سوليوود «متابعات»
بعد أن ظلت الأفلام العربية القصيرة، حبيسة حضورها بمهرجانات السينما، وجد صناعها أخيراً، نافذة مشرعة، عبر عدد من المنصات، التي باتت تتنافس من أجل اجتذاب النخبة الأفضل منها، لا سيما مع لجوء صانعيها مباشرة لهذه المنصات، بسبب تاثر عدد من المهرجانات بتداعيات فيروس كورونا، وما سوى ذلك، من اسباب أدت إلى إلغاء وتقليص بعضها، حسب ما أوردت صحيفة الرؤية.
وتحتوي الأفلام القصيرة أحياناً على أفكار وتجارب فنية رائعة تستحق المشاهدة، ولكن المشكلة أن منافذ عرض هذه النوعيات من الأفلام قليلة جداً، وتكاد تكون شحيحة على الفضائيات وفي دور العرض العربية، والجمهور غير معتاد عليها وربما لا يعرف بوجودها أصلاً، ولكن يبدو أن المنصات الرقمية ستكون بديلاً يحتضن الأفلام القصيرة والوثائقية، مثلما يضم الأفلام الروائية والمسلسلات الدرامية.
من هنا تأتي أهمية الخطوة التي اتخذتها كل من منصة «شاهد VIP» و«نتفليكس» بعرض أفلام عربية قصيرة، حيث تعرض منصة «شاهد» فيلم «ستاشر» الحاصل على السعفة الذهبية من مهرجان «كان» الماضي كأفضل فيلم روائي قصير، بينما تعرض «نتفليكس» فيلم «واحدة كده».
فيلم «ستاشر» أو I am Afraid to Forget your face من تأليف وإخراج سامح علاء، ينتمي لما يعرف بالسينما المستقلة، فهو من إنتاج وصنع وتمثيل عدد من الشباب والهواة.
يشير عنوان الفيلم إلى عمر الشخصية الرئيسية، وهو مراهق عمره 16 عاماً، مكتئب، يسعى لرؤية حبيبته للمرة الأخيرة، بعد أن قام أهلها بمنعها من مغادرة المنزل لأكثر من شهرين ونصف الشهر، ما دفعها إلى الانتحار، وحتى يتمكن من ذلك يفعل شيئاً لا يمكن أن يخطر ببال أحد.
أما فيلم «واحدة كده» من تأليف وإخراج مروان نبيل، فيختلف في كونه من بطولة عدد من الممثلين المحترفين، على رأسهم النجمة ريهام عبدالغفور، وقد بدأت الأفلام القصيرة تجتذب عدداً متزايداً من الممثلين المحترفين، حيث ظهر خلال العام الماضي أعمال قصيرة من بطولة صفية العمري، محمود قابيل، آسر ياسين، منة شلبي، سيد رجب، سلوى محمد علي، ناهد السباعي، باسم سمرة، طارق عبدالعزيز، وإنجي المقدم، وغيرهم.
الفيلمان متميزان جداً على المستوى الفني ومن ناحية الفكرة والموضوع، ومن المؤكد أن نجاحهما وزيادة الإقبال على مشاهدتهما سيشجعان المنصات على إعطاء مساحة أكبر للأفلام القصيرة والمختلفة.