سوليوود «خاص»
في مطلع الثمانينيات الميلادية كان المسلسل الاجتماعي التعليمي «الشاطر حسن» علامة فارقة في تاريخ الدراما السعودية، وكان «إبراهيم السويلم» في شخصية «أبو حسن» أحد نجوم بدايات الفترة الملونة للتلفزيون السعودي، فترسّخ «السويلم» كأحد واجهات الشاشة التي علقت في أذهان الأسرة لعقود من الزمان.
انطوت رحلة الفنان «إبراهيم السويلم» على حضور متميز لما يقارب الـ 45 عامًا، قدّم خلالها أكثر من 21 عملًا فنيًا في الدراما السعودية، وتعدّدت أقنعته في فضاء التمثيل، فأجاد تقمص الأدوار المُركّبة ونال النجومية بأعماله، ودخل في قلوب المشاهدين.
يعد «إبراهيم السويلم» أحد مؤسسي الدراما في المنطقة الشرقية، فهو ابنها حيث رأى النور في الدمام عام 1954م، وقد برع في جميع أدواره التي جسدها ابتداءً من مسلسل «الشاطر حسن» الذي أُنتِج عام 1981م.
حلَّق السويلم في فضاء التمثيل من خلال مسلسل «خزنة» في العام 1990م، الذي يمثل انطلاقته الحقيقة وهو من بطولة عبدالله الربيع، علي السبع، لطيفة المجرن، سعاد على، ثم مسلسل «صراع الأجيال» في العام 1991م، من بطولة عبدالله السدحان، ناصر القصبي، ماجد العبيد، أماني محمد، كما شارك في مسلسل «عيال صابر» من بطولة لطيفة المجرن، جاسم الصايغ، سمير الناصر، راشد الورثان.
سجل «السويلم» حضوره في السهرات التلفزيونية عبر سهرة «غواصين القرن العشرين» من ﺇﺧﺮاﺝ زكي القاسم، عبدالخالق الغانم، ومن ﺗﺄﻟﻴﻒ سمير الناصر، ومن بطولة سمير الناصر، عبدالمحسن النمر، راشد الورثان، عبدالله الربيع، ثم سهرة «ردة فعل» في العام 1992م من ﺇﺧﺮاﺝ عبدالناصر الزاير، ومن بطولة عبدالناصر الزاير، لطيفة المجرن، عبدالمحسن النمر، إبراهيم السويلم، سمير الناصر.
يعد الفنان «إبراهيم السويلم» أحد الفنانين السعوديين، الذين خدموا الوطن في مجالي المسرح والدراما لسنوات طويلة من خلال تقديم العديد من الأعمال، حيث شارك في مسلسل «وجه ابن فهره»، «الدوائر»، «القطيعة»، «حكاية على جدران الزمن»، «خلف خلاف»، «المتقاعد»، «الدنيا بخير»، «الديرة نت»، «القطيعة»، «عائلة خاصة جدًا».
امتلك «السويلم» حضورًا طاغيًا كممثل كوميدي وتراجيدي، ومثلما أضحك جمهوره على الشاشة وخشبة المسرح، استطاع أيضًا أن يؤثر في وجدانهم بأدواره التراجيدية.
خاض «السويلم» العديد من التحديات في سبيل الوصول إلى هدفه، فتقلد رئاسة اللجنة الثقافية بإدارة «نادي الاتفاق السعودي»، وساهم في تأسيس «فرقة نادي الاتفاق» المسرحية، وقدم عبرها العديد من الأعمال المسرحية على مسرح النادي في مسابقات رعاية الشباب.
هذه الجهود اللافتة كانت ناتجة عن عمل دؤوب ومشوار عريض، تكلل بتكريمه كأول فنان سعودي يحصد جائزة الممثل المسرحي الأول، في مسابقة مسارح الأندية الرياضية لرعاية الشباب، وقد كرمه الراحل الأمير «فيصل بن فهد» رئيس هيئة رعاية الشباب، كما كانت له مشاركة في مهرجان قرطاج بتونس.
رحل «السويلم» عن عالمنا في العام 2016 في أحد مستشفيات مسقط رأسه الدمام عن عمر يناهز الـ 62 عامًا بعد صراع طويل مع سرطان الكبد، ورحل مخلفًا وراءه أدوارًا وأعمالًا خالدة، تُبقي اسمه وشخصيته كرمز من الرموز الفنية والكوميدية التي لا تنسى.