سوليوود «خاص»
فريد في مزاوجته بين التمثيل والعلاج النفسي، واستطاع تحويل فنه إلى وصفة علاج ضمن «السيكو دراما»، فتخصص بكشف الحقيقة عن طريق الحركة أو الأداء التمثيلي، وبرز كعلامة فارقة في أدوار الكوميديا يستند إليه رفاقه ويشاركهم البطولات المطلقة.
ولد راشد بن أحمد الشمراني في أقدم مدن منطقة القصيم «عنيزة»، والمشهورة بروضة مزارعها، وبساتينها، ووفرة مياهها وصفاء تربتها في 1960م، حيث ولد لأب عسكري تنقل معه في مدن المملكة حتى اكتسب منه هويته الخاصة، وعاش في طفولته خليطًا بين الهدوء تارة، والشقاوة تارة أخرى.
كانت أول تجاربه الفنية حينما كان طالبًا مؤديًا لمونولوج عن أضرار التدخين، فكانت تلك انطلاقته الفنية، وأتم دراسته في عنيزة قبل أن ينتقل للرياض ليدرس في جامعة الملك سعود، وكانت رغبة والده مواصلته الدراسة للتأهل للعمل في السلك العسكري، وحينها ابتعث وهو في الجامعة بوزارة الدفاع في وظيفة الاختصاصي النفسي.
حصل الشمراني على الدكتوراه في علم النفس من جامعة الملك محمد الخامس بالرباط، وكانت فلسفته أن «الفن الحقيقي متجاوز للعقل وقادم من منطقة الإلهام، لذلك كل الفنانين الحقيقيين قادمون من منطقة الإلهام».
قدم الشمراني أعمالاً مختلفة، ففنه ينبع من رسالة داخلية، ومن فكر حقيقي، وإيمان بقيمة الفن في إصلاح المجتمع، كما عاش في بيئة فنية جمعت عددًا من رواد الدراما والكوميديا السعودية منهم: علي المدفع، وحمد المزيني، وناصر القصبي، وعبدالله السدحان، وعبدالله السناني، ومحمد العلي.
يتذكر الشمراني أجمل أيامه في الجامعة، حينما قدم مسرحية «تحت الكراسي» ويقول عن تلك المرحلة: «كان محمد العلي أستاذًا وكان صدره رحبًا ويفرح لنا ويشعرنا بالإنجاز والتفاعل معه»، وبناء على ذلك كان أبرز ما قدم على خشبة المسرح مسرحية «تحت الكراسي»، ومسرحية «مع الخيل يا عربان»، و«عويس التاسع عشر»، و«مسرحية العقد»، و«الرجل الذي غدا ملح»، ومسرحية «الذيب في القليب»، كما كان له دور في تقديم السهرات التلفزيونية، فشارك في سهرة «حمود ومحيميد»، و«من غير ليش».
يعد الشمراني عميدًا في الفن واختصاصيًا اجتماعيًا يحمل درجة الدكتوراه، ويتفق أقرانه على أنه من أكثر الفنانين تأهيلاً وعمقًا، منحته مسرحية «ديك البحر» التي أبدع في تأليفها وتمثيلها جائزة دولية بمهرجان قرطاج الدولي عام 1994، برزت خلالها قدرته الدرامية بصورة منقطعة النظير حتى لقب براشد الفن السعودي.
يلجأ الشمراني دائمًا لأدوار الشخصيات المتعددة وتشهد بذلك 23 من الأعمال البارزة في مسيرته، مما يؤكد على تعدد أوجه موهبته وتَفرُّد أدائه، فهو يحترف التمثيل لأكثر من 40 عامًا.
شارك الشمراني في أكثر من 23 مسلسلاً كان أبرزها: «طاش ما طاش»، و«عودة عصويد»، و«بيني وبينك» – مكون من 4 أجزاء، و«غرابيب سود»، ومسلسل «خطوات على الجبال»، و«أبو مشعاب»، ومسلسل قول في الثمانينات»، و«خميس بن جمعة»، و«مخرج 7»، كما كانت له تجربة إخراجية مسرحية بإخراج مشاهد مسرحية ضمن أوبريت مهرجان الجنادرية في مئوية تأسيس المملكة العربية السعودية، ومسرحية «سيلي مان خاطر»، ومسرحية «ديك البحر».