برهنت السينما على أنها كل شيء في آنٍ واحد، وكل شيء ونقيضه، هي الترفيه وهي الفكر، هي المتعة وهي الثقافة، هي مرآة للحياة والحياة ذاتها، هي الخيال وهي الواقع، هي الرحلات حيث لا يمكن لنا أن نرحل في الزمان وفي المكان، هي التي جابهت النهاية منذ ابتداعها وانتصرت عليها منذ ذلك الحين أيضاً، بحسب ما أوردته جريدة الشرق الأوسط.
التحديات التي جابهتها، اقتصادية، رقابية، تلفزيونية، مبتكرات رقمية أخرى، كثيرة ودائماً ما كانت، مثل مياه نهر صغير تمر من بين صخوره بانسياب لا ينقطع.
على أن ما جابهته في العام الماضي لم يكن له مثيل: للسينما شريان واحد هو الجمهور ووباء كورونا قطع هذا الشريان، أجبر الناس على البقاء في منازلهم، فرض على صالات السينما الإغلاق التام، دفع صوب تغييرات العادات اليومية كلها بما فيها أن تركب سيارتك وتتجه بها صوب تلك الدار القريبة لأن هناك فيلماً جديداً معروضاً ولن تنتظر أن يتوفر على وسيط آخر.
ضمن هذا المناخ تقدّمت وسائل جديدة لكي تستفيد من وجودنا في المنازل، عوض أن تمر الأفلام عبر قناة توزيع صوب شريانها العريض، تم إجراء عملية قيصرية وربط المنتج السينمائي للمنازل مباشرة، عملية فك ارتباط مهولة استجاب لها الملايين حول العالم، لا لوم عليهم حتى وإن كان كل ما حدث له علاقة بخطة متجانسة لمزيد من تقوقع الإنسان مع نفسه، ما قيمته الاجتماعية والفكرية والثقافية إذا ما فعل.
هل ستنتصر السينما على هذا التحدي؟ في الأسابيع الثلاثة الماضية أنجز «غودزيلا ضد كونغ» نحو نصف مليار دولار من صالات السينما حول العالم وحدها. طبعاً كان سيسجل الضعف وربما أكثر لو أن كل الصالات كانت متاحة. لكنها بداية جديدة وفوز جديد ما زال في مطلعه ضد الوضع الراهن.