سوليوود «متابعات»
«لماذا التمسك بالطلاق الشفهي؟» وهل يُقبل الزواج شفهيا حتى يُقبل الطلاق شفهيا؟» وهل هو مفسدة أم حماية للأسرة»؟ هذه الأسئلة كانت من ضمن مجموعة تساؤلات طرحها متابعو المسلسل المصري «لعبة نيوتن» الذي يعرض ضمن السباق الدارمي الرمضاني الحالي.
ووفقًا لموقع «بي بي سي بالعربي» فقد أثار المسلسل ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تطرقت حلقاته الأخيرة لمسألة الطلاق الشفوي، وهي مسألة لا تزال محل انقسام وجدل في مصر منذ سنوات، حيث تظهر بعض حلقات المسلسل معاناة بطلة العمل الفني من تبعات قيام زوجها بتطليقها شفهيا.
واعترض مغردون على فكرة طرح تلك القضية وإعادتها للواجهة من خلال الدراما، واتهم بعضهم صناع المسلسل بالعمل على توجيه الرأي العام وترسيخ فكرة إلغاء الطلاق الشفهي التي رفضها الأزهر.
لكن كاتبة المسلسل مها الوزير نفت في مقابلة تلفزيونية أن يكون هدفه إثارة تلك القضية مشيرة إلى أن: «المسألة الطلاق هي حبكة درامية من بين الحبكات التي يمر بها أبطال المسلسل».
في المقابل، أثنى قطاع من المغردين ونشطاء على الدور الذي لعبه المسلسل في «طرح قضايا هامة ونشر الوعي لدى المرأة المصرية بحقوقها».
نقاش متجدد
وتحت «#الطلاق_الشفهي» و«#توثيق_الطلاق» تعالت الأصوات المطالبة بإلغاء الطلاق الشفهي والغيابي.
ويرى المتفاعلون مع تلك الوسوم أن الطلاق الشفوي «أضر بحقوق المرأة وحولها إلى مجرد كائن ضعيف يتحكم فيه الرجل».
لذا تطالب كثيرات بإقرار قانون يلزم الرجل بتوثيق الطلاق والاتفاقات الخاصة في المحكمة حتى يصبح ساريا.
وتتساءل إحداهن “كيف يتم الزواج بعقود رسمية وبشهود، ثم يترك الطلاق ليقرره شخص واحد قد يكون تحت تأثير نوبة غضب بدون اتفاق أو التزامات؟”
في حين يستند المدافعون عن فكرة «الطلاق الشفهي» إلى ما يرونه أدلة منبثقة من أحكام الشريعة الإسلامية، ويقولون إن «إلغاء الطلاق الشفهي قانونا لن يلغي أن الطلاق يقع شرعا في حال تلفظ الزوج بالكلمة».
ومن المغردين من يعتبر المطالبات بإلغاء الطلاق الشفهي «تفريطا في السنة وأصول الدين» ومنهم من يرى فيها «دعوة للاقتداء بالغرب وحملة مستمرة لعلمنة قوانين البلاد».
بينما يرد البعض الآخر على من يتذرعون بالسنة والشريعة بالقول: «بأن الزمان تقدم واختلفت معه أسس التوثيق وطباع وسلوك الناس».
ومن هذا المنطلق، يرى متابعو مسلسل «لعبة نيوتن» أنه نجح في إلقاء حجر في المياه الراكدة وتقديم صورة شجاعة للمرأة التي ترفض البقاء صامتة أمام هذا الصراع بين الشرع والقانون.
وتحدثت بعض المغردات عن أوجه التشابه في قصة «هناء» (بطلة المسلسل) وما مرت به بعض أقاربهن ومعارفهن.
واحتد النقاش حول المسلسل عند زواج البطلة «هناء»، من «مؤنس» بعد أن طلقها زوجها «حازم» شفهيا عبر رسالة نصية.
وعند عودتها من السفر، تتفاجأ «هناء» بأن زوجها الأول قام بردها غيابيا، الأمر الذي طرح تساؤلات قانونية ودينية.
ولم تعلق جهات رسمية دينية على الجدل المثار حول بعض حلقات المسلسل، إلا أن بعض المغردين تداولوا فتاوى قديمة لأئمة في دار الإفتاء المصرية بشأن القضية.
وقبل أربع سنوات، رفضت هيئة كبار العلماء بالأزهر دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمنع الطلاق الشفوي.
وأكدت الهيئة آنذاك موقفها بأن الطلاق الشفوي مقبول وشرعي مضيفة بأنه «يفك الرابطة الزوجية دون اشتراط إشهاد أو توثيق».
لكن موقف الأزهر لاقى معارضة من قبل فقهاء آخرين يرون أن الطلاق الشفوي قد يتسبب في ضياع حقوق المرأة. ومن بينهم الشيخ خالد الجندي.
وما سر لعبة نيوتن؟
وبعيدا عن السجال الديني، استطاع المسلسل جذب انتباه عدد من المشاهدين بسبب «عنوانه الغريب وأحداثه المتشابكة».
وهو من بطولة منى زكي الذي تجسد دور «هناء» ومحمد ممدوح «حازم» ومحمد فراج «مؤنس».
وتدور أحداث المسلسل الذي ألفه وأخرجه تامر محسن حول قرار زوجين خوض مغامرة بالسفر للولايات المتحدة لإنجاب طفلهما هناك ومنحه فرصة حياة أفضل بالحصول على الجنسية.
وتخوض الزوجة «هناء» الرحلة وحيدة وتصر على استكمالها لتثبت نفسها أمام زوجها «حازم» الذي لطالما قلل من تقدير قدراتها، وخلال تلك الرحلة، يكتشف الزوجان قدراتهما الحقيقية.
ثم تتشابك الأحداث في إطار دارمي اجتماعي تتحكم فيه قوانين نيوتن الفيزيائية المتمثلة في عدة حركات أبرزها «لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه».
وتحمل كل حلقة تقريبا العديد من الأسئلة وتفتح عشرات الأقواس التي يحاول رواد مواقع التواصل الاجتماعي غلقها والإجابة عنها بتقديم مراجعات فنية للمسلسل.