سوليوود «متابعات»
ربما يعتقد البعض أن لا فائدة مرجوة من مشاهدة الأفلام السينمائية، وأنها للتسلية وتضييع الوقت لا أكثر ولا أقل، إلا أن دراسة حديثة ربما تغيّر هذا الاعتقاد، حيث أظهرت أن مشاهدة أفلام ذات مغزى هادف يمكن أن تساعدنا على التعامل مع التحديات والرغبة في أن نكون شخصاً أفضل، بحسب ما نشره موقع العربية.
فقد أنشأ باحثو جامعة «أوهايو ستيت» قائمتين من الأفلام، التي تم إنتاجها بعد عام 1985، تضمنتا تصنيفات مشاهدة عالية، اشتملت إحداهما على أفلام هادفة والأخرى كانت لأفلام أقل أهمية، بحسب ما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نقلًا عن Mass Communication and Society.
المغزى والأبعاد العميقة
وشارك في الدراسة 1098 متطوعاً لمشاهدة إما قائمة الأفلام ذات المعنى أو الأقل أهمية، قبل ملء استطلاع حول أفكارهم وردود أفعالهم على الأفلام.
فيما اكتشف الباحثون أن مشاهدة الأفلام ذات المغزى يمكن أن تجعلنا نشعر بمزيد من الاستعداد للتعامل مع تحديات الحياة، وأوضحوا أن هذه النتائج يمكن أن تفسر لماذا يلجأ البعض إلى مشاهدة الأفلام التي تحرك مشاعر الحزن أو السعادة على حد سواء.
ردود فعل إيجابية
واشتملت قائمة الأفلام ذات المغزى على «قائمة شيندلر» لستيفن سبيلبرغ و«فوق»، أول فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد، والذي أوضح الباحثون أنه عندما شاهده المشاركون في الدراسة، عبروا عن مجموعة متنوعة من ردود الفعل الإيجابية.
كما أوضحت الدراسة أن ردود الفعل تضمنت فهماً أفضل لمشكلات الحياة، في المقابل، لم تكن هناك ردود فعل إيجابية مماثلة بعد مشاهدة أفلام مثل The Big Lebowski أو Catch Me if You Can.
تحقيق أهداف أكثر أهمية
وفي السياق، قال غاريد أوت، الباحث الرئيسي في الدراسة، وهو طالب دراسات عليا في قسم الإعلام بجامعة أوهايو، إن الأفلام ذات المغزى تساعد الأشخاص في التغلب على الصعوبات في حياتهم، والسعي لتحقيق أهداف أكثر أهمية.
من جهته، كشف البروفيسور مايكل سلاتر، وهو باحث مشارك في الدراسة، أنه العديد من الدراسات تناولت كيفية تفاعل المشاهدين مع مشاهدة أفلام ذات مغزى أو مقاطع من أفلام في بيئة معملية، إلا أن هذه الدراسة اعتمدت على تحليل كيفية تأثير الأفلام الهادفة على المتلقين في العالم الحقيقي.
كما أضاف: «أردنا معرفة كيفية معايشة المشاهد لهذه الأفلام في حياته اليومية، وهو ما لم تتطرق إليه الكثير من الأبحاث».
كذلك، قال الباحثون إن هذه الأفلام الهادفة والمؤثرة تركت لدى المشاركين في الدراسة شعوراً أيضاً بأن «المكاسب والخسائر جزء من الحياة»، وزادت حماسهم للقيام بأشياء جيدة لمساعدة الآخرين والبحث عن الأشياء المهمة حقاً في الحياة.
أكثر من مجرد ترفيه
وعلى رغم أن النتائج أشارت أيضاً إلى أن المشاهدين تفهموا الغاية من الأفلام، التي يُقصد بها أن تكون مسلية أكثر من كونها ذات مغزى هادف، إلا أن الباحث «أوت» خلص إلى أن الكثير من المشاهدين رأوا أن الأفلام أكثر من مجرد ترفيه.
كما أوضح أن بعض الأفلام ربما تساعد المشاهدين على التأقلم والتعايش وتقبل الواقع خلال الفترات الصعبة في حياتهم.