طارق الشناوي
الدراما التليفزيونية صارت تحقق للمرأة التواجد الذي تستحقه، فهي بطلة ومن مختلف الأجيال، بينما لاتزال المرأة سينمائيًا تعاني الانكماش، توصيف نجم الشباك حاليًا مقطوع فقط للرجل على الشاشة الكبيرة، بينما المرأة ومن مختلف الأجيال استطاعت أن تحقق مساحات من التواجد التليفزيوني.
يسرا على مدى 30 عامًا استطاعت أن تحتل مكانتها، وهي تتصدر العمل الفني واستمرارها في مقدمة المشهد دليل على أن البريق التليفزيوني لايزال في تصاعد، وهكذا تتصدر الأفيش (حرب أهلية) إخراج سامح عبدالعزيز، لدينا على مدى يقترب من رقم عشرة أعوام نيللى كريم، منذ أن جاءت لها نقطة الانطلاق في (ذات) وهي تقدم مسلسلًا جماهيريًا يحتل المساحة الأكبر، العام الماضي (بـ100 وش) مع آسر ياسين ومع المخرجة كاملة أبوذكرى وقفت في مكانة المسلسل الأكثر جماهيرية.
هذا العام تعود (ضد الكسر) وإخراج أحمد خالد، نيللى تجيد اختيار العمل الفني الذي ينتقل بها من النقيض للنقيض، وهذا يمنحها مساحات من التنفس الإبداعي، وتأتى منى زكي بعد غياب استمر نحو خمس سنوات من (أفراح القبة) لمحمد ياسين، وهي في الحقيقة لديها من النضج ما يجعلها تبحث عن المخرج أولًا الذي يضيف للعمل الفني، وبالطبع صادفها سوء حظ في أكثر من مشروع طوال السنوات الخمس، تعود هذا العام مع (لعبة نيوتن) للكاتب والمخرج تامر محسن، وتامر كاتب ومخرج يملك حسًا جماهيريًا وعصريًا في آن، منذ أن راهن عليه الكاتب والمنتج وحيد حامد (بدون ذكر أسماء) قبل ست سنوات، منى زكى إحدى أهم الأوراق الرابحة تليفزيونيًا، والتى لها أيضا وحشة.
لدينا أيضا اسم له جماهيريته ياسمين عبدالعزيز (اللى مالوش كبير) تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج مصطفى فكرى ومعها خالد الصاوي ويشاركهما أحمد العوضي، ياسمين تلعب في مساحة كوميدية لا ينازعها فيها أحد، ولدينا هذا العام دينا الشربيني في الرهان الرابع عليها كبطلة، وهناك محاولات للدفع لأول مرة في مكانة البطولة المطلقة مثل روجينا وحنان مطاوع، بينما سهر الصايغ تقف بطلة أمام جمال سليمان في مسلسل (الطاووس) في رهان هي قادرة على حسمه، وأتصورها مؤهلة تماما هذا العام لتحقيق نقطة فارقة لصالحها، وزينة تتواجد في (كله بالحب) وغيرهن.
التليفزيون يحقق قدرًا من التوازن في العلاقة مع النجمات ولهذا حتى لو لم نصل إلى مرحلة التوازي العددي والرقمي، خاصة أن أجور النجوم تتجاوز أجور النجمات، وتلك حكاية أخرى، تعانى منها بالمناسبة كل النجمات في العالم.
أتذكر في مطلع الألفية الثالثة وحنان ترك لاتزال في الميدان كانت تردد (لسنا وردة في عروة جاكتة النجم) في السينما، وكثيرا ما كانت تعتب أيضا على زملائها النجوم الذين لا يرحبون بالوقوف أمام النجمة في بطولة ثنائية على الشاشة الكبيرة.
السينما المصرية التي قامت على أكتاف النساء صارت متنكرة منذ عقود للتواجد النسائي، النجمات على مدى تاريخنا السينمائي كن العنوان، وفي المباراة الثأرية للدراما التليفزيونية استطعن إثبات جدارتهن بالبطولة ومن مختلف الأجيال وهي حكاية تستحق تأملها جيدًا، لماذا يأتي المتفرج تليفزيونيًا، بينما لا يقطع من أجلها تذكرة السينما؟
صحيفة المصري اليوم