سوليوود «متابعات»
بعد عرضه في السينما خلال العام الماضي، بدأ عرض فيلم «الخطة العايمة» على منصة «شاهد VIP» ضمن عدة أفلام وبرامج حديثة احتفالاً بعيد الفطر المبارك.
فيلم «الخطة العايمة» من إخراج معتز التوني وتأليف كل من أحمد عبدالوهاب وكريم سامي، وبطولة محمد عبدالرحمن، على ربيع، غادة عادل، عمرو عبدالجليل وصلاح عبدالله. ويروي الفيلم في إطار كوميدي قصة موظف بنك فاسد (عبدالجليل) يتفق مع رجل أعمال مجرم (عبدالله) على سرقة أوراق تخص الثاني من البنك الذي يعمل فيه الأول عن طريق خطة «جهنمية» تقوم على تدريب اثنين من المكفوفين (عبدالرحمن وربيع) بواسطة معلمة ماهرة (غادة عادل) لديها طفل مكفوف.
من خلال ملخص القصة حسب صحيفة الرؤية يمكن استنتاج أن العنوان الصحيح للفيلم كان ينبغي أن يكون الخطة العمياء، ولكن تم تغييره إلى «العايمة» (العائمة) بعد اتهامات بسرقة العنوان والفكرة من قبل كاتب سيناريو آخر.
في الحقيقة الفيلم «مقتبس» بالكامل من الفيلم الهندي Aankhen أي «عيون» الذي شارك في بطولته نجم السينما الهندية أميتاب باتشان بجانب أكشاي كومار وسوشميتا سين وأرجون رامبال، وهو كعادة الأفلام الهندية، مزيج من الكوميديا والاستعراضات والميلودراما تقترب مدة عرضه من 3 ساعات.
صناع «الخطة العايمة»، أو العمياء، لم يروا سوى الفكرة الكوميدية والشخصيات الرئيسية فقط، مع بعض «التعديلات» في شخصية موظف البنك بجعله متورطاً مع أحد المجرمين، وليس موظفاً كبيراً يحاول الثأر من مدير البنك الظالم، ومثل اختصار المكفوفين من 3 إلى اثنين، توفيراً للوقت والمال ربما، ولكن فاتهم الجمال والمعاني الإنسانية الموجودة بالفيلم الهندي، وقبل ذلك المتعة التي توفرها كوميديا راقية وتفاصيل مدهشة واستعراضات مبهرة، ولذلك قد تبدو المقارنة بين الفيلمين شيئاً محزناً.
يركز «الخطة العايمة» على إثارة الضحك عن طريق النكات اللفظية والمواقف التي تستغل أن الأبطال مكفوفين، وهي في معظمها نكات غليظة، خشنة، ومهينة أحياناً. يسأل محمد عبدالرحمن مثلاً إذا ما كان سيكون لكل منهما غرفة منفصلة في المنزل الذي يتدربان فيه، فيجيبه على ربيع “ليه خايف حد يشوفك وأنت بتغير هدومك؟، ويقول عمرو عبدالجليل لصلاح عبدالله: سيبني أشخشخ الفكرة في دماغي، فيجيبه الثاني: بس أوعي تشخشخها علينا! ، وهكذا تسير «الكوميديا» معظم الفيلم، كما لو أن الدراما مجرد تبادل نكات مرتجلة واعتماد على خفة دم الممثلين فقط.
هذا النوع من الكوميديا قد يثير إعجاب الكثيرين، خاصة جمهور مواسم الأعياد الباحث عن الضحك، والفيلم حقق بالفعل إيرادات كبيرة، في ظل ظروف كوفيد-19 والحجر، ولكن المشكلة هنا أن الفكرة الدرامية، التي تقوم على تعاون المكفوفين الصغار ليتجاوزوا إعاقتهم وينجحوا فيما لا ينجح فيه المبصرون، مشوشة لدرجة أنه كان يمكن الاستغناء عن إعاقة الأبطال، دون أن يتغير شيء في الفيلم. بالإضافة إلى هذا فإن تصميم حركة الممثلين وخطة السرقة، المصنوعين بدقة مثيرة للفضول والدهشة في الفيلم الأصلي، تبدو هنا كسيحة خاوية من أي رؤية بصرية أو تصميم حركة، وهذا ينطبق على معظم العناصر السينمائية الأخرى.
الضحك فعل رائع وإضحاك الناس هدف نبيل. والأروع أن يجتمع الضحك بالدراما وفنون السينما، ولكن هنا حضر الضحك وغابت السينما.