة درامية، وذلك من خلال مشاركتها بدور طفلة في مسلسل «المهند»، من إخراج عبدالرحمن الخريجي، ومن بطولة سلوى شاكر، ودنيا بكر يونس، وفاء بكر يونس، وإبراهيم الحماد، وتم بثّه على التلفزيون السعودي عام 1965.
«الربيّع» لم يمنعها شغفها المهني من الزواج مبكرًا، واتجهت إلى قطاع الإذاعة كمقدمة للبرنامج الأسبوعي «يا ليل دانه» من إعداد إبراهيم المنصور، كما قدمت برنامج «صباح الخير»، كما أن عضويتها في نادي «فتيات الجزيرة» سمحت لها بأداء بعض الأعمال المسرحية فيه.
أنهت «الربيّع» الثانوية فأتيحت لها فرصة الابتعاث، لدراسة بكالوريوس الإعلام في الولايات المتحدة والالتحاق بجامعة أريزونا، كما درست الإخراج في مرحلة الماجستير بجامعة سان فرانسيسكو عام 1984م، وحين عودتها للسعودية عملت في مستشفى «الملك فيصل التخصصي»، كمخرجة للبرامج الثقافية والطبية والعلمية في «قنوات التلفزيون المغلقة للأطباء».
أسهمت «الربيّع» بقرابة 45 عملًا دراميًا، واتجهت بحكم عملها إلى العديد من الدول كالكويت وقطر ومصر، فخاضت تجارب فريدة عززت من قدراتها الإنتاجية والفنية، وقدمت قبل غزو الكويت مسلسلات مثل: «اللي ماله أول ماله تالي»، «الخروج من الهاوية»، «بو مرزوق»، «الملقوفة»، «الماضي وخريف العمر»، «مرآة الزمان»، «الخراز».
وقدمت عدة مسلسلات في السعودية مثل: «المهند»، «شقة الحرية»، «طاش ما طاش»، «هوامير الصحراء»، «حارة الشيخ»، «وصية بدر»، «أنت طالق»، «فينك»، «من الآخر»، كما أنتجت عدة سهرات تلفزيونية شكلت أحد أهم معالم تجربتها الفنية، بُث منها «اعترافات ليلية»، «سجن السنين»، «مين سرق مين»، «محاكمة عم حسان»، «السيد الخادم»، «حكاية عمتي».
وكانت أعمالها تعرض على شاشات القنوات الخاصة، فبثت على قناة «إي أر تي» المشفرة، العديد من المسلسلات المصرية منها: «فارس بلا جواد»، «الناس في كفر عسكر»، «عوضين»، «إمبراطورية عين»، «سندس وأخواتها»، «حكايات من حارتنا»، «حكايات مستر أيوب ومسز عنايات»، «الناس الطيبين».
وشاركت في مسرحيات بالكويت خلال عام 1988 كممثلة في عدد من الأعمال المسرحية مثل مسرحية: «بيبي والعجوز»، «المدرسة العجيبة»، «الواد ده كويتي»، «أربع نساء وامرأة»، كما أخرجت في الكويت العديد من الأعمال مثل المسرحية الكويتية «الأوانس»، «بجم أقول»، «المدرسة العجيبة»، وعملت كمساعد مخرج في مسلسلات مثل «عاد ولكن»، «اللي ماله أول ماله تالي».
واستطاعت الفنانة «ناجية الربيّع» أن تحجز لنفسها مقعدًا وثيرًا في الصف الأول من الرواد، وسط كوكبة من نجوم ثمانينيات القرن الماضي مثل: «سلوى شاكر»، «دنيا بكر يونس»، «وفاء بكر يونس»، «إبراهيم الحماد»، «ناصر القصبي»، «حياة الفهد»، «أحمد الصالح»، «طارق العلي»، «هيفاء عادل»، «سماح السعدني»، «رجاء الجداوي»، «صلاح السعدني»، «ليلى طاهر»، «محمد صبحي»، «جميل راتب»، «أشرف عبد الغفور».
فنانة قديرة نكن لها كل الحب والإجلال ❤️