سوليوود «خاص»
تعد الموهبة والدراسة هما الركيزتان اللتان يستند عليهما الفنان في الوصول إلى ما يطمح إليه، تلك المقولة هي التي استند إليها السناني للدخول في المجال الفني، إضافة إلى مفارقات عديدة جعلت منه علامة فارقة في الوسط الفني حيث جمع بين أدواره الكوميدية وشخصيته الأكاديمية.
ابن المجمعة المولود في عام 1965 عاش طفولته في لبنان، وتحديدًا على شارع الحمراء بجوار مسرح فيروز، ثم انتقل بعدها إلى الجزائر بحكم عمل والده في الملحقية الثقافية بوزارة المعارف – آنذاك – بعدما طلبت الجزائر في السبعينيات مدرسين للغة العربية، ثم توجه بعدها إلى الرياض ودرس بها المرحلة المتوسطة، ثم توجه إلى اليمن ليكمل فيها سنة كاملة قبل عودته إلى الرياض.
كان أحد صناع العمل التلفزيوني والمسرحي في الثمانينيات، حيث شهد مسرح جامعة الملك سعود انطلاقته الفنية، فقد تفطَّن في طفولته لرؤية أشياء بالمجهر لا يمكن التحكم فيها، فيشعر أن هنالك حياة وراءها، من هناك انطلق شغفه بالسينما، كما يقول في أحد حواراته «كل علم بحاجة إلى أن يدخل المجال الإبداعي أو الفنون فيه، لأن العلوم اعتمدت على الخيال، فالسينما والفن أحد عوامل تعزيز العلم للمتلقي».
ولأنه حاصل على شهادة البكالوريوس في النباتات والأحياء الدقيقة بجامعة الملك سعود، ونال الماجستير في الميكروبيولوجي، فهو يرى أن «المجهر أحد عوامل حبي للعمل السنيمائي، صورة لا تكاد تتحكم فيها، خلايا تتكاثر أمامك، بكتيريا تنقسم أمامك، كل هذه العوامل جعلتني أخترق هذا المجال».
عُيِّن السناني بعد تخرجه في الجامعة في شركة إنماء لزراعة القمح، نائبًا لرئيسها بوادي الدواسر لمدة 8 أشهر قبل عودته للجامعة للتدريس فيها. وعاش في بداية حياته الفنية بالجامعة مع مجموعة من رواد الدراما الخليجية أبرزهم بكر الشدي الذي كان يمازحهم بالقول إنهم «حقين الجامعة».
ويتحدث السناني عن تلك الفترة بأنها مرحلة نقل الفن العلمي الذي فيه نوع من التكنيك، وكانت لدينا خلفية عالية جدًا ولغة، ونستوعب العمل الفني في المملكة وخارجها، لكن مناخنا لم يكن صحيًا، فالظروف الراهنة آنذاك كانت سببًا في تراجع المسرح في تلك المرحلة.
دخل مجال التمثيل من خلال المسرحيات التي قدَّمها على مسرح «جامعة الملك سعود» مع صديقه ناصر القصبي، وكانت انطلاقته الفعلية حينما أحضر مدير الجامعة منصور إبراهيم التركي في تلك السنة خمسة مخرجين من العالم العربي، وكان من ضمنهم المخرج جميل جودي من تونس، وهو أول من قدَّمه في أول مسرحية، وكان تنافسه لمدة ثلاث سنوات كأفضل ممثل مع ناصر القصبي.
لعب السناني أدوار البطولة في معظم الأعمال التي شارك فيها، واستطاع من خلال هذه المشاركات أن يصنع من نفسه نجمًا موهوبًا، فقدَّم عددًا من المسرحيات من أبرزها: مسرحية «مبتعثون في ورطة» مع مجموعة من الفنانين الشباب وعرضت في أكثر من منطقة في السعودية، ومسرحية «وا قدساه» بمشاركة الممثل محمود ياسين والعديد من الممثلين الخليجين والعرب، و«للسعوديين فقط»، ومسرحية «ابن زريق ليمتد» بمشاركة الممثل بكر الشدي، وراشد الشمراني، وهي من إخراج عامر الحمود وقدِّمت في مهرجان دمشق المسرحي، و«الحل الأكيد» وفاز فيها بجائزة أفضل مخرج مسرحي، و«عويس التاسع عشر»، و«ولد الديرة» بمشاركة ناصر القصبي وعبدالله السدحان، وآخرها «الذيب في القليب».
وقدَّم مجموعة من المسلسلات كان أولها تلفزيونيًا مسلسل «لا يحوشك حبروك»، ومسلسل «الأول تحول»، و«حكايات قصيرة»، كما شارك بـ«خلك معي»، و«قرية القصر»، و«كلنا عيال قرية»، ومسلسل «طاش ما طاش»، و«واي فاي»، و«سيلفي» بأجزائه الثلاثة، كما استطاع تقديم أعمال روائية وملحميَّة دشنها بمسلسل «العاصوف» بجزئيه، بمشاركة النجوم ناصر القصبي، وليلى السلمان، وريم عبدالله، وريماس منصور.
وللسناني تجربة إخراجية بمسرحية «فصل ثاني»، وقدَّم السهرات التلفزيونية «من غير ليش»، و«الميكانيكي»، وشغل عضوية لجنة التحكيم في «مهرجان الجنادرية»، وعضوية لجنة التحكيم في مراكش بين 2003 و2004، وكان رئيسًا للجنة التحكيم للمهرجان السينمائي السعودي «الأول والثالث»، وحاز «جائزة أفضل مخرج مسرحي».