سوليوود «متابعات»
بتعبيرات مدهشة، وانفعالات وأحاسيس طبيعية بصالة مطار أميركي، بدأت «هنا» رحلة البحث عن حلم «الجنسية الأميركية» عبر التفكير في ولادة طفلها المنتظر داخل الأراضي الأميركية.
وخطفت الفنانة المصرية منى زكي، بطلة مسلسل «لعبة نيوتن» الأنظار بشدة في موسم رمضان الجاري بأدائها المتقن وتقمصها المميز للشخصية، وحققت تفاعلاً لافتاً وإشادات من قبل جمهور «السوشيال ميديا» والكُتّاب، الذين طالب بعضهم زكي بعدم «الابتعاد مجدداً عن موسم رمضان، من أجل مقاومة الفن الرديء» على حد تعبيرهم.
وبحسب صحيفة الش الأوسط يقدم العمل فكرة جديدة على الدراما التلفزيونية المصرية، عبر تناول قصة زوجة ينظم لها زوجها مسيرة حياتها، ثم تفاجئه بالبحث عن جواز السفر الأميركي لدى رحلتها لأميركا ضمن وفد تابع لعملها.
توالت الأحداث لتخرج «هنا» من عباءة زوجها إلى عباءة البراح الفسيح الذي يحمل في طياته عثرات كثيرة لم تكن في الحسبان بدأتها أمام موظف الجوازات ثم بتقلبات الغربة وقسوتها وصولاً للانفصال التام عن زوجها.
ورغم أنّ الوقت لا يزال مبكراً للحكم على تصنيف جودة المسلسلات الرمضانية المصرية، فإنّ نقاد يرون أنّ «لعبة نيوتن» من أفضل أعمال الموسم الحالي بسبب جودة السيناريو والحوار والإخراج وأداء الممثلين، ويقول الناقد الفني محمود أبو العلا لـ«الشرق الأوسط»: «قضية الجنسية الأميركية التي يتناولها العمل موضوع مهم وحيوي جداً ويشغل بال الكثيرين، وكان لا بد من وضعها خلال السنوات الماضية ضمن قائمة القضايا الأكثر أهمية لمعالجتها باحترافية وحيادية بعيداً عن تكهنات الناس، وهذا ما نجح فيه صناع (لعبة نيوتن) حتى الآن».
مسلسل «لعبة نيوتن» الذي سُمّي في البداية بـ«تقاطع طرق»، صُوّر جزء كبير من أحداثه قبيل ظهور جائحة كورونا، وتأجل استئنافه بسببها، من بطولة منى زكي ومحمد فراج ومحمد ممدوح، سيد رجب، وإخراج تامر محسن ويعرض على قناة dmc المصرية.
وينفي مخرج العمل تامر محسن، اتهامه بالترويج لـ«الحلم الأميركي»، وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «عندما فكرت في العمل وطرحت الفكرة على المنتج محمد السعدي قال لي لا يوجد سبب لإنتاجي أعمالاً درامية إلا إذا كانت ذات قيمة وتعيش مع المشاهد ويتعلق بها مهما تكرر عرضها»، مشيراً إلى أنّ «الحكم على سياق وفكرة العمل بعد عرض أقل من نصف حلقاته يعد ظلماً له»، وشدد على أنّ «الفكرة وما يحيط بها تعد بعيدة كل البعد عن أذهان البعض، واتهامهم لنا بالترويج للحلم الأميركي».
المسلسل جدد تسليط الضوء على قضية الهوية المصرية بعدما قدمها سينمائياً فيلم «عسل أسود» الذي قام ببطولته الفنان المصري أحمد حلمي، لكن «لعبة نيوتن» كان له رأي مختلف ورؤية درامية تشعبت منذ بداية الحلقات الذي تطرقت لقضايا أخرى تبدو أكثر أهمية تعرضت لها البطلة خلال رحلة البحث عن الحلم المنتظر فقد تخلى عنها ابن بلدها المغترب هناك، وصديقتها التي تحكمها المادة قبل العاطفة.
وعن وجود تشابه بين شخصية منى زكي الحقيقية، وشخصية «هنا» بطلة المسلسل، أكدت زكي في تصريحات صحافية أن «(هنا) عكس شخصيتها تماماً، لذلك فإن تقمصها للدور لم يكن سهلاً، لا سيما بعد توجيه المشاهد لأمر ما في البداية، لكن خلال الأحداث حدث التمرد الدرامي الذي لم يتوقعه المشاهد بتوجهات مخرج العمل».
ووفق نقاد فإنّ اختيار الفنانين كان ملائماً لطبيعة المسلسل، فالزوجة بسيطة وملابسها تتسق مع القضية، كذلك الزوج ببنيانه الجسماني الذي يرسخ فكرة القوة الجسدية أمام بنيان الزوجة الذي ظهر ضعيفاً، وتحتاج إلى السند وكذلك المتاجرة بالدين من قبل محمد فراج «المحامي».
وبرعت زكي في التعبير عن انفعالات ومشاعر «هنا»، خصوصاً مشهد «الولادة»، وتعرضها لأزمات متتالية تطلب منها التعبير بوجهها وهي أصعب مراحل تمثيل الممثل.
ورغم نجاح صناع العمل في اجتذاب الجمهور، فإنّهم تعرضوا لموجة من الانتقادات عبر «السوشيال ميديا»، بسبب ظهور «تمثال الحرية» بخلفية نافذة مستشفى تقع بمدينة لوس أنجليس الأميركية، لكن البعض اعتبر أنّ ظهور التمثال في الخلفية، جاء درامياً ومتسقاً مع الأحداث وخصوصاً مشهد سرقة ابنها وضياع الحلم الأميركي».