سوليوود «متابعات»
أُلغي تصوير فيلم «التحرر» Emancipation، الذي يقوم ببطولته ويل سميث، في ولاية جورجيا، وذلك بسبب ما وصفه الممثل بـ«قوانين التصويت الرجعية» في الولاية الأميركية.
وقال سميث والمخرج أنطوان فوكوا، في بيان لموقع «ديدلاين» للأخبار الفنية، إنهما شعرا بأنهما «مضطران» لاتخاذ موقف.
وأضافا: «لا نستطيع، من منطلق الضمير الحي، تقديم دعم اقتصادي لحكومة تسن قوانين تصويت رجعية تهدف إلى تقييد تصويت الناخبين».
وبحسب موقع BBC، يشعر البعض أن القانون الجديد سيفرض قيودا على تصويت فئات محرومة من المجتمع.
هل تنسحب شركات سينمائية أخرى؟
قال موقع ديدلاين إن الخطوة التي اتخذها منتجو فيلم «التحرر» تأتي بعد أسابيع من المناقشات بين صنّاع الأفلام ومسؤولي صناعة السينما والقادة السياسيين في ولاية جورجيا، بما في ذلك الناشطة في مجال حقوق التصويت، ستايسي أبرامز.
وهذا أول فيلم ينسحب القائمون عليه من الولاية منذ دخول القوانين الجديدة حيز التنفيذ، بيد أنه قد لا يكون الأخير.
فقد قال المخرج جيمس مانغولد، الذي سيخرج الفيلم الجديد من سلسلة «إنديانا جونز»، مؤخرا إنه لن يُخرج أي أفلام جديدة في جورجيا بسبب القانون الجديد.
وكتب بموقع تويتر: دأبت جورجيا على استخدام المال لسرقة وظائف السينما من ولايات أخرى تسمح للناس بالتصويت. لا أريد أن أخرج أفلاما هناك.
وأيّد مارك هاميل، وهو أحد نجوم سلسلة «حرب النجوم»، تغريدة مانغولد.
وتقول لجنة الأفلام في جورجيا إن الكثير من الأفلام التي تحقق أعلى الإيرادات تُصور هناك «أكثر من أي مكان آخر في العالم»، ومن بينها أفلام أنتجت مؤخرا مثل «ديدبول» و«المنتقمون: نهاية اللعبة» و«واندا فيجن» و«أشياء غريبة» و«الموتى السائرون».
ويدر الإنتاج السينمائي والتلفزيوني حاليا ما يربو على 10 مليارات دولار للولاية سنويا. وحثت أبرامز، المعارضة للقوانين الجديدة، هوليوود على عدم الابتعاد بشكل جماعي.
كما طلبت برنيس كينغ، ابنة مارتن لوثر كينغ جونيور، من صنّاع الأفلام إعادة النظر في الخطوة، وقالت: “أرجوكم أوقفوا الحديث عن مقاطعة جورجيا. هذا من شأنه أن يضر بعمال الطبقة الوسطى والأشخاص الذين يعانون من الفقر. وسيزيد من أضرار العنصرية والطبقية.
ما هي القوانين الجديدة؟
في الانتخابات المستقبلية، سيُطلب ممن يرغب في التصويت عبر البريد تقديم وثيقة إثبات هوية.
ويقول مؤيدو القانون إن هذه الطريقة ستجعل التصويت عبر البريد أكثر أمانا، بيد أن معارضين يقولون إن الإجراءات الجديدة من المرجح أن تؤثر بشكل غير متناسب على الأميركيين السود، الذين تقل احتمالية أن يكون بحوزتهم وثائق هوية انتخابية عن الأميركيين البيض.
كما يحظر القانون على أي شخص، باستثناء موظفي الانتخابات، توزيع الطعام أو الماء على الأشخاص الذين يقفون في طوابير خارج مراكز الاقتراع. وسيكون هناك حد لعدد الصناديق المخصصة لاستقبال بطاقات الاقتراع التي وصلت عبر البريد إلى الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم مبكرا. ويعني هذا أن الكثيرين سيضطرون إلى القيام برحلات أطول.
كما سيجري اختصار فترة التصويت المبكر لجميع انتخابات الإعادة. وفي جورجيا، لا يمكن لأي مرشح التقدم في انتخابات أولية أو عامة دون الحصول أولا على أكثر من 50 في المئة من الأصوات.
ووصف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخطوة بأنها بشعة، وقال إنها تستهدف الأميركيين السود بشكل غير متناسب.
ووصف القانون بأنه«هجوم صارخ على الدستور»، و«جيم كرو في القرن الحادي والعشرين»، وذلك في إشارة إلى قوانين فرضت الفصل العنصري في الجنوب في القرنين التاسع عشر والعشرين.
بيد أن الجمهوريين يقولون إنهم يبسّطون إجراءات التصويت ويحاولون استعادة الثقة في نظام الانتخابات.
ما هي قصة فيلم ويل سميث؟
يؤدي سميث في فيلم «التحرر» دور أميركي يدعى «بيتر»، يهرب من العبودية في مزرعة في لويزيانا بعد تعرضه لانتهاكات مروعة.
ويقطع رحلة شمالا لينضم إلى جيش الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأميركية.
وقصة الفيلم مستوحاة من أحداث حقيقية. وقد أظهرت صورة، التُقطت لظهر بيتر خلال الفحص الطبي في الجيش، ندوبا ناجمة عن تعرضه للجلد.
ونُشرت الصورة في عام 1863 وشوهدت في شتى أنحاء العالم، ما أعطى قوة دفع لمؤيدي إلغاء العبودية، كما دفعت العديد من السود الأحرار للانضمام إلى جيش الاتحاد.
وكان من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم في يونيو/ حزيران.