سوليوود «متابعات»
من داخل محطة السكك الحديدية في لوس أنجلوس، وبعد تأخير دام شهرين، يتأهب قطار الأوسكار للانطلاق مساء الأحد 25 أبريل الجاري، ليصل إلى نهاية أطول موسم جوائز في التاريخ السينمائي العالمي.
ربما الملاحظة الأهم أنه في قائمة المرشحين لجوائز التمثيل هناك 9 ممثلين من عرقيات ملونة غير بيضاء، وإذا اتبع الأوسكار خط جوائز SAG، التي شهدت فوز كل من فيولا ديفيز، تشادويك بوسمان، يوه جونج يونج، ودانييل كالوفا، فإننا سنرى لأول مرة 4 ممثلين «من غير البشرة البيضاء» يكتسحون جوائز التمثيل.
والملاحظة الأخرى أن قائمة أفضل مخرجة يتنافس عليها امرأتان لأول مرة في تاريخ الأوسكار، مع توقعات بفوز إحداهن.
والملاحظة الثالثة والأهم لنا هو ترشح فيلم «الرجل الذي باع ظهره» للتونسية كوثر بن هنية لجائزة أفضل فيلم أجنبي، وسواء فاز أم لم يحالفه الحظ فإن وصوله للمنافسة النهائية شهادة تقدير للمبدعة التونسية وصناع العمل.
أفضل فيلم
تشير كل التوقعات إلى فيلم «نومادلاند»، للمخرجة كلوي تشاو، وينافسه عن بعد فيلم محاكمة شيكاغو 7، وربما يكون فيلم «شابة واعدة» الحصان الأسود في الدورة الحالية، وربما يحقق الفيلم الكوميدي ميناري مفاجأة كبرى مثلما حدث من قبل في فيلمي Moonlight وParasite.
أفضل مخرج
قبل الألفية الجديدة، جرت العادة على أن يفوز مخرج أفضل فيلم بجائزة أفضل مخرج، ولكن تلك القاعدة كسرت في الدورات العشر الماضية أكثر من مرة، وما يعنينا هنا أن كلوي تشاو هي الأوفر حظاً للفوز بالجائزة لتصبح ثاني امرأة تفوز بها بعد كاترين بيجلو عام 2010، وهناك مناوشات من بعيد لمخرج «ميناري» لي إسحاق تشونغ، وإميرالد فينيل «شابة واعدة».
أفضل ممثلة
من بين جميع فئات الأوسكار، تبدو الحظوظ متساوية لكل المرشحات لجائزة أفضل ممثلة، فهناك فيولا ديفيز التي فازت بالجائزة في مسابقة SAG، أو جائزة نقابة ممثلي الشاشة عن دورها في فيلم ما ريني بلاك بوتوم، ومعها فرانسيس ماكدورماند التي فازت بـ«بافتا» عن دورها في نومادلاند، وكاري موليجان التي فازت بجائزة اختيارات النقاد عن فيلم «شابة واعدة».
ومن الصعب أن نتجاهل أندرا داي التي نافست بقوة في غولدن غلوب عن دورها في فيلم «الولايات المتحدة ضد بيللي هوليداي»، مع كل التقدير لفانيسا كيربي «شظايا امرأة».
أفضل ممثل
المفاجأة الوحيدة في تلك الفئة، ومن المؤكد أنها غير سارة للملايين أن يفوز ممثل غير الراحل الرائع تشادويك بوسمان الذي خسرته السينما بعد أن خسر «في صمت» معركته مع السرطان في أغسطس الماضي عن عمر يناهز 43 عاماً.
ربما في دورة أخرى كانت حظوظ المخضرم أنتوني هوبكنز أوفر ليفوز بالجائزة للمرة الثانية، ولكن في هذه الدورة من الصعب أن يفوز بها أحد غير تشادويك.
يذكر أن تلك الفئة يتنافس فيها المبدع البريطاني من أصل باكستاني ريز أحمد وهو أول ممثل مسلم يترشح للجائزة.
أفضل ممثلة مساعدة
من حق جدّة ميناري أو «ميريل ستريب كوريا الجنوبية» الممثلة يون يوه جونغ أن تحلم بالجائزة بعد أن سرقت الكاميرا من الجميع في فيلم ميناري بأدائها التلقائي و«خفة دمها»، يدعمها فوزها بجائزة بافتا.
ومن بعيد هناك بصيص أمل للمخضرمة جلين كلوز «هيلي إيليجي» في محاولتها الثامنة للتتويج بالأوسكار، ومن بعدها ماريا باكالوفا «بورات 2».
أفضل ممثل مساعد
تتجه التوقعات نحو الممثل البريطاني دانيا كالويا «32 سنة»، عن أدائه المتميز لدور زعيم الفهود السود في فيلم «يهوذا والمسيح الأسود»، وربما يتأثر قليلاً بترشيح زميله في الفيلم نفسه لا كيث ستانفيلد لنفس الجائزة.
ويستحق الفوز أيضاً ليزلي أودوم جونيور عن فيلم «ليلة واحدة في ميامي»، بول راسي «ساوند أوف ميتال»، وربما يعوض فوز كالويا خيبة أمله لعدم فوزه بالجائزة عام 2018 عن فيلم Widows أو أرامل.
أفضل فيلم أجنبي
نتمنى أن يقتنص الجائزة الفيلم التونسي «الرجل الذي باع ظهره» للمبدعة كوثر بن هنية لأنه يستحق ذلك، ويبدو أن المرشح الأول للفوز الفيلم الدنماركي «جولة أخرى» لتوماس فينتربيرج، الذي يحكي قصة 4 أساتذة يحاولون التكيف مع أزمة منتصف العمر بإدمان الكحول، ويتنافس من بعده كوفاديس عايدة، وكوليكتيف أو جماعي.
أفضل فيلم وثائقي
التنافس هنا بين الطبيعة والتنشئة، ولكن الأكثر توقعاً وأهلية للفوز هو فيلم My Octopus Teacher أو مدرسي الأخطبوط عن دراما وقصة صداقة غير تقليدية تربط بين غواص وأخطبوط تحت الأعماق في جنوب أفريقيا.
ويتنافس معه بقوة فيلم TIME أو الوقت، الذي يدور حول إصرار وعدم يأس فوكس ريتش الرائعة للإفراج عن زوجها الذي يقضي عقوبة السجن 60 عاماً، من أجل أطفاله الذين كبروا.
أفضل فيلم رسوم متحركة
تبدو فرصة التتويج متاحة لفيلمين أساسيين أولهما وأكبرهما توقعاً دراما Soul الذي يدور في إطار كوميدي حول تناسخ الأرواح عبر مدرس موسيقى يسعى لتحقيق حلمه في العزف بجوار أشهر عازفي الجاز.