سوليوود «متابعات»
نتفليكس التي كانت ذات يوم شركة ناشئة مشوشة في صناعة التلفزيون، أصبحت الأولى في البث المباشر بما لديها من 208 ملايين مشترك – نحو نصف إجمالي العالم، باستثناء الصين.
لكن الجولة الأخيرة من النتائج الفصلية لشركات الإعلام، التي اختتمت مساء الخميس بأرقام من ديزني، تظهر أن نتفليكس، المشهورة بالتعطيل، هي الآن في دور دفاعي راسخ، حسب ما أوردت صحيفة الإقتصادية.
ثلاث من المجموعات الإعلامية القديمة التي سعت نتفليكس إلى الإطاحة بها من عرش التلفزيون، وهي ديزني وإتش بي أو وفياكوم سي بي إس، طورت جميعا خدمات البث بسرعة أكبر في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، ما أثار مخاوف المستثمرين من أن نتفليكس يجب أن تستمر في ضخ المليارات في برامج جديدة لجذب المشاهدين أو المخاطرة بفقدان زخمها.
حذرت صوفي لوند ييتس، محللة الأسهم في هارجريفز لانسداون، «نتفليكس ليست فقط جزءا من اللعبة، بل كان لديها يد في اختراعها. لكن الازدهار يختلف عن السير بتثاقل، لذا فإن بقية هذا العام أمر بالغ الأهمية. كان الأداء خلال الوباء مثيرا للإعجاب، ولكن يمكن لأي شخص أن يستفيد من الظروف الجيدة طالما كانت الأوضاع مواتية».
أضافت «نتفليكس أقل من أربعة ملايين مشترك على مستوى العالم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، أي أنها فوتت توقعاتها الخاصة بهامش كبير. سجل 450 ألف شخص فقط في الولايات المتحدة وكندا، أكبر أسواقه».
ريد هاستينجز، الشريك المؤسس لنتفليكس، تجاهل إلى حد كبير التهديد من المنافسين بعد الإبلاغ عن هذه الأرقام الشهر الماضي، قائلا للمستثمرين، «لا يوجد تغيير حقيقي يمكننا اكتشافه في البيئة التنافسية».
لكن قناة Disney Plus اجتذبت تسعة ملايين مشترك في هذا الربع، وأضافت «فياكوم سي بي إس» ستة ملايين مشترك، بينما سجلت «إتش بي أو» نحو ثلاثة ملايين مشترك أمريكي في خدمة البث Max.
في العام ونصف العام الماضيين، أطلقت ديزني وأبل ووورنر ميديا وكومكاست وغيرها منصات بث جديدة. هناك الآن أكثر من 100 خدمة بث يمكن الاختيار من بينها، وفقا لشركة البيانات أمبير، وحيث يوجد عدد مذهل من المنتجات المتخصصة مثل Shudder، المخصصة لأفلام الرعب، أو Horse & Country، التي تبث سباقات الخيول.
على عكس تلفزيون الكابل، الذي غالبا ما يلزم العملاء بحزم دفع ثابتة، يمكن إلغاء اشتراكات نتفليكس ببضع نقرات على لوحة المفاتيح، ما يسهل على الأشخاص التبديل بين الخدمات اعتمادا على ما يريدون مشاهدته.
خسرت أسهم نتفليكس 10 في المائة هذا العام، حيث فوتت ارتفاعا أوسع في سوق الأسهم. يمكن تفسير جزء من هذا على أنه توقف مؤقت بعد الارتفاع المذهل في أسهمها في الأعوام الأخيرة، عندما وصلت الشركة إلى ارتفاعات جديدة في أعداد المشتركين، وكان المستثمرون على استعداد لدفع أسعار مرتفعة بشكل متزايد مقابل جزء من نموها المستقبلي. ولكن هناك أيضا إشارات إلى أن نتفليكس، التي أسست عام 1997، تنتقل الآن إلى مرحلة أكثر نضجا.
«مرحلة مختلفة من النمو»
قالت الشركة في (يناير) إنها لم تعد بحاجة إلى جمع الديون لتغطية تكلفة برامجها، وهو معلم بارز بعد عقد من الاعتماد على السندات الخطرة لكي تتفوق على الإنفاق من استوديوهات هوليوود. أعلنت نتفليكس الشهر الماضي خطة لإعادة شراء الأسهم بقيمة خمسة مليارات دولار.
في حين تعمل نتفليكس كشركة لها وضع مستقر، ترفع الأسعار وتنتزع مزيدا من الأموال من الزبائن، فإن شركة والت ديزني، التي عمرها قرن من الزمان وأقرانها تشبه الشركات الناشئة، حيث تعطي الأولوية للنمو في الوقت الذي تخسر فيه المليارات سنويا على جهود البث.
قسم ديزني خدمات البث المباشر إلى المستهلكين» – الذي يشمل Disney Plus وهولو وإي إس بي إن – سجل خسارة تشغيلية قدرها 290 مليون دولار على إيرادات مقدارها أربعة مليارات دولار خلال الربع الأول من 2021. تتوقع ديزني خسارة المال من أعمال البث المباشر حتى العام المالي 2023.
قال باولو بيسكاتور، المحلل في «بي بي فورسايت»، “تمر نتفليكس بمرحلة مختلفة من النمو مقارنة بشركات البث المباشر الأخرى. ستمر أعوام كثيرة قبل أن تحقق كثيرا من خدمات البث الأخرى أرباحا. وكل الشركات تضع رهانات ضخمة وستكون في طليعة الشركات الخاسرة لأعوام».
«نحن ننفق كثيرا من المال»
كانت الاستراتيجية جيدة لشركة ديزني: فقد ارتفع سهمها بأكثر من 60 في المائة في العام الماضي، في الوقت الذي ركز فيه المستثمرون على عدد مشتركي البث الذين أضافتهم، بدلا من مليارات الدولارات التي خسرتها بسبب الوباء. حقيقة أن عدد المشتركين في الربع الأول كان أقل من التوقعات بمقدار خمسة ملايين، أدت إلى انخفاض أسهمها في تعاملات ما بعد الإغلاق الخميس.
وفقا لشركة أمبير، عدد المشتركين في خدمات بث الفيديو هو أكثر من عدد السكان في أمريكا، حيث يبلغ عدد المشتركين 340 مليون شخص، ويبلغ عدد السكان 330 مليون نسمة، ما يثير السؤال حول عدد الخدمات التي ستستمر الأسر في الدفع مقابلها.
يتفق المسؤولون التنفيذيون على أن الزيارات هي المحرك الأساسي لأعمال الاشتراك. وكما تعلم هوليوود، فإن هذه من الصعب التنبؤ بها.
أشار بوب تشابك، الرئيس التنفيذي لشركة ديزني، إلى برامج مارفل الأخيرة باعتبارها العامل المحفز لزخم المشتركين الأخير. قال الخميس، «نحن ننفق كثيرا من المال… من أجل إنشاء محتوى يحافظ على عودة المستهلكين».
وعد المسؤولون التنفيذيون في نتفليكس أن النمو سيتسارع في النصف الثاني من عام 2021، مع عودة برامج مثل The Witcher.
قالت لوند ييتس من هارجريفز لانسداون، «هناك كثير من الاعتماد على جدول المحتوى المعزز المقرر في وقت لاحق من هذا العام. وإلا سيتم تسليط الضوء على نتفليكس لكثير من الأسباب الخاطئة».